سيكون ملعب المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط يوم الجمعة المقبل (الثامنة ليلا) مسرحا لمواجهة مرتقبة بين قطبي كرة القدم بالعاصمة٬ الغريمين اتحاد الفتح الرياضي والجيش الملكي٬ برسم ذهاب دور ثمن نهاية مسابقة كأس الكونفدرالية الإفريقية مكرر٬ في مباراة واعدة ومفتوحة على جميع الاحتمالات تشكل جسرا نحو التأهل إلى دور المجموعتين. وكانت قرعة دور المجموعتين٬ التي تم سحبها أول أمس الثلاثاء بالقاهرة٬ قد أوقعت ممثلي كرة القدم المغربية في المجموعة الثانية٬ التي تضم أيضا٬ المتأهل من مباراة الإسماعيلي المصري والبنزرتي التونسي٬ والمتأهل من مباراة وفاق سطيف الجزائري وبيتام الكونغولي٬ والفائز من مازيمبي الكونغولى وليغا موسولمانا الموزمبيقي. ومن المتوقع أن يعرف هذا اللقاء٬ الذي سيديره طاقم تحكيم كاميروني يقيادة جينكو واندجي أورليان٬ كما هو شأن المواجهات التي سبق وجمعتهما عبر تاريخهما المديد٬ ندية وتشويقا وتنافسا كبيرا من أجل حسم نتيجة الشوط الأول وفي انتظار الشوط الثاني (مباراة الإياب ما بين 31 ماي وثاني يونيو المقبل) الحاسمة والتي ستفرز الفريق الذي سيحظى بشرف تمثيل كرة القدم المغربية في هذه المسابقة القارية. وكان فريق اتحاد الفتح الرياضي (وصيف بطل المغرب)٬ الذي أحرز الكأس القارية قبل موسمين (2010)٬ قد تحول من مسابقة دوري أبطال إفريقيا إلى كأس الكونفدرالية دون أن يخسر أمام منافسه سيوي سبورت الإيفواري بتعادله معه ذهابا بالرباط 1-1 وإيابا بأبيدجان 0-0٬ أما فريق الجيش الملكي٬ الذي سبق له أن توج بطلا للمسابقة سنة 2005٬ فتأهل لدور الثمن المكرر على حساب فريق عزام التنزاني بعد أن تعادل معه 0-0 ذهابا في دار السلام وفوزه عليه 2-1 إيابا بالرباط. ويخطط كلا الفريقين٬ وهما يدخلان هذا الديربي الهام والصعب والأول من نوعه الذي يجمع بينهما على المستوى القاري٬ بالدرجة الأولى لاستثمار كافة إمكاناتهما البشرية والتقنية والتكتيكية وكذا المعنويات العالية للاعبين الطامحين لمواصلة المغامرة الإفريقية والمساهمة في محاولة استعادة كأس المسابقة التي استقرت لموسمين متتالين بالمغرب بفضل إنجاز فريقي اتحاد الفتح الرياضي (2010) والمغرب الفاسي (2011 مع فوزه بالكأس القارية الممتازة)٬ قبل أن يخطفها فريق ليوبار الكونغولي الموسم الماضي (2012). وإذا كان فريق الجيش الملكي يلعب على أكثر من واجهة٬ حيث ينافس من أجل لقب البطولة الاحترافية (الثاني ب57 نقطة) المؤهل للمشاركة في بطولة العالم للأندية المقررة نسختيها لعامي 2013 و2014 بمدينتي مراكش وأكادير وكذا الدخول في منافسات كأس العرش٬ ما يضطره إلى التعامل بكثير من الحيطة والحذر مع المخزون البدني للاعبيه دون إغفال الإصابات والإرهاق الذهني والبدني والنفسي الذي كثيرا ما يؤدي إلى توقيفات تحرم الفريق من عناصر هو في أمس الحاجة إلى خدماتها٬ فإن لاعبي فريق اتحاد الفتح الرياضي٬ يبدون على النقيض من ذلك في حالة معنوية جيدة بعدما ضمنوا مرتبة جد مريحة في سبورة ترتيب البطولة الوطنية (السادس ب38 نقطة) ما يسمح لهم بتوجيه بوصلة اهتمامهم إلى المسابقة القارية لتعويض خيبة الأمل بإضاعة الفريق الموسم الماضي فرصة العمر في معانقة باكورة ألقابه على مستوى البطولة الوطنية في تاريخه الرياضي (تأسس سنة 1946). كما أن من شأن الطابع المحلي للمباراة أن يجعل منها نافذة يتم من خلالها ترويج وتسويق المستوى الجيد الذي بلغته كرة القدم المغربية إن على مستوى الخطط التكتيكية أو الإقبال الجماهيري أو البنيات التحتية أو الموارد البشرية الشابة والواعدة والتي يتوفر طرفا مباراة يوم الجمعة على مجموعة محترمة منها قادرة٬ بفضل مهاراتها العالية وانضباطها التكتيكي ومردودها التقني المحترم٬ على إمتاع الجمهور الحاضر وإقناع جميع المتتبعين. وتبقى حظوظ الفريقين متساوية٬ نظرا لكون كل منهما يعرف الآخر حسن المعرفة ويشكلان كتابا مفتوحا لبعضيهما ٬ إلا أن حسم بطاقة التأهل لخوض دور المجموعتين سيكون من نصيب المجموعة الأكثر تركيزا وانضباطا. وإذا كانت القرعة قد أوقعت الفريقين في مواجهة بعضهما البعض٬ فإن كرة القدم المغربية ضمنت٬ في المقابل٬ ممثلا لها في دور المجموعتين.