هؤلاء مواطنون مغاربة في مدينة الفحم الذي كان فاصبح ابناؤها فحما لبناة التخلف وللصوص المال العام ،مدينة جرادة ، اضطروا الى الخروج للشارع على وقع صدمة مقتل مواطنين تحت انقاض بقايا مناجم يستغلها قوم لا ضمير لهم او شعور وطني في قلوبهم ، حيث تجمعوا مكلومين بعدما بلغ بهم السيل الزبا وسدت افاق الحياة كحياة اضحت مقتصرة لديهم على استنشاق هواء ملوث ببقايا غبار فحم جراء النسيان الذي لف مدينتهم والتخلف العام الذي اصابها واصابهم نتيجة سياسة استغلال اقصى ما يمكن للمغربي في ارض لم تعد ارضه بعد ان فوتت الى الغرباء الذين بامكانهم ان يدفعوا اكثر هناك في خليج العار وفي فرنسا الحامية ... ومع ذلك حملوا العلم المغربي اثناء احتجاجاتهم التي شاهدها العالم كله في نظام وانتظام ، على اوضاع الفقر والجوع والبطالة وغلاء المعيشة جراء التهميش الذي كان من نصيب ارضهم التي كانت ذهبا اسودا فصارت قبورا مظلمة لهم ولابنائهم ويطالبون بحقوقهم في الكرامة وفي الثروة حسبما كفلها الدستور لجميع المغاربة الذي توافق عليه الملك والشعب وصار وثيقة ملزمة للجميع وكالعقد شريعة للمتعاقدين ... فهل تصفهم الحكومة بالرغبة في الانفصال ؟ وهل تعتقلهم الدولة وتقدمهم الى المحاكم بعد اتهامهم بالعمالة وبالحصول على الدعم المالي من الخارج ؟ ام تعترف الدولة والحكومة بمشروعية مطالبهم وتعمل على تحقيقها بعد الاعتذار لهم ؟ لا يظهر في الافق حل عادل لان التعنت غالب على نفوس المسؤولين والهروب الى الامام خيارهم الوحيد . لكن الخرق على الراقع يتمدد لان اسباب التمزق تقوت بسياسة اللاحكامة المعتمدة على مبدء الراسمالية المتوحشة دعه يمر ودعه يستغل وعلى اسلوب العصا لمن عصى وعلى رد فعل اطحن مو ، والصبر قد نفذ لان للصبر حدودا قد تجاوزها المخيبون للامال في مغرب جديد وفي العهد الجديد. والله يهدي من خلق فقد " عيقتم " يا اغنياء العالم في مغرب الفقراء ! وفي زمن مجلة فوربس ...حيث لن ينفعكم في اللازمان لا مال ولا بنون الا من لقي ربه بقلب سليم.