الدكتور جمال شيحة أستاذ أمراض الكبد بجامعة المنصورة هو الباحث الرئيسى للأبحاث العلمية لاختراع سى فاست لتشخيص فيروس سي، الذى أعلنت عنه القوات المسلحة منذ أيام، وأكدت فعالية الجهاز فى تشخيص فيروس سى بدون سحب عينة الدم من المريض. يؤكد د. شيحة فى حواره مع »الأهرام« أن الجهاز سليم تماما وتمت تجربته فى أمريكا وننتظر موافقة لجنة القيم الطبية الأمريكية لإجراء دراسات موسعة وذلك بعد تطابق نتائج تشخيص الجهاز مع التحاليل الطبية بنسبة نجاح 97٫8% فى أمريكاوالهندوباكستان ومصر، كما أن الهندوباكستان تتعاونا معنا لتطوير الجهاز لاعتماده عالميا وذلك بعد تجربته لمدة 19 شهرا فى وزارة الصحة ومعهد الكبد وقصر العينى وجامعة عين شمس على نحو 1000 مريض. وإلى نص الحوار: أعلن الجيش عن اختراع جديد يتعلق بعلاج فيروس سى والإيدز، ولكن حدث خلاف علمى حوله، قياسا على أنه لم يتم اتباع المنهج العلمى فى الإعلان عنه. فما رأيك؟ قد يكون هناك بادرة أمل ولكن بشرط أن يتم بحثها علميا طبقا للطرق العالمية المتعارف عليها بواسطة الجهات الطبية المعتمدة دوليا. وماهى قواعد البحث العلمى وهل تختلف محليا عنها دوليا؟ قواعد البحث العلمى بصفة عامة واحدة فى كل العالم وليس لها وطن ولا دين، وقواعد التجارب العلمية فى مجال الأدوية الجديدة أو أى علاج مستحدث واحدة فى كل العالم ولا خلاف عليها إطلاقا، ولكن هناك تفاوت فى درجة الصرامة فى التطبيق، فقد تسمع أن هناك أدوية مرخص بها فى أمريكا وأوروبا وغير مرخص بها فى استراليا نظرا لصرامة التطبيق، وهناك أدوية مرخص بها وأجهزة علاجية مرخص بها فى أوروبا وغير مرخص بها فى أمريكا إلا بعد مرور عدة سنوات نظرا للتشدد فى تطبيق القواعد. هل الأبحاث العلمية التى تجرى بشكل محلى تكون صحيحة اذا راعت القواعد المتعارف عليها؟ لا غبار عليها بشرط أن تستوفى المعايير المتفق عليها عالميا، وإذا حدث ذلك محليا فلا يتطلب ذلك الاعتراف الدولى للاستفادة من نتائجها. متى يجب تدويل نتائج الأبحاث التى جرت بشكل محلى وأثبتت نجاحها؟ التدويل له مميزات تتعلق باكتساب المصداقية العلمية عن طريق النشر فى المجلات الدولية، من باب الإضافة للبشرية، وليس هناك أسرار فى العلم. هل التأخر فى عدم إظهار نتائج يعتبرها البعض مهمة محليا إلى أن يتم تحقيق أهداف معينة ثم الاعلان عنها بعد ذلك يؤثر على مصداقيتها؟ لا يؤثر ولكن قد يسبقك الآخرون فى النشر العلمي، فيصبح لهم الريادة ، قبل ان تسجل أنت بحثك. وهل عدم التدويل يقلل من صحة وقيمة الأبحاث التى تم اجراؤها؟ لا يؤثر ، ولكن التدويل يعطى ميزة فى الاسواق العالمية، وفى كل الأحوال لا يمكن تسويق العلم ونتائجه عالميا إلا بعد اعتماده دوليا. إذن ماهو المطلوب لتحويل اختراع علاج فيروس سى لواقع علمى متكامل؟ .. ماهو سيناريو العمل؟ بداية مطلوب ورشة عمل أكاديمية بعيدا عن الإعلام، يتم فيها الآتي: أولا دعوة كبار أطباء الكبد من كافة الجامعات المصرية خاصة الذين لهم ابحاث منشورة دوليا ومهتمون بالبحث العلمى التطبيقي، و اساتذة الكبد بالاكاديمية الطبية العسكرية، ومستشفيات القوات المسلحة، واساتذة علم الوبائيات والتجارب الاكلينيكية من الجامعات والمركز القومى للبحوث، ورؤساء لجان القيم وأخلاقيات البحث العلمى من كل الجامعات المصرية، بالإضافة إلى اساتذة التحاليل والمعامل بالقوات المسحلة، و 5 من كبار اساتذة الفيزياء التطبيقية وعلى رأسهم الأستاذ الدكتور احمد امين حمزة رئيس الجامعة البريطانية ورئيس جامعة المنصورة الأسبق، وعبد الفتاح سلام استاذ البايوفيزيكس فى جامعة عين شمس.. وهؤلاء يجب ان يتم توزيع الابحاث عليهم لقراءتها قبل أن يجتمعوا لدراستها.. ويجب ان تكون متضمنة الاثباتات العملية للخلفية التى بنى عليها البحث.. وصورة موافقة لجنة أخلاقيات البحث العلمى قبل إجرائها، كما يجب أن يقدم رئيس الفريق البحثى السيرة الذاتية العلمية له مع التركيز على ما له علاقة بموضوع البحث. ويجب أن يتم عرض الموضوع خلال الورشة بداية بتقديم البروتوكولات التى تم تنفيذها، وأى منها يشمل الخلفية العلمية للاختراع والأساس العلمى الذى انطلق منه، و أهداف البروتوكول والبحث، ثم تخطيط البحث لشرح تفاصيل الجهاز وكيف يعمل، واذا كان هناك دواء سوف يستخدم فيجب شرح مكونات الدواء ، ويجب الاطلاع إلى أى مرحلة من الاربع وصل الإختراع. والمرحلة الأولى، تتعلق بسمية العلاج والفاعلية وأقل جرعة فعالة من خلال حيوانات التجارب وتلك المرحلة بعد إنتهائها تتطلب نشر البحث فى مجلة علمية محكمة معترف بها دوليا، قبل الانتقال الى المرحلة الثانية لأن التقدم إلى لجنة القيم الخاصة بالبحث العلمى سوف يتطلب تقديم الملف الكامل للمرحلة الأولي. والمرحلة الثانية، هى تجربته على عدد قليل من المتطوعين وتسمى بالدراسة الاستكشافية فى مركز واحد على عدد من المتطوعين، والمرحلة الثالثة هى إجراء التجارب على أعداد كبيرة فى مراكز محلية متعددة أو دولية ومحلية، وإذا ثبت فاعلية الدواء يمكن عندها البدء فى المرحلة الرابعة والتى تعتمد على تجارب التسجيل من وزارة الصحة.. وأود الإشارة إلى أن تلك المراحل تم تطبيقها بنجاح على جهاز التشخيص للكشف عن فيروس سى »سى فاست« والذى لا علاقة له بجهاز العلاج تماما وسوف يأتى الحديث عنه لاحقا. ولكن تم الإعلان من قبل وزارة الصحة ومخترع الجهاز أنه تم الحصول على إجازة لجنة القيم واجراء التجارب الإكلينيكية على 100 شخص فى مستشفى حميات العباسية؟ فما قيمة هذا الإجراء عمليا؟ لا يمكن اتخاذ تلك الخطوة إلا إذا تم تقديم الملف بشكل صحيح لأن تلك المرحلة هى رقم اثنين، وإذا لم يكن هناك تجارب على الحيوانات صحيحة فلا يجب الاستمرار فى التجارب. لقد اشتركت فى أبحاث جهاز الكشف عن فيروس سى وهو اختراع القوات المسلحة، فما هى علاقته بجهاز العلاج الذى يعمل بالموجات الكهرومغناطيسية أيضا؟ ليس له أية علاقة من قريب أو بعيد، إلا أن الأبحاث كلها جرت فى الهيئة الهندسية، ويبقى جهاز »سى فاست« فقط للتشخيص وليس له علاقة بالعلاج. «سى فاست» نوقش فى أمريكا وماهى الإجراءات العلمية التى مر بها جهاز التشخيص واشتركت انت فيها.. مع العلم أنه تعرض أيضا لانتقادات علمية.. وما تفسيرك لتلك الانتقادات؟ تعرض الجهاز للنقد بسبب الخلط بينه وبين جهاز علاج فيروس سي، فظن الناس أن جهاز «سى فاست» يستعمل فى العلاج ولكن ذلك غير صحيح على الإطلاق. ولقد مر جهاز التشخيص بكل المراحل الاربع لأى جهاز مستحدث فى التشخيص وهى نفس مراحل العلاج، ومراحل البحث العلمى بدأت منذ عام 2010 حتى الآن، وهى المراحل العلمية المتعارف عليها محليا ودوليا، وتم مناقشته فى مؤتمرات الكبد التابعة للجمعيات الأوروبية والأمريكية والآسيوية، بالإضافة إلى مؤتمر الجمعية الامريكية للجهاز الهضمى AGA وهى الأكبر فى العالم عام 2012 بسان فرانسيسكو فى وادى التكنولوجيا، والتى تعقد كل عام مؤتمرا خاصا للاختراعات والاكتشافات فى مجال الكبد والجهاز الهضمي، ويعرض خلالها سنويا 3 اختراعات فقط للمناقشة على مدى يومين بحضور خبراء من هيئة الغذاء والدواء الأمريكية FDA، وخبراء الكبد والجهاز الهضمى وكبار رجال الصناعة فى مجال مستلزمات الجهاز الهضمى والكبد ، واجهزة التشخيص والعلاج. وقد تم اختيار جهاز «سى فاست» للمناقشة ضمن ال 3 اختراعات التى تم مناقشتها علميا فى هذا المؤتمر العلمى الضخم وتلك هى الطريقة الأساسية التى يتم فيها الإعلان عن أبحاث علمية ، وقد استفدنا كثيرا من ملاحظات الخبراء الأجانب واستفساراتهم خاصة فى الجزء الخاص بنظرية عمل الجهاز من ناحية الفيزياء. وعقب ذلك تم تطوير الجهاز من الشكل الميكانيكى الذى يعتمد على حركة مؤشر إلى شكل رقمى يظهر على شاشة بدون إريال، وجار حاليا إجراء أبحاث لتطوير الشكل النهائى للجهاز عند طرحة للاستعمال اليومي. كما يجرى استكمال مجموعة من الأبحاث للإجابة عن كل تساؤلات المحكمين الأجانب فى المجلات العلمية الكبري. إذن ماهى المرحلة العلمية الدولية والمحلية التى وصل إليها الجهاز؟ نحن ننتظر فقط نشر نظرية عمل الجهاز من الناحية الفيزيائية، وهذا يحتاج إلى مجهود نظرى مع خبراء الفيزياء وجار الإجابة عن اسئلة المحكمين الأجانب، وهذا يستغرق بعض الوقت. ولكن علمنا أن الجهاز حصل على الترخيص من وزارة الصحة وفى طريقه للحصول على موافقة FDA وأنه جاهز للتصنيع والتداول لتعميمه؟ فما هى الحقيقة؟ حصلنا على ترخيص من وزارة الصحة المصرية بعد التجارب التى تمت فى 4 جامعات تحت إشراف اللجنة القومية للفيروسات الكبدية، واكدت النتائج أن الجهاز يصلح لتشخيص فيروس سي، كما تم اجراء دراسة ماجيستير لتقييم الجهاز فى جامعة عين شمس وأشرف على البحث الأستاذ الدكتور يحيى الشاذلى أستاذ الجهاز الهضمى والكبد وتم مناقشة الرسالة العام الماضى والتى أثبتت فى دراسة علمية جامعية منفصلة ان الجهاز يعمل بكفاءة عالية مقارنة بالتحاليل. ومتى يتم تصنيعه وتعميمه؟ عندما ينتهى العمل فى الشكل النهائى الرقمى الذى يجرى الآن تطويره بالهيئة الهندسية. وعندها يمكن تقديم الملف لأية جهة فى العالم. وهل هناك خوف من سرقة تكنولوجيا الجهاز؟ يصعب سرقة تكنولوجيا هذا الجهاز، ولكن كل شيء علميا وارد. نتائج تجربة الجهاز فى مصر ماذا يمكن أن يحقق هذا الجهاز التشخيصى لمصر؟ يتم صرف مئات الملايين من الجنيهات لإجراء تحليل الفيروس سى فى الدم لملايين المرضى ، قبل وأثناء، وبعد العلاج، ويمكن استخدام «سى فاست» لتوفير أكثر من 90% من هذه المبالغ، بالإضافة الى سرعة التشخيص ودقتها فى دقيقة واحدة. بالإضافة إلى سهولة استعماله بالنسبة للمرضى حيث لا تؤخذ عينة دم وبدون لمس، فيمكن استخدامه فى فحص الاعداد الكبيرة بسهولة ويسر. ولقد قمنا بالتعاون مع رئيس جامعة المنصورة بإجراء مسح لطلبة جامعة المنصورة باستخدام الجهاز وفى الوقت نفسه تم اجراء التحليل وثبت فى نهاية الدراسة أن نتائج التحاليل مطابقة لنتائج الجهاز وبالتالى فى المستقبل يمكن الاستغناء عن التحليل.. وتلك الدراسة تعرف بالدراسة العشوائية المزدوجة. وخضع الجهاز لدراسة استكشافية شملت 879 حالة وتمكن الجهاز من اكتشاف الفيروسات وليس الأجسام المضادة، بالتالى فهو تتم مقارنته بتحليل بى سى آر، حيث تمكن الجهاز من تشخيص حالات جديدة لم تشخص من قبل بنسب نجاح 100% وبدرجه حساسية 100%، والخصوصية 973% بحيث لا يلتقط فيروسات أخرى وفى النهاية بلغت كفاءة الجهاز 97٫8% بالمعدلات العالمية للقياس مقارنة بتحليل «بى سى آر»، كما تمت دراسته لمدة 19 شهرا فى 4 اماكن بحثيه شملت مراكز وزارة الصحة ومعهد الكبد وقصر العينى بإشراف الدكتور وحيد دوس وقصر العينى بإشراف الدكتور أيمن يسرى وعين شمس بإشراف الدكتور يحيى الشاذلى وشملت الدراسة 603 حالات واظهرت ان نسبة كفاءة الجهاز 97٫8%. وعالميا تم إجراء دراسة دولية متعددة المراكز لتقييم الجهاز وفاعليته على الأنواع الأخرى من فيروس سى غير المنتشرة فى مصر حيث ينتشر فيروس سى من النوع الاول والثالث فى باكستانوالهندوأمريكا، وبالفعل اشتركت اكبر جامعتين فى الهند وأكبر جامعتين فى باكستان لتقوم بتقييمه وارسال تقرير للإتحاد الآسيوى لأمراض الكبد، وفى باكستان أجريت دراسة شملت 100 حالة ووجدوا كفاءة الجهاز 97٫8% ، وفى الهند شملت الدراسة 113 حالة ووجدت كفاءة الجهاز 97٫7%. وفى امريكا أجريت دراسة استكشافية شملت 33 حالة فى جامعة نيو مكسيكو بقسم الكبد وبالفعل تمكن الجهاز من تشخيص 30 حالة بنتائج تماثلت مع تحليل «بى سى آر» تماما، وجار الآن أخذ موافقة لجنه القيم الطبية الامريكية فى تلك الجامعة لإجراء دراسات موسعة على الجهاز. وماهى فكرة عمل الجهاز ؟ جهاز »سى فاست« يحمل تكنولوجيا متطورة، ويمكنه الكشف عن إصابة أى شخص بفيروس سى خلال دقائق بدون عينة دم عن طريق البصمة الكهرومغناطيسية، وهو ابتكار الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة برئاسة اللواء أركان حرب طاهر عبد الله، والمخترع العميد مهندس أحمد أمين. وتعتمد فكرته على أن كل بروتين له بصمة كهرومغناطيسية مميزة له ويمكن أن تستخدم للتعرف عليه، وما حدث أنه تم أخذ بصمة جزيئية لفيروس سى وتم تسجيلها على شريحة الكترونية للجهاز المخترع وامكن اعادة توظيفها باستقبال مجال كهرومغناطيسى يلتقط البصمة المشابهة له تماماً على أية بقعة دم فى أى مكان ليكتشف الإصابة بفيروس سي. وقد تم استخلاص بروتين فيروس سى بمعرفة مركز معهد وبحوث الكبد فى شربين عن طريق الأجهزة الجديدة فى المعامل البيولوجية الجزيئية، لافتاً إلى أن تحقيق ذلك يعتبر تكنولوجيا جديدة للتشخيص حيث أصبح يمكن تشخيص فيروس سى بدون أخذ عينات دم من المريض، وحصل الجهاز على براءة اختراع عام 2010.