لم يتقبل ''جهاديو'' القاعدة الحقيقة التي اكتشفوها بعد سنوات من وقوعهم في فخ الأجهزة الاستخباراتية الأمريكية والإسرائلية، بعد اكتشافهم أن نظام الإعلام الآلي المسمى ''أسرار المجاهدين'' المشفّر ليس من صنع عبقري في الإعلام الآلي من أبناء القاعدة مثلما روج له، بل هو شخص افتراضي لا وجود له صنعت له المخابرات الغربية اسما وتاريخا من عدم. اكتشف ''جهاديو'' القاعدة بمن فيهم عناصر ما يسمى ''القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي''، حسب مواقعهم وتحذيرات أطلقوها عبر منتدياتهم، أن هذا العبقري الذي روج له أنه من كبار المجاهدين هو صانع برنامج إعلام بنظام شفرة عال كان الغرض من ورائه الخدعة باختلاق اسم لا وجود له في أرض الواقع ومنحه صفة ''العبقري المجاهد'' ليس سوى بغرض زرع الثقة ودفع كل من يتبنون ''العمل الجهادي'' والناشطين في التنظيمات إلى التواصل عبر الأنترنت باستعمال النظام المذكور لضمان السرية التامة. وكانت الرواية المروّج لها صدمة بين عناصر تنظيم القاعدة الذين اعتبروا تفطنهم للمصيدة جاء في الوقت بدل الضائع، سيما أن ما كانوا يعتبرونه سرا لن يكتشف كان معروفا بكل تفاصيله ولدى مخابرات أمريكا وإسرائيل، حسب ما تداوله، وكان كل ما يكتب يصل في حينه إلى ال''سي.أي.أي'' التي فاجأهم محققوها بمعلومات أثناء التحقيقات والاستنطاقات كشفت دقتها المستور واكتشف عناصر القاعدة خلال نقاشاتهم داخل السجون بأن كل ما تبادلوه من معلومات معتقدين أنها اسرار كانت سببا في الإيقاع بهم والقضاء على عدد من قيادييهم في عدة دول بما فيها الجزائر التي اكتسبت خبرة كبيرة في استعمال البرنامج بمجرد تحوله إلى أداة لتبادل المعلومات والتخطيط للعمليات. وتبادل ''جهاديو'' القاعدة على ''شبكة المجاهدين الإلكترونية'' تحذيرات من البرنامج ووقف اعتماد أنظمة أخرى، مؤكدين أنه ''البرنامج المسموم'' والفخ الذي أوقع بالتنظيم، وكشف أسراره في كل البقاع وكانت الكذبة التي صدقوها مثلما أورد نشطاء التنظيم في المنتديات ''الجهادية'' بحسب قول أحدهم ''قيل إن برنامج ''اسرار المجاهدين'' من صنع ''عبقري مجاهد'' مقبوض عليه، فأين هو مسجون؟ ومن من كبار المجاهدين يعرفه وزكاه؟ وضمن أية جماعة نشط؟ ومن هو المحامي الذي وكّله..؟ إنه برنامج من صنع المرتدين من صنع المخابرات الأمريكية احذروه..'' وذهب بعض ''جهاديي'' المنتديات إلى التأكيد ''أن كل من قتلوا وقبض عليهم من عناصر التنظيم كان برنامج ''أسرار المجاهدين'' سببا فيه، لأنه كان سريل كل صغيرة وكبيرة عما يدور بين ''المجاهدين'' إلى المخابرات الأمريكية و''الموساد''. وعلى صعيد آخر تحكمت مصالح الأمن الجزائرية بشكل كبير في فك التشفير للرسائل المتبادلة باستعمال نظام ''أسرار المجاهدين''. وموازاة مع رفع مستوى الحرب المعلوماتية عبر الأنترنت ومحاربة الجريمة الإلكترونية ما سمح بإفشال عدد من المخطّطات والهجمات، كما كان لفتح فرق خبراء لدى الشرطة والدرك ومصالح الاستعلامات لمراقبة منتديات ومواقع الإرهاب عبر الأنترنت دوره في حرب الاستعلامات ضد عناصر تنظيم ''الجماعة السلفية للدعوة و القتال''.