كشفت دراسة جديدة نشرت حديثا حمل عنوان "الحركات السلطوية. الاستياء القديم – الراديكالية الجديدة"، شملت 2503 شخص تتراوح أعمارهم بين 14 و 93 عاما على مستوى ألمانيا خلال شهري مايو ويونيو الماضيين قامت بها جامعة لايبزيك Leipzig المتواجدة في ولاية ساكسن Sachsen ، حيث تقول الدراسة أن كراهية الأجانب والتطرف اليميني في تزايد شرق ألمانيا المنطقة التي كانت تحت هيمنة الإتحاد السوفياتي سابقا وحكم الحزب الوحيد ، الدراسة بينت الفجوة الكبيرة لانتشار الكراهية وارتفاع معدلات التطرف بين شرق ألمانيا وغربها، اذ تراجع في المناطق الغربية بنسبة 3٪ مقارنة بالعام الماضي.على عكس الحال في المناطق الشرقية، وقد لاحظت الدراسة ان هناك تراجع ملحوظ للميول العدائية تجاه الأجانب في مناطق الغرب ، هذا البحث ناقوس تنبيه حول مدى تفشي كراهية الأجانب والتطرف اليميني في ألمانيا . والغريب أن الولايات التي كانت تشكل ما كان يعرف سابقا بألمانيا الشرقية نسبة الأشخاص الذين يتبنون أفكارا عنصرية واضحة قفزت بمستوى واحد بالمائة أي من 8,5 بالمائة قبل عامين إلى 9,5 بالمائة حاليا ، وبحسب الدراسة تراجعت أيضا نسبة الرضا عن النظام الديمقراطي لدى سكان شرق ألمانيا وازدادت الرغبة في نظام شمولي رغم ما عانوه في حقبة النازية وحكم النظام الشيوعي بعدها حيث يصل المعدل إلى 8,8 بالمائة بينما كان مستقرّاً عند 7 بالمائة في عام 2018، وكما ان هيئة حماية الدستور الألمانية "الاستخبارات الداخلية" Verfassungsschutz Amt، كشفت في وقت سابق عن ارتفاع أعداد المنتمين إلى اليمين المتطرف في ولاية ساكسونيا شرق ألمانيا ، لافتة إلى أن العدد حالياً أكثر بكثير مما كان عليه قبل 30 عاماً. وعلاقة بالموضوع فإن اغلبية منظمي احتجاجات ضد إجراءات الوقاية من انتشار كورونا بالمانيا من أنصار اليمين المتطرف والشعبويين ، وحادثة البارحة أمام مقر البرلمان Bundestag واثناء جلسة رسمية حيث اجتمع أنصار الحزب الشعبوي AFd ودعاة المؤامرة على شكل تظاهر لكي يشوشوا على نقاشات البرلمانيين هذا الفعل وضح بالملموس استغلال هؤلاء هذه الظرفية بعد تدني شعبيتهم وسعيهم خلق أزمات و كثير منهم أعرب عن أن كورونا مجرّد مؤامرة، متحدثين عن أن الحكومة الألمانية تسلب السكان حريتهم حتى يكتسبوا منها نقاطا في الانتخابات البرلمانية القادمة ، وقد بدأت فعلا جلسة مناقشة عامة في البرلمان هذا اليوم ضد هذا الحزب اليميني المتطرف Afd حول إمكانية اجراءات قانونية تجاهه. للاشارة حتى نُذكر أن الحوادث العنصرية مثّلت ظاهرة مثيرة للجدل في المجتمع الألماني، ولا سيما بعد تسجيل عدة جرائم ارتكبها اليمين المتطرف في البلاد في هذه السنوات الاخيرة وحادث هاله Halle على كنيس يهودي ليس ببعيد ، كما كان أعنفها هجمات هاناو، والتي أوقعت 9 قتلى يحملون الجنسيات التركية، في هجوم استهدف مقيمين في المدينة.