18 ماي, 2018 - 02:58:00 لأول مرة في تاريخه، يدخل نادي اتحادي طنجة لائحة الأندية المغربية الفائزة بالدوري الوطني، وهو ما أطلق شرارة احتفال غير مسبوق، انطلق رسميا من ملعب ابن بطوطة يوم السبت 12 ماي الجاري، بعد الانتصار على المغرب التطواني في دربي الشمال، حيث اكتسحت آلاف الجماهير العاشقة للفريق أرضية الملعب، قبل قضاء ليلة بيضاء بساحات المدينة أبرزها ساحة الأمم قلب المدينة، التي نزلت إليها أرقام قياسية، مرورا بتنظيم جولة على متن حافلة مكشوفة جابت شوارع عاصمة البوغاز مساء الأربعاء 16 ماي، وهي حاملة على متنها طاقم الفريق وإدارييه، رافقها الالاف من محبي النادي الأكبر بشمال المملكة . ويأتي هذا التتويج، بعد الاستقرار الذي عاشه الفريق خلال الثلاث السنوات الأخيرة خاصة على المستوى الإداري، وما تلاه من ضخ الملايين في مالية الفريق من طرف مؤسسات منتخبة (الجماعة ، الجهة) وولائية (ولاية الشمال) وكذا اقتصادية (مجموعة من المستشهرين الجدد)، وذلك بعد سنوات طويلة من المعاناة، سواء بالقسم الثاني أو بقسم الأضواء، حيث كان صراع الفريق الشبه الدائم مع "معضلة النزول". اليوم وبعد الفوز بالبطولة، تطرح العديد من الأسئلة بخصوص مستقبل النادي، ماذا بعد الفوز بدوري المحترفين المغاربة ؟ ما هي أولويات الفريق؟ ما العمل حتى يحافظ الفريق على وهجه الحالي ؟. مهمة النادي "الأزرق" من وجهة نظر الكاتب الصادق بنعلال المتتبع للشأن الرياضي المحلي فإن، "مهمة النادي الأزرق يجب ألا تقتصر على الزهو بهذا اللقب الغالي، بل يجب عليه أن ينهج طريق الإبداع و التفاني في العمل العقلاني ، و الاستناد إلى الرؤى العلمية في التسيير الإداري الحديث ، والاستقرار الفعال في الإدارة الفنية ، وإعطاء العناية القصوى لمدرسة الفريق عبر تكوين محكم ، و دقيق لكل الفئات العمرية ، و التركيز على اللاعب المحلي ، و استقطاب اللاعبين ذوي الكفاءات ، القادرين على منح النادي إضافة مفصلية ، تسمح له باللعب على البوديوم كل سنة ، و المشاركة في المنافسات الإفريقية و العربية و العالمية". وإذا كنا نعتز بالأندية الوطنية التي تبلي البلاء الحسن دفاعا عن صورة المغرب، يقول الصادق في حديث مع موقع "لكم"، "فإننا نعتقد إلى أبعد مدى أن الاتحاد الرياضي لطنجة قادر على إحداث انعطافة جوهرية في مسار الرياضة المغربية، وكرة القدم على وجه التحديد". وأشار المتحدث إلى "أن فوز فارس البوغاز بدرع البطولة المغربية لكرة القدم هذه السنة ، ولأول مرة في مسيرته الرياضية يعد إنجازا تاريخيا بالغ الأهمية ، إذ منذ تأسيسه سنة 1983 وهو يواجه ألوانا من الإخفاق وضروبا من الفشل ، سواء وهو يصارع دون اتجاه في القسم الوطني الثاني، أو أثناء تواجده في قسم الصفوة". وأضاف الكاتب المتخصص في الشأن الكروي إلى أنه "وبعد أن تدفقت مياه غزيرة تحت جسر الرياضة المغربية ، عاد الاتحاد مجددا قبل ثلاث سنوات ليعلن عن حضوره القوي ، ورغبته الجامحة في تحقيق التميز ، بعد أن توفرت الظروف الملائمة إداريا وتقنيا ، لانطلاقة نوعية نحو مقارعة النوادي المغربية المرجعية"، معتبرا أن الاتحاد الرياضي لطنجة، أضحى علامة فارقة في الدوري الاحترافي ، يصنع الحدث أينما حل و ارتحل ، و يبصم على أداء فني رفيع داخل قواعده و خارجها". وقال الصادق بنعلال إن "فارس البوغاز لم يقتصر على المساهمة الرياضية المتميزة ضمن دوري مغربي ، يحتوي على ألمع الفرق، التي طالما مثلت المغرب خير تمثيل ، بل إنه عمل قبل التحاقه بقسم الأضواء على خلخلة المشهد الكروي الوطني عبر المشاهد الاحتفالية الاستثنائية ، التي تؤثث مدرجات ملعب ابن بطوطة الكبير بشكل غير مسبوق"، مشيرا إلى أن "الجماهير الاتحادية الجارفة أصبحت صفحة ناصعة البياض في المعطى الرياضي عندنا ، وقد رسمت لوحات جمالية بديعة ، و قدمت صورة مشرفة للمنتوج الرياضي المغربي في أكثر من محطة". التتويج يفرض المواصلة على نفس المنوال الإعلامي محمد البشير العجوق المتتبع لشؤون النادي، اعتبر أن التتويج أدخل اتحاد طنجة نادي الكبار، وهو ما يفرض على مسؤوليه المواصلة على نفس المنوال لتشريف المغرب في ظل مشاركة الفريق في النسخة القادمة من عصبة الأبطال الإفريقية". وأكد العجوق في تصريح لموقع "لكم"على أن تتويج اتحاد طنجة بلقب البطولة للموسم الرياضي الحالي 2017/2018 لم يكن مجرد صدفة أو ضربة حظ، بل هو نتاج تراكمات من التجارب الناجحة منها و الفاشلة، معتبرا أنها جعلت "الفريق أقوى من أي وقت مضى، محولا خيبات الأمل و الانكسارات السابقة إلى أفراح و مسرات أبهرت الجميع خاصة جماهيره العريضة". وقال الإعلامي في ذات الحديث مع "لكم" انه "يمكن اعتبار الخمس سنوات التي قاد فيها المكتب المسير الحالي برئاسة عبد الحميد أبرشان دروسا استفاد منها الفريق بشكل كبير، و يكفي العودة لمساره منذ موسم 2012/2013 لنجد أن فارس البوغاز عرف منحى تصاعديا، بداية من خلال الإفلات من النزول إلى قسم الهواة، ثم تحقيق الصعود إلى البطولة الاحترافية، ليعقبه الوصول للبوديوم و المشاركة في كأس الاتحاد الإفريقي، ثم في النهاية التتويج بلقب البطولة الذي كان أشبه بالمستحيل في نظر كثيرين". الإمكانات المالية حاسمة الباحث رشيد الحديفي من جهته، فقد اعتبر "فوز اتحاد طنجة بلقبه الأول في تاريخه له أسباب ومقومات ونجوم صنعوا هذه الملحمة الكروية الجميلة التى أنهت حكاية غياب فارس البوغاز ضمن قائمة الأندية الفائزة بظفر لقب البطولة". وأشار في حديث مع موقع "لكم" إلى أن من بين أسباب هذا الإنجاز، إيمان كل مكونات النادي بقدرة الفريق على المنافسة بعد تحقيق الفريق سلسلة من النتائج الإيجابية مباشرة بعد تولي الإطار إدريس المرابط زمام العارضة الفنية خلفا للمدرب بادو الزاكي ، حيث انتقل الفريق من الرتبة الثامنة برصيد 11نقطة إلى صدارة الترتيب ب40، حينها بدأ تفكير إدارة الفريق وطاقمه الفني في قراءة معالم مسار النادي فيما تبقى من منافسات البطولة". وقال الحديفي ان النادي "استفاد من عوامل مؤثرة ومهمة، وذلك من قبيل توفير الإمكانات المادية، مساندة ودعم الجماهير داخل وخارج الميدان، طموح اللاعبين وحماسهم ورغبتهم في كتابة تاريخ كروي جديد للمدينة، وانشغال الأندية التقليدية التي اعتادت على المنافسة خلال السنوات الأخيرة على الألقاب في المنافسة على أكثر من واجهة". وأكد الباحث في تاريخ الكرة بالشمال على أن هناك "عوامل أخرى تحسب للمدرب المرابط الذي استطاع بفضل تواصله المتميز مع اللاعبين بعث ثقة جديدة في نفوس اللاعبين ، ما مكنهم من اكتساب سريع لنهجه وأسلوبه الكروي ، ساهم في تدليل الصعوبات، لتحديد مسار طريق نحو لقب طال انتظاره، لن يتردد بعده الجمهور ولو إلى حين عن التساؤل..ماذا بعد الظفر باللقب؟.