عبر رئيس الوزراء الجزائري، أحمد أويحيى عن ارتياح بلاده لمشاركة المغرب في «معرض الجزائر الدولي»، ودعا إلى «استغلال كل الفرص الثنائية التي تتاح (مع المغاربة) لا سيما أن مصيرا واحدا يجمعنا». وقال أويحيى «ينبغي استغلال كل الفرص المتاحة لإقامة مشاريع ثنائية بين الجزائر والمغرب». وجاءت تصريحات أويحيى لدى زيارته مساء أول من أمس للجناح المخصص للمملكة المغربية بالمعرض. وفهم من هذه التصريحات أن إقامة مشاريع اقتصادية قد يكون مفتاح انفراج في العلاقات السياسية والدبلوماسية المتوترة، بسبب نزاع الصحراء. يشار إلى أن اجتماعات اللجنة العليا بين البلدين متوقفة بسبب الخلاف حول الصحراء. إلى ذلك، قال أويحيى إن أموال المخطط الخماسي (2010 - 2014) التي تصل إلى 286 مليار دولار، «سيتم استغلالها لتطوير آلة الإنتاج الوطني»، المعطلة بسبب الاعتماد المفرط على مداخيل النفط، وغياب شبه تام لسياسة تهدف إلى إنعاش الاقتصاد. وذكر أويحيى مساء أول من أمس للصحافة بمناسبة افتتاح المعرض، أن الحكومة «ليس في نيتها استيراد ما قيمته 286 مليار دولار، لكننا نريد تطوير آلتنا الاقتصادية»، في إشارة إلى أن أموال المخطط الخماسي الرئاسي، لن توجه للاستيراد كما جرت عليه العادة في المخططات الخماسية الكبيرة التي اعتمدتها الحكومة منذ وصول بوتفليقة إلى الحكم قبل 11 سنة. وتفوق قيمة واردات الجزائر 40 مليار دولار سنويا، الجزء الأكبر من المبلغ يتمثل في عتاد يتعلق بالمنشآت ومواد غذائية. وأوضح أويحيى أن الجزائر «تعتبر سوقا واعدة وتريد تطوير اقتصادها»، واعتبر «المعرض الدولي» الذي يقام سنويا مع مطلع الصيف، فرصة لعقد اتفاقات شراكة بين الشركات الجزائرية والأجنبية المشاركة في المعرض. وقررت الحكومة توزيع أموال المخطط الخماسي، عبر شقين كبيرين، الأول يتعلق باستكمال المشاريع الكبرى الجاري إنجازها على الخصوص في قطاعات السكة الحديدية والطرق والمياه (130 مليار دولار). أما الثاني فيتعلق بإطلاق استثمارات جديدة في مجال التنمية (156 مليار دولار)، 40 في المائة من المبلغ مخصص لتحسين التعليم والخدمات الصحية عن طريق بناء مدارس ومستشفيات. وتعهدت الحكومة في البرنامج الخماسي، ببناء مليوني سكن يتم توزيعها قبل نهاية 2014، زيادة على مئات المشاريع ذات الصلة بإيصال الغاز والكهرباء إلى المناطق الريفية. وفي موضوع «المعرض الدولي» الذي يعتبر تظاهرة اقتصادية كبيرة، توليها السلطات أهمية خاصة، سجلت 835 شركة أجنبية جاءت من 40 بلدا حضورها في المعرض. وتشارك دول كثيرة لأول مرة مثل صربيا واليمن وموزنبيق، حسب وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية. وتم اختيار الأردن كضيف شرف في الدورة ال43 للمعرض. وتأتي الصين على رأس البلدان من حيث عدد الشركات الموجودة بالفضاء الاقتصادي الذي يتوافد عليه عادة مئات الآلاف، وذلك ب150 مؤسسة و350 رجل أعمال ومستثمرا.