توفي اليوم بالرباط السياسي والاعلامي المغربي المخضرم المهدي بنونة،مؤسس وكالة المغرب العربي للأنباء وأول مدير لها،عن عمر92 عاما ،وذلك بعد صراع طويل مع المرض.وسيوارى جثمانه الثرى اليوم في تطوان عقب صلاة العصر. و بنونة من مواليد مدينة تطوان في 22 فبراير 1918 ، وهونجل الحاج عبدالسلام بنونة، رائد الحركة الوطنية في شمال المغرب، كما أن شقيقه الطيب كان ايضا من قادة مناهضة الاستعمار شمال المغرب. ويعد بنونة من بين المجموعات الطلابية الاولى ، المنحدرة من شمال المغرب التي انتقلت للدراسة في فلسطين ، في مدرسة النجاح بنابلس، التي تحولت لاحقا الى "جامعة النجاح"،قبل ان ينتقل عام 1936 الى القاهرة للالتحاق بجامعة فؤاد الاول . ويعتبر بنونة أول طالب مغربي يدرس الصحافة في الجامعة الامريكية في القاهرة، وتخرج منها عام 1941 . كما يعتبر أول صحافي مغربي يعمل في الصحافة المصرية حيث ظل بالعاصمة 4 سنوات،وعمل بجريدة " الاهرام". وخلال إقامته بالقاهرة،شارك سنة 1937 في تأسيس لجنة الدفاع عن المغرب الأقصى. وبعد عودته الى مسقط رأسه تطوان، كرس نفسه للتعليم بالمعهد الحر بتطوان، وشارك في تأسيس نقابة العمال التابعة لحزب الإصلاح الوطني،والتي انتخب عضوا بلجنتها المركزية. وأسس بنونة بالأمم المتحدة مكتب الربط بين الحركات الاستقلالية لبلدان شمال إفريقيا ( المغرب والجزائر وتونس). وتولى بنونة رئاسة تحرير صحيفتي " الحرية" و" الامة " الناطقتان باسم حزب الاصلاح الوطني، الذي كان يتزعمه شمال المغرب ،عبد الخالق الطريس ، وهو حزب اندمج في ما بعد في حزب الاستقلال . وفي 1959، أسس بنونة وكالة المغرب العربي للأنباء،التي سيظل رئيسها ومديرها العام حتى 1975. كما كان مؤسس ومدير نشر صحيفة "لا ديبيش"، التي توقفت عن الصدور نهاية أكتوبر 1971. وبين 1958 و1962،واكب بنونة وساهم في تأسيس وكالات الأنباء التونسية والليبية والسنغالية والمالية والجزائرية،ثم أشرف على تأسيس وكالة أنباء منظمة المؤتمر الإسلامي في 1973 - 1974. وبعد اكتشافه للعمل الإنساني خلال زلزال أكادير في 1960،انضم إلى الهلال الأحمر المغربي ،الذي صار رئيسا تنفيذيا له. وما بين 1985 و1988،تولى منصب الخازن العام للمجلس التنفيذي للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر. و ألف الراحل بنونة العديد من الكتب، كان أولها،الذي صدر باللغة الانجليزية "مغربنا،القصة الحقيقية لقضية عادلة". وقد تم إصداره سريا في المغرب سنة 1951. وكان آخر مؤلف باللغة العربية " المغرب.. السنوات الحرجة"، قد نشر سنة 1989 بمنشورات "الشرق الأوسط". يذكر ان بنونة عمل فترة في جدة حيث تولى رئاسة وكالة الانباء الاسلامية التابعة لمنظمة المؤتمر الاسلامي. وتقديرا لعمله في مجال الصحافة وحقوق الإنسان،تم توشيح بنونة في العديد من البلدان الإفريقية والشرق أوسطية وأسبانيا والمغرب.