للاسف المنطق الذي تتعامل به وزارة التربية الوطنية وادارتها الجهوية والاقليمية مع نساء ورجال التعليم هو أنهم متهمون حتى يثبت العكس، والدليل على ما أقول هو ما حدث بجهة مراكش اسفي بعدما قررت الأكاديمية الجهوية إحالة أستاذ مصحح لمادة الفيزياء في امتحانات الباكالوريا دورة يونيو 2023 على المجلس التاديبي بعدما قام بنشر نقط إحدى لجن التصحيح المتعلقة بمادة الفيزياء والكمياء على بعض المواقع الالكترونية. وهنا أود أن أشير إلى مسألة أساسية، رغم أن الفعل غير مقبول مهنيا ولا قانونيا، إلا أنه وجب توضيح بعض الأمور التي لابد من أن يفهمها الرأي العام، خاصة وأن الأرقام التي نشرها الأستاذ المصحح هي أرقام سرية لا أحد يعرفها سوى المسؤولين عن ذلك بالمركز الجهوي للإمتحان، وتعطى لأوراق المترشحين أثناء التصحيح وليس أرقام امتحانهم الحقيقية. لذا لا أعتقد أن الفعل الذي قام به الأستاذ رغم أنه غير مقبول يشكل خطرا على عملية التصحيح أو على جهة ما، اللهم إذا كنا أمام عقلية استبدادية تسعى بكل ما أوتيت من قوة إلى تركيع الأستاذ وبهدلته، وهي نية مبينة تدخل في خانة ترصد الخطأ من أجل إنزال العقاب المعد سلفا في سياق المزيد من إهانة وإهدار كرامة نساء ورجال التعليم، وبالمقابل هناك فاسدون بالبلد يسرحون ويمرحون ولا من حسيب ولا من رقيب بل يتم في أغلب الأحيان ترقيتهم إلى مناصب أعلى، لذلك في مثل هذه الواقعة أعتقد أنه كان يكفي تنبيه الأستاذ المصحح إلى عدم مهنية الفعل وخطورته وعدم قانونية عوض عرضه على المجلس التأديبي الذي هدفه الردع وإرسال رسائل إلى آخرين بغية ترهيبهم وثنيهم عن اي آحتجاج أو مطالبة بحق من الحقوق، وخاصة وأننا نعيش على إيقاع احتجاجات في العديد من مراكز التصحيح بعدما قررت الحكومة الرفع من الضريبة المفروضة على قيمة التعويض عن أوراق التصحيح الى 30 ٪ او 34٪ وحتى 38٪ وما صاحب ذلك من توقفات هنا وهناك بغية الضغط من أجل التراجع عن هذا القرار الذي يبدو أنه قدر لا مفر منه خصوصا ونحن أمام مرسوم مصادق عليه من قبل البرلمان في إطار قانون المالية لسنة 2023. إضافة إلى مطالب أخرى مرتبطة بتجويد ظروف التصحيح والإستجابة لبعض المطالب الأخرى خاصة التعويض عن التنقل وعدم العمل يوم الأحد باعتباره عطلة اسبوعية واحتساب اوراق الغياب ضمن الأوراق المعوض عنها، وبالتالي استغلت أكاديمية مراكش اسفي هذه الواقعة لشن حرب مضادة ضد الشغيلة والتي وجب التعامل معها بمنطق التضامن عوض التشفي وترك الأستاذ عرضة لمصيره.