اعتبرت يومية " ليكونوميست"، في مقال نشرته اليوم الاثنين، أن نتائج استطلاع الرأي الذي أجري لحسابها، حول صورة فريق رئيس الحكومة الجديدة، عبد الإله بنكيران، زعزعت أفكار سائدة. وكتبت الصحيفة الاقتصادية، التي نشرت يوم الجمعة الماضي نتائج الاستطلاع التي تؤكد أن رئيس الحكومة يحظى بثقة 88 في المائة من المغاربة، أنه "بغض النظر عن المعطيات بشأن منح الثقة من عدمه، فإن الاستطلاع يزعزع بعض الأفكار السائدة". وأوضحت الصحيفة أنه "كان يعتقد أن سكان المدن هم أكثر موالاة للإسلاميين من سكان العالم القروي، وأن الانتخابات التشريعية أظهرت بالفعل أن هذا الاعتقاد لم يكن صحيحا"، مشيرة إلى أن استطلاع الرأي يبين بوضوح "وجود تقارب في الآراء بين سكان المدن والقرى". إلى جانب ذلك، أظهر الاستطلاع اختلافات في الرأي بين الجهات، اعتبرت الصحيفة بأنه "تأكيد للاتجاهات التي يتضح أنها تتطور ببطء عبر التحقيقات التي أجريت على مر السنين". وهكذا يتضح وجود "اختلافات كبيرة نسبيا من جهة إلى أخرى، حيث ظهر أن 18 في المائة من سكان جهة الدارالبيضاء الكبرى ينظرون بايجابية لحكومة ابن كيران فيما ارتفعت هذه النسبة في الجهة الشرقية، إلى ما يقارب ضعف هذا الرقم (30 في المائة)". وفي هذا الصدد، أعطت صحيفة " ليكونوميست" كمثال مدينتي مراكش وأكادير اللتين كانت ساكنتهما "أقل حماسا اتجاه الحكومة الجديدة"، قبل أن تتساءل الصحيفة عما إذا كانت هاتان المنطقتان السياحيتان الهامتان قد أعربتا عن حذرهما من المواقف المتصلبة التي تم التعبير عنها خلال الحملة الانتخابية". وأضاف كاتب المقال أن تفاصيل أخرى هامة يمكن استقصاؤها من هذا التحقيق، حيث أبان أن نسبة الذين عبروا عن "قلقهم أو عن قلقهم العميق (8 في المائة) تشمل الشباب أو الأكبر سنا، الذين مثلوا الأكثرية، وينتمون إلى الفئات الأكثر غنى أو الأكثر فقرا ، وإلى القرى والمدن أيضا". وبخصوص صدق الإجابات، تعتقد الصحيفة أن "السؤال قد يكون له ما يبرره إذا كان الفارق بسيطا إلا أن السؤال لا يجد ما يبرره أمام فارق كبير كالذي يوجد بين 8 و88 في المائة". وخلص كاتب المقال الى القول إن "هذه النتيجة، على أية حال، لن تجعل مهمة المعارضة سهلة، بالرغم من أنها من النوعية التي لم يسبق لنا رؤيتها منذ فترة طويلة". وذكرت ورقة تقنية نشرتها صحيفة ليكونوميست أن استطلاع الرأي موضوع المقال كان قد أجري ما بين 5 و 10 يناير عبر الهاتف مع عينة تضم 1005 أشخاص، تتراوح أعمار 37 في المائة منهم بين 18 و 29 عاما فيما يبلغ سن 14 في المائة منهم 50 عاما. وعلى مستوى التوزيع حسب الجنس، فقد كان 552 من العينة رجالا و453 نساء. كما شملت العينة 591 شخصا من الوسط الحضري و 414 من الوسط القروي.