اتهم الشيخ حسين العبيدي إمام جامع الزيتونة بتونس العاصمة، ثاني اقدم جامع في شمال افريقيا بعد جامع عقبة بن نافع بالقيروان، الاثنين وزارة الشؤون الدينية بالتضييق عليه ومحاولة تنحيته من الإمامة، بعدما رفض "فتح ابواب الجامع على مصراعيه امام التيارات الوهابية" على حد تعبيره. وقال العبيدي في تصريح نشرته جريدة "الصباح الاسبوعي" ان الوزارة بعثت اليه "تنبيها" مكتوبا حذرته فيه من دخول جامع الزيتونة، و"هددت" بملاحقته قضائيا بموجب "قانون المساجد" الذي يوصف بالقمعي الصادر في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. ولم يتسن على الفور الحصول على تعليق من وزارة الشؤون الدينية حول هذه الاتهامات. وقال العبيدي: "الغاية من اقصائي وتهديدي هو فتح ابواب جامع الزيتونة على مصراعيها امام التيارات الوهابية" لافتا الى أنه اقام دعوى قضائية ضد وزارة الشؤون الدينية بتهمة "التهديد". وتابع "ازداد غضبهم (وزارة الشؤون الدينية) بعد رفضي دخول (الداعية المصري) محمد حسان للجامع الأعظم". وزار محمد حسان تونس الاسبوع الماضي بدعوة من جمعيات دينية محسوبة على حركة النهضة الاسلامية الحاكمة. وقبل حلول حسان بتونس، اعلن حسين العبيدي انه لن يسمح لأي من شيوخ "الوهابية" بدخول جامع الزيتونة. ويعرف جامع الزيتونة في تونس باسم "الجامع الاعظم" وهو ثاني جامع يبنى في شمال افريقيا بعد جامع عقبة بن نافع في القيروان وسط غرب تونس اول مدينة للاسلام في شمال افريقيا التي بنيت قبل نحو 14 قرنا. ويقول مؤرخون ان هناك خصومة تاريخية وفكرية بين جامع الزيتونة الذي انبثقت منه اول جامعة علمية في العالم الاسلامي والتيار الوهابي السعودي. ويتهم شيوخ بجامع الزيتونة الحكومة التي تقودها حركة النهضة باستقدام شيوخ من دول خليجية لنشر الفكر الوهابي المتشدد في تونس. ويرجع هؤلاء ظاهرة التطرف الديني في تونس الى انتشار الفكر الوهابي وخاصة في صفوف الشباب حديث العهد بالتدين.