بعد اللقاءات التواصلية التي تمت بكل من مدن الحسيمة وطنجة وتطوان ، نظمت التنسيقية المحلية للمنتدى بالعرائش وبتنسيق مع التنسيقية المحلية بالقصر الكبير وبتأطير من التنسيقية العامة للمنتدى في شخص المنسق العام الدكتور عد الوهاب تدموري ، وبحضور المنخرطات والمنخرطين وبعض الفعاليات الحقوقية والمدنية ، اللقاء التواصلي الرابع بالمركز السوسيوثقافي ليكسوس بالعرائش يوم السبت 21 شتنبر 2019 على الساعة الساسة مساء . ويأتي هذا اللقاء كما جاء في التسيير للأستاذ عزيز العليكي وكما ورد في كلمتي التنسيقية المحلية بكل من العرائش والقصر الكبير في سياق استكمال النقاش والتداول حول مجمل القضايا الحقوقية التي تستنفر الأسئلة المقلقة حول التراجعات الخطيرة التي يعرفها المشهد الحقوقي محليا وجهويا ووطنيا ، وكذا الحث على الانخراط في العمل لمواجهة التحديات المطروحة بتفكير جديد متطور يقطع مع الممارسات التقليدية ويتماشى مع مستجدات المرحلة . وفي خلال الكلمة التأطيرية التي ألقاها المنسق العام عبد الوهاب تدموري والتي أثارت نقاشا متميزا ومتشعبا من داخل القاعة ، حيث سجل في البداية ملاحظتين أساسيتين تتعلقان من جهة حول تغول الدولة عبر أجهزتها المختلفة بتغليبها كفة التسلط ومحاصرة كل الأصوات والتنظيمات الجادة والتضييق على نشطائها في محاولة لوأد وتبخيس كل أشكال العمل المنظم ، وتشجيع ما أسماه بالثقافة التي تمجد الثفاهة والتيئيس، ومن ناحية أخرى أفول العمل السياسي والحقوقي الذي لم يعد يشغل بال الأحزاب الوطنية التقليدية المعروفة ، مما خلق هوة سحيقة قضت على الوسائط السياسية والاجتماعية التي كانت تضطلع بأدوارها التأطيرية والتعبوية ضمن النسيج المجتمعي وتتفاعل مع إنتظاراته. وقد ساهم ذلك حسب تدموري في تشكل وعي جمعي شبابي أساسا متمرد ومنعزل عن إرادة الدولة وينتج لغته الاحتجاجية الخاصة ويحتقر الأحزاب والجمعيات بما في ذلك حتى الإطارات المناضلة. لكن في ظل وضع كهذا لا بد من طرح الأسئلة المؤرقة وتحديد مكمن الداء ، لا سيما حول الذات التي يتحتم عليها القيام بمراجعات جوهرية حتى تكون في مستوى التحديات المطروحة، أولاها مواكبة واستيعاب المستجدات والسياسات العمومية التي أجهزت على ما تحقق من المكاسب السياسية والاجتماعية والثقافية ، هذا الإجهاز الذي كان سببا في كل الحراكات الاجتماعية المناطقية التي تفجرت في كل من الريف وجرادة وزاكورة وأوطاط الحاج وغيرها من المناطق ، والتي جوبهت بلغة وحيدة هي القمع بكل أشكاله ومنطق الإخضاع القسري لكل الأصوات والتعبيرات الممانعة ، في غياب أية خطة إستراتيجية تنموية حقيقية لاصلاح وضع أصبح مرشحا للتفجر من جديد في أية لحظة . وفي هذا السياق نبه د تدموري الى استيعاب حقيقة ما يجري في المحيط الاقليمي من حراكات شعبية عامة بكل من الجزائر والسودان وتونس والآن بمصر ، والمغرب الذي أصبح مهيئا أكثر من أي وقت مضى للتفجر . لكن السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح هو كيف يمكن التموقع داخل هذه الحراكات ؟ بدون الاشتغال على بلورة أرضية عمل مبنية على خلاصات فكرية وموضوعاتية ، واستعادة الثقة في الشباب أساسا وخلق حلقات تكوينية تنخرط فيها كل النخب الفكرية الجادة، الاهتمام بقضايا الجهة التي يشتغل عليها المنتدى منذ تأسيسه سنة 2006 بطنجة، كالذاكرة والتاريخ والبيئة والحق في التنمبة والهجرة بالاضافة إاى القضايا ذات الصبغة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تبرز الخصوصية الهوياتية لجهة شمال المغرب، وبدون أيضا مأسسة العمل الحقوقي من خلال إنشاء مركز للدراسات والأبحاث يهتم بالتنمية والديمقراطية والجهوية، وبدون الرهان على الشباب كرهان استراتيجي وكدعامة أساسية لخلق الدينامية المدنية والحقوقية المطلوبة وبدون وبدون …ويبقى أن استجابة المنتدى كاطار رائد واستباقي في رؤاه الاستراتيجية المبنية على قوة التنظيم ومرونته وانفتاحه ، ونجاعة اشتغاله في الجانب الموضوعاتي وكذا تنشيطه للشبكات التواصلية للتفلت من الطوق الصحفي والاعلامي الذي يحاصر أنشطته سواء الداخلية أو الإشعاعية وكذا الابداع في تحصيل التموين والدعم لبرامجه التأطيرية من الجهات الداعمة بالداخل والخارج، وأيضا مراجعة الأوراق الفكرية والتنظيمية التي رافقت مسيرة المنتدى منذ النشأة في أفق بلورة أرضيات عمل جديدة تشكل محاور للإشتغال الجماعي تحضيرا للمؤتمر الثالث الذي ينوي المنتدى إقتحامه بعقلية متطورة وبنفس جديد.