منذ مدة، والقناة التلفزيونية الثانية "الدوزيم"، منهمكة في وضع الاستعدادات اللازمة لإطلاق برنامج تلفزيوني ساخر، قالت في حملتها الترويجية له، إنه يسعى لرسم الابتسامة على وجوه المشاهدين. وسيستضيف البرنامج، كل جمعة شخصية عمومية، أو إسما مألوفا في عوالم الثقافة والفن والإبداع، لكشف وجهه الأخر، من خلال أسئلة تغوص في حياته الشخصية، من خلال مواقف ساخرة. وسوف يكون ضيف أول حلقة، على الساعة التاسعة وأربعين دقيقة من مساء اليوم الجمعة، محمد أوزين، وزير الشباب والرياضة، الذي سوف يراه المشاهدون، لأول مرة، وهو يداعب الكرة بقدميه، محاولا استعراض مهاراته في هذا المجال. عنوان البرنامج "رشيد شو"، في إحالة على إسم معده ومقدمه رشيد العلالي، الذي ألف المشاهدون رؤيته في برامج خفيفة مثل " الكاميرا الخفية"، وغيرها،إذ سيستمر في أسلوبه الفني القائم على الفكاهة والمرح ، علما أنه سبق له أن قدم كذلك من قبل برنامج " نهار مع سطار"، يحاور فيه نجوم الفن،غير أنه لم يعمر طويلا. بيد أن التساؤل الذي يطرح نفسه دائما، هو ما سر هذا التعلق الأعمى بالتقليد، حتى في عناوين البرامج، إذ سبق للممثلة الكوميدية حنان الفاضيلي، أن ظهرت على نفس القناة، في برنامج ضاحك بعنوان " حنان شو". والظاهر أيضا من خلال الشكل العام لبرنامج "رشيد شو" أن فكرته غير مبتكرة، فهي تشبه إلى حد بعيد برامج تلفزيونية قديمة دأبت القنوات الفضائية الأمريكية على تقديمها منذ مدة، إذ يجلس الضيف مباشرة أمام مقدم البرنامج،ليجيب على الأسئلة بطريقة يغلب عليها طابع الفكاهة والغرابة أحيانا. ويبدو، وهذا مجرد استنتاج، أن الدافع الأساسي لإنتاج هذه النوعية من البرامج، من طرف " الدوزيم"،هو السعي لمحاكاة برنامج " البرنامج" لباسم يوسف، على القناة المصرية الخاصة " سي بي سي"، مع العلم بأنه من الصعب جدا الارتقاء إلى مستوى هذا الأخير،شكلا ومضمونا، خاصة وأن وراءه " جيش" من المعدين والمساهمين والإعلاميين، الذين يبحثون عن كل شيء جديد ومثير في السياسة والمجتمع والثقافة. والملاحظ كذلك،أن البرنامج الجديد "رشيد شو"، تمت برمجته لوحده، خارج أي تغيير يمس شبكة البرامج ككل، مما يعني أن قناة "الدوزيم"، ومن خلال حملتها الترويجية له، تراهن عليه للحفاظ على مشاهديها الذين ملوا من تكرار عرض العديد من البرامج المعادة، ريثما تدور عجلة الانتاج من جديد، التي يبدو أنها مازالت متوقفة في انتظار التوصل بالميزانية الجديدة. وحسب ماهو منشور على موقع قناة " الدوزيم"، فإن فقرات البرنامج متنوعة، ومنها "ميكرو فولي أو عيش نهار تسمع خبار"، وهو استطلاع لآراء المواطنين حول مواضيع مختلفة، من خلال أسئلة غريبة وغير متوقعة. فقرة ثانية، هي عبارة عن روبرتاج يحمل عنوان "ميد إن موروكو" أو صنع في المغرب حيث ترصد كاميرا البرنامج ظواهر تعبر عن الواقع المغربي، في قالب فكاهي دائما. "خلي كومونتير": الضيف مطالب في هذه الفقرة بالتعليق على مجموعة من الصور. أما في فقرة "وريني حنة يديك" فعليه أن يواجه مجموعة من التحديات التي يقترحها مقدم البرنامج. فقرة أخرى تحمل عنوان "الصراحة راحة"، حيث يجلس الضيف على كرسي الاعتراف ليجيب على بعض الأسئلة "المزعجة".