هاجم ابو عياض زعيم جماعة انصار الشريعة في تونس المقربة من القاعدة امس الثلاثاء الحكومة الاسلامية في البلاد واصفا اياها بانها عميلة للغرب ودعاها الى الافراج فورا عن السلفيين الذين اعتقلوا بعد الهجوم على مقر السفارة الامريكية الشهر الماضي. وجاء تحدي القيادي سيف الله بن حسين المعروف باسم ابو عياض الذي تلاحقه الحكومة بتهمة التحريض على مهاجمة السفارة الامريكية في وقت تحتفل فيه الحكومة التي تقودها حركة النهضة بالذكرى الاول لوصولها للسلطة بعد احتجاجات شعبية اطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي. وهاجم الاف السلفيين السفارة الأمريكية بعد عرض فيلم مسيء للاسلام انتج في الولاياتالمتحدة مما أدى إلى سقوط اربعة قتلى على الاقل. وبعد الهجوم اعتقلت السلطات شخصا من بينهم ابو ايوب وحسن بن بريك وهما قياديان بارزان في تنظيم انصار الشريعة. وحاصرت قوات الامن الشهر الماضي مسجدا بوسط العاصمة للقبض على ابو عياض لكنه فر وسط حماية من انصاره. وقال ابو عياض في تسجيل فيديو نشر على مواقع اسلامية 'هذه الحكومة المؤقتة ظالمة اثرت الارتماء في احضان الغرب الكافر وخاصة امريكا وفرنسا.. ليست الحكومة التي تحكم بل هي امريكا'. وقال أبو عياض للحكومة 'الكل يستضعفكم والكل يحتقركم ويركب على ظهوركم لقد أثبتم انبطاحا عجيبا في مواقفكم... وقد رضختم لأعدائكم بأن يكون نظام الحكم رئاسيا وتخليتم عن البرلماني الذي قاتلتم من أجله'. وتقود حركة النهضة الاسلامية مع حزبين علمانيين هما المؤتمر والتكتل الحكومة. وفي التسجيل الذي حمل أعنف هجوم تشنه أنصار الشريعة على الحكومة قال أبو عياض 'الحكومة تدعي الانتساب للاسلام وهي ابعد عن الاسلام'. وتعهد بأن لا يحكم تونس علمانيون مسميا حزب نداء تونس العلماني الذي يقوده رئيس الوزراء السابق الباجي قائد السبسي وقال 'هؤلاء حاربوا ويحاربون الشعب في دينه.. لن يحكموننا الا على جثثنا'. وأعلن 'أبو عياض' تشكيل لجان قال إنها ستكون في حماية الشعب في حال حدوث قلاقل في البلاد. وتحدث 'أبو عياض' والذي ظهر في فيديو نشر امس الثلاثاء على موقع التواصل الاجتماعي 'فيسبوك'، داعيا أنصاره في تنظيم 'أنصار الشريعة' إلى 'نبذ الخلافات فيما بينهم والتوحد وبذل الغالي والنفيس وأن يكونوا يدا واحدة على من سواهم'. وقال أبو عياض 'أتوجه بالشكر إلى إخواني الذين يشاركوني نفس المنهج بالموافقة على الدعوة لتشكيل اللجان التي ستحمي بإذن الله أعراض وأموال شعبنا في صورة حدوث بعض القلاقل أو الفوضى التي يعتزم بعض أعداء الشعب والدين القيام بها هذه الأيام'. وسبق تاريخ 23 تشرين أول/أكتوبر نقاش واسع بشأن نهاية 'الشرعية الانتخابية' للمجلس الوطني التأسيسي لأن أحزابا ممثلة بالمجلس كانت التزمت قبل انتخابات العام الماضي باحترام مهلة السنة الواحدة للانتهاء من صياغة دستور جديد للبلاد مما عزز توقعات بحدوث أزمة بعد التاريخ المذكور. وقال أبو عياض، مخاطبا أنصاره في تنظيم أنصار الشريعة، 'أذكرهم أن ديننا دين ابتلاء وامتحان وإنه وإن نعمنا بشيء من الحرية والأمن فإنه لا محالة الابتلاء قادم'. ونجح أبو عياض، الذي تبحث عن أجهزة الأمن في قضايا أمنية، في الإفلات من محاولة القبض عليه على الرغم من ظهوره علنا في مناسبتين متتاليتين في شهر أيلول/سبتمبر أثناء تشييعه لجنازة أحد أنصاره وإمامته لمصلين سلفيين في جامع الفتح بوسط العاصمة. ودعا أبو عياض الحكومة المؤقتة إلى إطلاق سراح عدد من أنصاره الموقوفين في السجن على خلفية أحداث العنف في محيط ومقر السفارة الأمريكية في 14 أيلول/سبتمبر الماضي على خلفية الفيلم المسيء للإسلام والنبي محمد. وقال أبوعياض 'طلبي إليكم أن تصححوا مواقفكم تجاه شبابنا وأن تخلوا السجون من شبابنا الذي يعاني ظلمكم وقهركم.. عجلوا بإطلاق سراحهم حتى يعيشوا العيد مع أهاليهم'. لكنه انتقد توسل عدد من أنصاره الرئيس المؤقت المنصف المرزوقي الذي وصفه ب'الطاغوت والمرتد العلماني'، أثناء لقائهم به للإفراج عن الموقوفين. ووجه ابو عياض سهام نقده الى الرئيس المنصف المرزوقي الذي وصف السلفيين بأنهم جراثيم. وقال المرزوقي الشهر الماضي ان السلفيين أقلية عددهم لا يتجاوز ثلاثة الاف ووصفهم بالجراثيم. ووصف أبو عياض الرئيس التونسي بأنه 'معتوه لا يتحكم في نفسه وهو بيدق يحركة الغرب كما يشاء'. وقال أبو عياض 'تذهبون إلى رجل لا يملك حتى مجرد أن يحكم في نفسه... هو بيدق يتحكم فيه الغرب والحكومة'. يذكر أن قاضي التحقيق أعلن الاثنين الإفراج عن ثلاثة سلفيين من بين الموقوفين في أحداث العنف بالسفارة الأمريكية.