أفاد الوزير الأول عبد المالك سلال أمس في ندوة صحفية على هامش الندوة الإفريقية حول الاقتصاد الأخضر بوهران، أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة "ترشح للرئاسيات حسب ما أملاه عليه ضميره، وقد شرع في ملء الاستمارات ابتداء من اليوم"، مضيفا أن "صحته تحسنت كثيرا رغم أنه غير قادر على التكفل بكل الأشياء، لكن المؤكد أن ذكاءه أحسن من الكثير من المواطنين". كان باديا للعيان وبمجرد الإعلان عن مشاركة الوزير الأول في الندوة الإفريقية في آخر لحظة، أن السلطة قررت تحويل منبر الندوة لإعلان سياسي عن ترشح الرئيس المنتهية عهدته للرئاسيات، وقد استهل سلال إجابته على أسئلة صحافيين حول الانتخابات بالإشادة ب "إنجازات الرئيس والطلب الملح من طرف المواطنين خلال الخرجات الحكومية إلى 46 ولاية". وأشار سلال إلى أن الرئيس "قرر الترشح لأن ضميره أملى عليه التقدم للانتخابات". وكشف بأن حملة ملء الاستمارات ستنطلق اليوم. وأسهب الوزير الأول بعدها في تعداد خصال الرئيس وأن ترشحه أملته "ظروف جهوية ودولية وكان من الضرورة القصوى تقوية الاستقرار، وتعميق الإصلاحات السياسية ووضع البلاد فوق كل اعتبار". واستمر في تحليله بالقول "وحتى أنا طُلب مني مرارا لماذا لا أترشح؟ أجبتهم أن القضية ليست طموحا للترشح وليس لدي أي طموح، لأن المهمة أكبر مني بكثير، وهو ما يتطلب خبرة رجل مثل بوتفليقة". وعن سؤال ل "الخبر" حول الوضع الصحي للمرشح عبد العزيز بوتفليقة ومقتضيات الحملة الانتخابية ومدى استيفاء الملف الطبي لشروط قانون الانتخابات قبل إيداعه بالمجلس الدستوري، صرح قائلا "صحته تحسنت كثيرا، وهو ليس قادر على التكفل بكل الأشياء، لكن المؤكد أن ذكاءه أحسن بكثير من عدة مواطنين". ولمح عبد المالك سلال في كلامه إلى أن قيام الرئيس المرشح بالحملة الانتخابية بنفسه غير مطروح تماما، "عبد العزيز بوتفليقة محاط برجال سيقومون بالحملة مكانه، وسيدافعون عن برنامجه ويشرحونه للناخبين"، دون الخوض في الشق المتعلق بمدى قانونية الملف الصحي للمرشح بعد إيداعه على مستوى المجلس الدستوري. وفي خضم تحمسه لترشح الرئيس، نسي عبد المالك سلال نفسه وصرح قائلا "نحن هنا لنساعده وكلنا معه"، متناقضا مع تصريحاته الأولى حول سهر وحرص حكومته على "شفافية الاستحقاقات الرئاسية والتهديد بمعاقبة كل من يحاول تزوير الانتخابات". ليبقى السؤال مطروحا حول الصفة التي كان يتحدث بها كوزير أول أو موقع آخر في طاقم حملة الرئيس المرشح، وهو ما ستكشف عنه الأيام القادمة. واجتهد الوزير الأول في الإشادة ب "استقرار الجزائر وتحسن الوضعية الاقتصادية والأمنية"، ونفى وجود اختلالات في تسيير مؤسسات الدولة قائلا "الحكومة تعمل بشكل عادي، وموقع الجزائر يتعزز يوميا، ولا وجود لأية اضطرابات"، تصريح يُفهم منه أن السلطة ستنتهج نفس طريقة التسيير حتى بعد الانتخابات الرئاسية. وفي حديث جانبي مع شريفي محند أمقران عضو القيادة الجماعية لحزب جبهة القوى الاشتراكية الذي حضر الندوة الصحفية كخبير في هيئة الأممالمتحدة، سألناه عن تعليقه حول الإعلان عن ترشح الرئيس رد قائلا "أنا هنا كخبير أممي وفقط"، وقال بالإنجليزية "نو كومنت=لا تعليق".