يعكف علماء بريطانيون وأمريكيون على تطوير برنامج كمبيوتر قادر على "قراءة المشاعر" و يستطيع معرفة ما يفكر فيه المرء عن طريق تحليل مجموعة من حركات الوجه بما يوضح المشاعر الدفينة للشخص. وقال بيتر روبنسون من جامعة كامبريدج في انجلترا "النظام الذي طورناه يسمح بالتعرف على عدد كبير من الحالات الذهنية عن طريق توجيه كاميرا فيديو نحو شخص ما". ويعتقد روبنسون وزملاؤه أن الكمبيوتر قارئ الأفكار قد يكون له عدة استخدامات، من تحسين قدرات الناس على قيادة السيارات إلى مساعدة الشركات على إعداد الإعلانات لتناسب الحالات المزاجية للمستهلك. وأضاف "تخيل كمبيوتر يستطع أن يحدد اللحظة المزاجية المناسبة لمحاولة أن يبيع لك شيئا ما، ومستقبل تستطيع فيه الهواتف المحمولة والسيارات ومواقع الانترنت قراءة أفكارك والتحرك وفقا لحالتك المزاجية." وتمت برمجة التقنية، بالفعل، على التعرف على تعبيرات وجه مختلفة قام بها ممثلون. ويأمل روبنسون أن يحصل على المزيد من البيانات كي يمكن للبرنامج تحديد متى يشعر المرء بالملل أو بالاهتمام بشيء ما أو كونه مرتبكا أو يوافق أو يعترض على شيء ما عندما يعرض في معرض علمي في لندن يوم الاثنين. وسوف يدعى زوار المؤتمر، الذي يستغرق أربعة أيام، وتنظمه الجمعية الملكية وهي أكاديمية تضم أكبر علماء بريطانيا، للمشاركة في دراسة من أجل تحسين قدرات البرنامج. ويأمل العلماء، الذين يطورون التقنية بالتعاون مع باحثين في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في الولاياتالمتحدة، أن يجعلوه يقبل مدخلات أخرى مثل الحالات المزاجية والإيماءات. وقال روبنسون "قد يمكن البحث الذي نجريه مواقع الانترنت من ضبط الإعلانات أو المنتجات وفقا لحالتك المزاجية... وعلى سبيل المثال فإن كاميرا انترنت متصلة بالبرنامج يمكن أن تلتقط صورتك وتحولها إلى الحالة الصحيحة وتنقل المعلومة إلى موقع الانترنت". ويمكن أن تفيد التقنية، أيضا، في التعليم عبر الانترنت من أجل معرفة ما إذا كان المتلقي يفهم ما يتم شرحه له وفي تحسين السلامة على الطرق لمعرفة ما إذا كان السائق مرتبكا أو يشعر بالملل أو مرهقا. وقال روبنسون "إننا نعمل مع شركة كبرى للسيارات وهم يتوقعون أن يتم تركيب هذا النظام في سيارات خلال خمس سنوات". وأضاف أنه قد يتم وضع الكاميرا في لوحة أجهزة القياس في السيارات، وقال إن أي شخص لا يريد أن يعطي معلومات، أكثر من اللازم، عن أحاسيسه كل ما عليه هو أن يغطي الكاميرا فقط.