البلاغ الختامي للنسخة الأولى من لقاءات "دار المناخ المتوسطية" التي انعقدت بمدينة طنجة على مدى ثلاثة ايام (14 و15 و16 دجنبر 2017)، وكذا الراسلة الموجهة من قبل المشاركين إلى الملك محمد السادس وكلمة إلياس العماري، رئيس جهة طنجةتطوانالحسيمة ورئيس "دار المناخ المتوسطية". الكلمة الختامية
أيها السيدات والسادة، الحضور الكريم يطيب لي أن أتقدم بأحر الشكر والامتنان لكل المشاركين في النسخة الأولى من لقاءات دار المناخ المتوسطية، الذين حلوا بين ظهرانينا أهلا ونزلوا في بلادنا سهلا، قادمين من 13 بلدا هي المغرب وفرنسا وإسبانيا وتونس واليونان وفلسطين ولبنان والأردن ومالطا فضلا عن بلجيكا ولوكسمبورغ والسينغال وجزر القمر. ولا خلاف أن المشاركين في أطوار هذه اللقاءات ساهموا بلا كلل في إثراء النقاشات والمداولات التي تخللت هذا الحدث المناخي، بما يعزز السعي الحثيث لمجابهة التغيرات المناخية في الحوض المتوسطي. ولا يفوتني أن أشد بحرارة على أيادي أعضاء لجنة التوجيه الاستراتيجي الذي بذلوا مجهودات جبارة لتتبوأ "دار المناخ المتوسطية" مكانتها المعتبرة كصرح يعنى بالشأن المناخي عبر إغناء النقاشات حول توجهات ومهام هذه الهيئة انسجاما وتقرير التصور الأولي. وكذا عبر مساندتهم الموصولة لمهام "دار المناخ المتوسطية" ودورها المؤسس في العمل المناخي، خصوصا على المستوى الترابي وعبر التنظيم المستقبلي لمؤتمرات المناخ "ميد كوب"، الذي ستحتضن هذه الهيئة على الدوام أمانته العامة.
أيها السيدات والسادة، الحضور الكريم كل الشكر أوجهه، أيضا، إلى المشاركين على دعمهم لدار المناخ المتوسطية عبر مختلف المداولات حول الدور الذي ستلعبه الدار عن طريق تقاسم ومشاطرة المعارف على مستوى الحوض المتوسطي بشأن القضايا المرتبطة بالمناخ والتنمية المستدامة، وعبر توسيع أرضية
النقاش حول تدخلات "دار المناخ المتوسطية" مع التركيز على البحر الأبيض المتوسط والقارة الإفريقية خصوصا فيما يرتبط بالنهوض بالمناطق الأكثر تأثرا بالاحترار المناخي. كذلك، أشكر المشاركين على ثقتهم المتجذرة في "دار المناخ المتوسطية" كفضاء واعد لدعم مبادرات المشاريع المبتكرة والتي تعنى بالشباب والنساء والمجتمع المدني، فضلا عن تعزيز المبادرات الجهوية والمحلية والتشبيك مع التحالفات والاتحادات الموجودة لمنح دفعة قوية للعمل المناخي في حوض البحر الأبيض المتوسط. وفي الأخير لا يسعنا جميعا سوى أن نطلق العنان لآمالنا في أن تغدو "دار المناخ المتوسطية" قوة ناعمة في وجه التغيرات المناخية وتصنع مستقبلا متوسطيا يرقى إلى تطلعات ساكنة بلدانه. وأود أن أشكر كل الذين ساهموا في إنجاح أشغال هذه الدورة الأولى من أطر وأعضاء مجلس جهة طنجةتطوانالحسيمة. ومرة أخرى أجدد الشكر على مشاركتكم الفعال ودعمكم اللا مشروط. والسلام عليكم
البيان الختامي
طنجة، 16 دجنبر 2017: اختتمت، اليوم السبت 16 دجنبر 2017، أشغال النسخة الأولى من اللقاءات السنوية لدار المناخ المتوسطية، التي نظمت تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، بتبني الإعلان الختامي لهذه الدورة. واستعرض السيد إلياس العماري، رئيس جهة طنجةتطوانالحسيمة ورئيس "دار المناخ المتوسطية"، اللحظات القوية التي ميزت هذا اللقاء خاصة ما تعلق بانخراط كل المشاركين في إغناء النقاشات حول مهام "دار المناخ المتوسطية" وعزمهم على دعم هذه الهيئة فيما تعلق بمهامها ودورها كبوتقة توحد عمل كل المتدخلين في مجال العمل من أجل المناخ على مستوى كل المجالات الترابية من خلال تنظيم ملتقيات "ميد كوب" المناخ. وقال إلياس العماري، في معرض كلمته في اختتام هذه النسخة "نسعى إلى توسيع مجال تدخل دار المناخ المتوسطية بالانفتاح فضلا عن الحوض المتوسطي على القارة الإفريقية خصوصا فيما يتعلق بأوجه تأقلم المناطق الأكثر هشاشة في مواجهة الاحترار المناخي".
واستطرد قائلا إن "دار المناخ المتوسطية تعتبر قطبا ومجالا لدعم المبادرات والمشاريع المبتكرة خاصة تلك التي يحملها الشباب والنساء والمجتمع المدني، وسنعمل مع شركائنا في اتجاه تعزيز المبادرات الجهوية والمحلية وكذا العمل على تشبيك العلاقات مع الاتحادات والتحالفات الموجودة من أجل إعطاء دفعة قوية للعمل المناخي على مستوى مجال حوض البحر الأبيض المتوسط". كذلك، تميزت هذه الجلسة باعتماد البيان الختامي لدار المناخ المتوسطية لسنة 2017، الذي ركز على مخرجات أشغال الورشات التي تخللت هذا الحدث المناخي. وأكد المشاركون من ممثلي الحكومات والفاعلين في الشأن المناخي على أن حوض البحر الأبيض المتوسط يعتبر من بين المجالات المهددة بفعل التغيرات المناخية، كما شددوا على كون الفاعلين غير الحكوميين أضحوا مساهمين أساسيين في بلوغ أهداف التخفيف من الآثار المناخية التي نص عليها اتفاق باريس وكذا الأهداف الأممية للتنمية المستدامة. كما ثمن المشاركون الدور المؤسس والفاعل لجهتي "بروڤانس كوت دا زير" وطنجةتطوانالحسيمة في بلورة دينامية مناخية مجالية متوسطية، معتبرين أن الرسالة الموجهة من قبل جلالة الملك محمد السادس نصره الله للمشاركين في "ميد كوب" المناخ في طنجة في يوليوز 2016، أعطت إشارات قوية في مجال التسريع للفعل المناخي داخل حوض البحر الأبيض المتوسط. كما اعتبر المشاركون بأن رفع تحدي التحولات المناخية يتطلب الطموح ونكران الذات والعزيمة القوية ليس فقط من قبل الخبراء والباحثين ولكن على وجه التحديد من قبل الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني في أفق إحداث مجال لتبادل المعلومة والخبرة والاستشارة والحوار المفتوح بين كل
الفاعلين غير الحكوميين داخل الحوض المتوسطي على أساس أن هذا الانخراط مسألة حيوية واستعجالية. وبهذا تكون "دار المناخ المتوسطية" مجالا سانحا لتحقيق الأهداف المناخية المسطرة وذلك بالعمل على توفير الشروط الضرورية والمناخ الملائم من أجل حكامة مناخية جيدة على المستوى المتوسطي كما اعتبروا أن كل هذا لا يمكن أن يتأتى إلا عبر تعزيز الثقة ودعم تنفيذ السياسات والإجراءات المجالية القمينة بضمان إسقاطات إيجابية على التعاون الدولي خاصة في مجال التمويل المناخي. ولتحقيق هذا الأهداف التزم المشاركون بما يلي: 1- إعطاء دفعة للدينامية المناخية بالحوض المتوسطي عبر دعم إحداث "دار المناخ المتوسطية" كقطب مناخي جهوي. 2- دعم "دار المناخ المتوسطية" لتغطية كل المجالات العلمية والتقنية، بما فيها السياسات المرتبطة بالقدرة على المكافحة المناخية، ومطابقة برامج البحث حول إمكانيات الحلول، وإخبار العموم ومساندة العمليات السياسية وتطبيق الالتزامات المناخية الشاملة. 3- تثبيت إطار للتعاون العلمي والتقني حول "دار المناخ المتوسطية" والمخصصة لتأمين نمو معتبر للطموح الفرداني والجماعي، إزاء تحدي التغير المناخي. 4- التعاون مع "دار المناخ المتوسطية" لدراسة وتسهيل مختلف الطرق لتقوية الكفاءات لتمكين الفاعلين في الحوض المتوسطي من التحول نحو الاقتصادات والشركات المستدامة والمتأقلمة.
5- تقاسم الممارسات الجيدة الكفيلة بتخفيف آثار التغير المناخي الشامل الذي يهدد البيئة، وصحة و سلامة الساكنة. 6- وضع إطار متوسطي حول "دار المناخ المتوسطية" يمكن من الاهتمام والمحافظة على المعارف المتوارثة، القادرة على تقوية التأقلم لدى الساكنة المحلية في مواجهة التغير المناخي خصوصا بالعالم القروي. 7- توسيع مجال تدخل "دار المناخ المتوسطية" مع التركيز على الحوض المتوسطي والقارة الإفريقية خصوصا فيما يرتبط بالنهوض بالمناطق الأكثر تأثرا بالاحترار المناخي. / المنطقة الأورو- متوسطية. 8- إعطاء الأولوية للبلدان السائرة في طريق النمو وتعزيز المبادرات الجهوية والمحلية والتشبيك مع التحالفات والاتحادات الموجودة لمنح دفعة قوية للعمل المناخي. 9- دعم مبادرات الشباب من أجل المناخ في الحوض المتوسطي. 10- العمل على التعبئة الجماعية والتمويلات المناخية، بما فيها Readiness GCF، مع التركيز على التأقلم ومرونة الساكنة المتأثرة بالتغيرات المناخية. 11- تنمية المبادرات والمشاريع الجماعية لفائدة المناخ بين العلماء في الحوض المتوسطي. 12- تشجيع البحث والابتكار لفائدة التأقلم المناخي.
13- تمكين "دار المناخ المتوسطية" من الإمكانيات الضرورية من أجل لعب دورها كقطب متوسطي لإنجاز برامج مناخية ترابية وكذا لتقوية الكفاءات لتحقيق تحول تكنولوجي، وتمويل المناخ والشفافية ونظام MRV. 14- تنمية إطار شراكة مع مركز الكفاءات حول التغيرات المناخية (4C MAroc). 15- المرافعة لدى أصحاب القرار في الحوض المتوسطي، لتمكين "دار المناخ المتوسطية" من الآليات التقنية لمواكبة المقاولات الخاصة بالمنطقة لتقييم انبعاثاتها الكاربونية. 16- المرافعة لدى أصحاب القرار في الحوض المتوسطي من أجل توفير الدعم بكل الوسائل البشرية والتمويلية واللوجيستيكية للأمانة العامة الدائمة لمؤتمرات "ميد كوب" المناخ، وكذا تنفيذ التصور المتوسطي للحلول.
مولاي أعزكم الله احتضنت مدينة طنجة،تحت رعايتكم السامية، على مدى ثلاثة أيام في 14و15و16 جدنبر 2017، لقاءات "دار المناخ المتوسطية" في دورتها الأولى، تكريسا لتوجيهات سدتكم العالية بالله والمتعلقة بخلق مجموعة خبراء حول التغيرات الشاملة بمنطقة المتوسط، والتي تضمنتها رسالتكم السامية الموجهة للمشاركين في مؤتمر "ميد كوب" المناخ يومي 17 و18 يوليوز 2016. وشارك في هذا الحدث المتوسطي، الذي نظمته جهة طنجةتطوانالحسيمة، أزيد من مأتي مسؤولا وخبيرا ومهتما بالشأن المناخي من دول حوض البحر الأبيض المتوسط، ينتسبون إلى دول المغرب وفرنسا وإسبانيا وتونس واليونان وفلسطين ولبنان والأردن ومالطا فضلا عن بلجيكا ولوكسمبورغ والسينغال وجزر القمر. مولاي أعزكم الله لا غرو أن انطلاق اللقاءات الأولى لدار المناخ المتوسطية، تزكي النجاح الذي سجله المؤتمر المتوسطي من أجل المناخ في طنجة، تحت رعايتكم السامية في 2016، على أن الهدف من "دار المناخ المتوسطية"، ينسجم وعنايتكم المولوية بالمناخ المتمثلة في ضمان ديمومة العمل لأجل المناخ في الحوض المتوسطي، وخلق الفرص الاقتصادية المواتية للحفاظ على البيئة ومواجهة التغيرات المناخية. ولقد شكلت اللقاءات الأولى لدار المناخ المتوسطية فرصة سانحة لإرساء التشاور والتداول وخلق التوافق حول رفع التحديات لمجابهة التغيرات المناخية بما يجعل من "دار المناخ المتوسطية" ركيزة من أجل القضايا المناخية بم ينسجم وتوصيات مؤتمري المناخ "COP 21" بباريس و"COP 22" الذي احتضنته المملكة بمدينة مراكش.
مولاي أعزكم الله لقد استهلت اللقاءات الأولى لدار المناخ المتوسطية بانعقاد اجتماع أول للجنة توجيهية إستراتيجية لهذه الهيئة حيث تقررت ركائز العمل الخمس المتمثلة في تمويل المشاريع، وتعزيز الكفاءات وتحقيق القابلية والعمل على تغيير السلوكات وتشجيع الابتكار وتوطيد التعاون بين مختلف الفاعلين في الشأن المناخي ببلدان حوض البحر الأبيض المتوسط. ولقد تولى المغرب، من خلال جهة طنجة، تطوانالحسيمة، رئاسة "دار المناخ المتوسطية" التي تضمن تواجدا دائما للأمانة العامة ل"ميد كوب" بما يمكنها من التنسيق مع اللجان العلمية وتنظيم البرامج باعتماد حكامة تشاركية قادرة على ترجمة التوصيات الكبرى التي تمكن من الانخراط في دفتر تحملات المؤتمر المناخي المتوسطي.
مولاي أعزكم الله إن اللقاءات الأولى لدار المناخ المتوسطية شكلت فرصة مواتية لتعزيز المؤهلات المغربية والمتوسطية عبر توقيع أربع اتفاقيات بين جهة طنجةتطوانالحسيمة ومركز الكفاءات في مجال التغير المناخي بالمغرب والتحالف الدولي للخبرات المتوارثة من أجل المناخ ومجموعة الطاقات المتجددة والتنمية والتضامن والمعهد الوطني للاقتصاد للدوري بفرنسا والشركة السويسرية AAQIUS. إن النجاح الذي حققته اللقاءات الأولى لدار المناخ المتوسطية، تحت رعايتكم السامية، قمين بتثمين المجهودات المبذولة من قبل المغرب كبلد أخذ على عاتقه الكفاح من أجل القضايا المناخية والمبادرة لمجابهة التغيرات المناخية داخل المملكة وفي حوض الأبيض المتوسط وقاريا وعالميا.
ولعل "دار المناخ المتوسطية" التي تسعى لتكون "قوة ناعمة" عبر التأثير الإيجابي على الجماعات الترابية والفاعلين الاقتصاديين والمجتمعيين والمواطنين، عبر تعبئة شبكات التربية والتعليم العالي ومراجع البيانات، لكفيل بتحقيق النجاعة البيئية، تحقيقا للرؤية السديدة لجلالتكم. دمتم مولاي أعزكم الله، ذخرا وملاذا وسدد خطاكم وحفظكم الله في ولي عهدكم الأمير مولاي الحسن وشد عضدكم بشقيقكم الأمير مولاي رشيد وسائر أعضاء الأسرية الملكية الشريفة إنه بالاستدابة لجدير, وحرر بمدينة طنجة بوم السبت 27 ربيع الأول 1439 هجرية الموافق ل 16 دجنبر 2017.
خديم الأعتاب الشريفة إلياس العمري رئيس جهة طنجةتطوان الحسيمة