محجبات أو سافرات، الأمر سواء بالنسبة لنساء المغرب، كلهن ضقن ذرعا بظاهرة التحرش الجنسي التي تتنامى بشكل كبير في مدن وشوارع المملكة المغربية، وهو ما دفع بعض الناشطات والمدونات المغربيات لإطلاق حملة استنكار عبر الفيس بوك ينددن عبرها بالمضايقات التي تتعرض إليها المرأة المغربية بشكل يومي، في مجتمع -شأنه كشأن باقي المجتمعات العربية – يتسم هو الآخر بطابع السلطوية الذكورية. "سلات ووك موروكو" هذا هو الاسم الذي أطلق على الحملة وقد تم "استلهامه" من ظاهرة "السلات ووك" التي تعني "مسيرة المومسات" والتي انطلقت في شهر أبريل الماضي في مدينة تورونتو بكندا. كان الهدف من الحملة دعوة كل نساء العالم إلى الخروج شبه عاريات في مسيرات تنديدا بالسلوكات المشينة التي يتعرضن إليها من سب وتحرش وأحيانا اغتصاب. غير أن التركيبة الثقافية والدينية للمغرب لا تسمح بهكذا مسيرات، الشيء الذي دفع الناشطات إلى تغيير شعار الحملة الجدلي من "مسيرة المومسات" إلى "وومن- شوفوش". بعد شهرين فقط من إنشائها نجحت الصفحة في استقطاب أكثر من 5 آلاف امرأة قررت كلهن الخروج عن صمتهن. تقول الصفحة أن "الحملة ليست تقليدا أو محاكاة للغرب بل تأتي نتيجة ظاهرة التحرش الجنسي التي تشكل مشكلة حقيقية في المغرب". تضيف مؤسسة الصفحة ماجدولين ليازيدي في حوار مع إحدى وسائل الإعلام المغربية: "لا أستطيع أن أستوعب كيف للجنس الآخر أن يعاملنا هكذا، كيف للجنس الآخر أن ينعم بكل الحريات الممكنة في الأماكن العامة وتبقى المرأة دائما هي الملامة..." بعد أن كان من المتوقع أن تخرجن في مسيرتهن الوطنية في شهر أكتوبر الجاري، قررت الناشطات تأجيل المسيرة إلى أجل غير مسمى حتي يتمكن لهن الحصول على ترخيص رسمي في وقت تعد فيه هذه المبادرة تحد كبير للمرأة المغربية من جهة وللنظام المغربي من جهة أخرى، الذي وعد من جانبه بالكثير من التغيير في إطار المراجعة الدستورية التي وافق عليها الشعب المغربي رجالا ونساء بنسبة 98 بالمائة. هذا وتبقى ظاهرة التحرش الجنسي مشكلة حقيقية في العالم العربي، حيث تؤدي معاناة المرأة العربية منه ماديا ونفسيا إلى تفاوت الحقوق المدنية بين الجنسين وخلق هوة اجتماعية بينهما. تبقى الضرورة إذن ملحة لتحليل ومعالجة الظاهرة لاسيما في مجتمعاتنا العربية التي أشعلت فتيل ثوراتها باسم الحرية والتغيير. ---