انتقد الوزير المنتدب المكلف بالميزانية٬ إدريس الأزمي الإدريسي٬ المعارضة، ملمحا إلى إن لديها خطابا مزدوجا،فهي تقول في البرلمان كلاما، وأمام التلفزيون كلاما أخر. وعبر عن ذلك بقوله بنوع من التهكم المبطن:" الكاميرا شاعلة، الكاميرا طافية"، وذلك خلال استضافته ليلة أمس ، ضمن برنامج " قضايا وأراء" على شاشة القناة التلفزيونية " الأولى"،المخصص لمشروع قانون المالية الجديد،بحضور فؤاد القادري،عن حزب الاستقلال، ويونس السكوري، عن حزب الأصالة والمعاصرة، وأحمد المهدي المزواري، عن حزب الاتحاد الاشتراكي. وكان الأزمي يرد على اتهامات ممثلي المعارضة للحكومة ب"العجز عن تنفيذ وعودها، ونهجها لسلوك انفرادي في غياب أي مقاربة تشاركية"، أثناء إعداد مشروع القانون المالي لسنة 2013. وأوضح أن مشروع القانون المالي يشكل" الانطلاقة الحقيقية لتنفيذ البرنامج الحكومي"، مشيرا إلى أنه يتضمن "خلفية اجتماعية"،إلى جانب "الإصلاحات الهيكلية الضرورية". بيد أن المهدي المزواري، قال إن هذا المشروع لم يحمل بين طياته أي جيل جديد من الإصلاحات، معتبرا إياه بأنه " اعتمد الحلول السهلة، وليس فيه أي اجتهاد أو ابتكار"، على حد قوله. وعاب يونس السكوري بدوره، عن الحكومة غياب أية رؤية أو استراتيجية جديدة لديها،أو فتح أوراش حديثة للإصلاح،مضيفا أن كل " ماشهدناه حتى اليوم، في عملها،ينحصر في سوء تفاهم وزرائها، لدرجة أن خلافاتهم بدأت تطفو على سطح الصحافة المغربية". واشتمل تدخل السكوري، على مجموعة من الانتقادات الحادة للأداء الحكومي، وخاصة في تدبير المجال الاقتصادي، معتبرا جولة العاهل المغربي الملك محمد السادس في دول الخليج العربي ،مؤشرا على عجز فريق عبد الإله بنكيران، على جلب الاستثمار. وانبرى الأزمي للرد بنبرة لاتخلو من انفعال،" منبها" إن المغرب "عبارة عن خيمة"، ركيزتها الأساسية المؤسسة الملكية، التي لاينبغي الزج بها في نقاش سياسي مثل هذا، مؤكدا أن الحكومة تقوم بدورها، وتبذل مجهودا جبارا، وليس لديها أي مشكل في أن تقوم المعارضة بجلب استثمارات من الخارج. وتحدث فؤاد القادري، ممثل حزب الاستقلال، بلغة تنبيء بأن هناك تحولا قادما في موقفه من المشاركة في الأغلبية الحالية، فقد قال إن حزبه جزء من التجربة الحكومية، وحريص على إنجاحها، ولكنه اختار الآن العمل ب" نفس نقدي جاد". وتساءل القادري في تدخله، " عن الإرادة السياسية المرتبطة بالتدبير الجاد"، ملاحظا أن " الإرادة السياسية غائبة، وأن الطموح تراجع إلى الوراء"، حسب تعبيره. ووصف ميثاق الأغلبية،بأنه "وثيقة وضعية وليست سماوية، ونرى أن مضمونها لايرقى إلى تطلعاتنا"، معلنا أن حزب الاستقلال بصدد وضع مذكرة حيال العديد من القضايا، التي تعرف حاليا نقاشا سياسيا مفتوحا. * تعليق الصورة: الوزير المنتدب المكلف بالميزانية٬ إدريس الأزمي الإدريسي.