في الوقت الذي يقول الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أن قرارات مجلس الأمن لفرض العقوبات على ايران "ليست إلا حبر على ورق" قاطعاً على نفسه وعودا أمام اللبنانيين أن يزود بلادهم بفائض البنزين، تعمد طالب جامعي أن يمتطي " حمارا" بدلا من ركوب سيارة الأجرة للذهاب الى الجامعة في مدينته نوشهر شمالي ايران. وأفادت وسائل الإعلام الإيرانية أن الطالب الذي يدرس في جامعة تشالوس أثار إستغراب زملائه عندما وصل إلى الجامعة مستقلا حماراً، وبرر بأنه لا يستطيع دفع أجرة التاكسي لأنها إرتفعت بشكل مضطرد نتيجة لرفع أسعار البنزين نتيجة لتشديد العقوبات على بلاده.وقد أوقف الطالب حماره عند البوابة الرئيسة للجامعة، فواجه معارضة شديدة من الأمن الجامعي الذي منعه من دخول الحرم الجامعي للدراسة، وعندما سألوه لماذا الحمار؟ قال: "اسألوا العقوبات، والآتي أعظم".ومن ناحية أخرى يكرر كبار القادة في ايران وعلى رأسهم المرشد علي خامنئي أن العقوبات لم تؤثر على بلادهم الا أنه يرى المراقبون للشأن الإيراني أن تردي الوضع المعيشي نتيجة لتشديد العقوبات على طهران أصبح تحديا حقيقيا أمام طهران بعد أن خرج من تحدي الحركة الخضراء شبه منتصر واستطاع السيطرة على المعاقل الإجتماعية والبشرية للحركة وعزل قادتها عن الجمهور دون أن يلقي القبض على رموز الصف الأول للمعارضة مكتفيا بزج قادة الصف الثاني والثالث للحركة الإحتجاجية في السجون والمعتقلات حسب ماتتناقله وسائل الإعلام المعارضة . و على هذا الصعيد يعتقد بعض المراقبين أن الحصار الإقتصادي سيخلق أزمة معيشية بالغة الخطورة في ايران وهذا التحدي قد يتحول إلى عامل لجر الجماهير إلى الشوارع من جديد على شاكلة الحركة الإحتجاجية التي تلت الإنتخابات الرئاسية في عام 2009. وفي الوقت الذي يرى البعض أن الحصار على ايران قد يخلق حالة مشابهة للوضع العراقي تحت الحصار ولن يؤدي إلى أي تغيير، يرى الخبير في الشأن الإيراني موسى الشريفي أن الحالة الإيرانية مختلفة "لأن العراقيين لم يخرجوا إلى الشوارع للإحتجاج على النظام السابق نتيجة لشدة القمع خلال تلك الأعوام ولكن وضع الإيرانيين على عكس من ذلك لأنهم لو دخلوا نفق الحصار الإقتصادي مباشرة بعد مرحلة الإحتجاجات الشعبية قد يواصلوها هذه المرة من خلال الإحتجاج على أوضاعهم المعيشية لأنهم إستطاعوا أن يتجاوزا حاجز الخوف منذ ان أصبح أحمدي نجاد رئيسا للجمهورية لدورة ثانية."واستطرد يقول :"اليوم تلوح في الافق بوادر هذه الإحتجاجات مع إضراب تجار الذهب في الأسواق الإيرانية احتجاجا على رفع الضرائب بنسبة 25% وبشكل مفاجي حيث عم الإضراب الأسواق في طهران وأصفهان وسائر المدن الكبرى، وهناك حالة ترقب لقطع دعم الاسعار والمضاعفات التي قد تظهر على الساحة كما أن الحكومة تتعاطي مع هذا الأمر بحذر في غاية الدقة والحساسية . وخلافا لهذه التوقعات كرر الرئيس الإيراني الموقف الرسمي لبلاده تجاه قرارات الأممالمتحدة قائلا "اصدروا قرارات ضدنا حتى تتعبوا من ذلك" و "القرارات ليست إلا حبر على ورق" و "القرارات تدل على هزيمة الغرب" و " لا تأثير للعقوبات علينا".أما رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام المعروف بالبرغماتية لا يتوافق والرئيس الإيراني حيث حذر أكثر من مرة السلطات والامسؤولين قائلا "علينا أن نكون حذرين من عواقب العقوبات" .وتفيد التقارير الواردة من طهران أن الحكومة الإيرانية شكلت مؤخرا لجنة طواريء مكونة من بعض كبار المسؤولين في الحكومة لمواجهة العقوبات الإقتصادية وتخطط هذه اللجنة إلى جانب التعاطي مع النقص في المواد الأولية تخطط لمواجهة التمرد المحتمل أو الإحتجاجات والإضرابات العمالية في البلاد، وتفيد هذه المصادر بأن الحكومة بالرغم من تهكمها بالعقوبات الصادرة من مجلس الأمن إلا أنها باتت تأخذ هذا الأمر على محمل الجد.