06 ماي, 2018 - 04:55:00 شهد المؤتمر الوطني الأول لمنظمة "نساء العدالة والتنمية"، الذي احتضنت فعالياته مدينة بوزنيقة يومي 5 و6 ماي الجاري بحضور سعد الدين العثماني وبعض القيادات الحزبية، تشنجات أماطت اللثام عن ما يعيشه البيت الداخلي للبيجيدي من انقسامات عقب تواري مرحلة الأمين العام السابق عبد الإله بنكيران؛ إذ في الوقت الذي كان من المترقب أن تحضر 1165 مؤتمرة من مجموع التراب الوطني، لم يتجاوز العدد 300. هذه الصراعات والانقسامات التي يصر بعض القياديين داخل الحزب الذي يتولى حكومة المغاربة، على وصفها ب"النقاش الصحي" معتبرينها من سمات حيوية الحزب؛ أرخت بظلالها على أشغال اليوم الافتتاحي لمؤتمر نساء البيجيدي؛ الذي تحدث فيه سعد الدين العثماني وسط حضور ضعيف، عن دور المرأة في مسار البناء الديمقراطي. وفي الوقت الذي أكدت فيه البرلمانية أمينة أفتاتي من خلال كلمة ألقتها بالمناسبة، أن تنظيم هذه التظاهرة يأتي في سياق انعدمت فيه المنافسة على المستوى الفكري والإيديولوجي خاصة مع المدرسة اليسارية، داعية إلى بلورة أطروحة خاصة بمنظمة نساء العدالة والتنمية من شأنها ترجمة مشروع الحزب وأجرأة تصوراته على أرض الواقع بما يضمن للمرأة مشاركة أوسع في مجالات متعددة، تمحورت مداخلات أغلب المؤتمرات حول الحضور الباهت الذي أضحى يطبع التجمعات الخاصة بحزب المصباح. في هذا الصدد، عزت مستشارة جماعية عن منطقة الجرف، جهة درعة تافيلالت، هذا الواقع إلى إشكالية الخطاب، موضحة أن عبد الإله بنكيران كان يستعمل خطابا بسيطا قريبا من جميع الفئات، فيما رفع سعد العثماني من مستوى الخطاب السياسي وبالتالي خفت منسوب التجاوب. من جهتها، قالت سعاد شيخي: "هناك ارتباك كبير في التحضير لهذا المؤتمر"، وأرجأت سبب ضعف الحضور إلى مشكل تنظيمي محض، مضيفة " استغربت عندما رأيت هذا العدد القليل من نساء البيجيدي، كان من الأجدر على باقي الكفاءات أن تكون حاضرة معنا اليوم". وعابت مجموعة من المؤتمرات، اقتصار القائمين على تنظيم هذه المحطة التي يعتبرونها مهمة؛ توجيه الدعوة للمستشارات في المجالس المنتخبة وعضوات الكتابتين الإقليمية والجهوية للحزب فقط، بدل دعوة جميع مناضلات الحزب. وفي لحظة مؤثرة، ذكرت المستشارة الجماعية، ليلى بولعيش، والدموع تغالبها: "حزبنا أصبح جسدا بدون روح"، مستطردة "من المفروض علينا الوقوف لحل ما يتخبط فيه الحزب من أزمات". واستأثر غياب القيادية آمنة ماء العينين عن فعاليات هذا الملتقى، باهتمام مجموعة من المؤتمرات لاسيما وأنها تشغل منصب نائبة رئيسة المنظمة، وتساءلت إحداهن في كلمتها الملقاة، بحضور سعد الدين العثماني، بعدما عرضت مجموعة من التعقيبات بخصوص حصيلة عمل المنظمة، قائلة: "بالمناسبة أين هي أمينة ما العينين؟"، لتجيبها بسيمة الحقاوي: "أمينة ماء العينين وجهت لها الدعوة فلم تحضر ولم نتوصل باعتذار منها.. نتمنى أن يكون المانع خيرا". وأوردت بسيمة الحقاوي، المنتهية ولايتها على رأس "نساء البيجيدي"، في معرض كلمتها أن الأحداث والمحطات التي مر منها حزب العدالة والتنمية على امتداد السنتين الأخيرتين "الانتخابات الجماعية والتشريعية، البلوكاج الحكومي، المؤتمر الوطني لحزب العدالة والتنمية الأخير..." حالت دون انعقاد المؤتمر الوطني الأول لمنظمة نساء العدالة والتنمية في وقته المناسب. وبدت ذات المتحدثة متأثرة وهي تصرح "إذا بكاو الأخوات بعين أنا غنبكي بجوج، لأن حنا اللي عملنا وعبئنا لإنجاح هذا المؤتمر وفالتالي يكون الحضور محتشم هكذا"، مستدركة: " نحن الآن بصدد انتخاب مكتب جديد وينبغي تهيئ الظروف الكاملة لإنجاح هذه المحطة". من جهته، ناشد الأمين العام للمصباح ورئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، من المؤتمرات التحلي بالانضباط والمسؤولية، مشددا على أن حزبه يجب أن يظل قويا بنسائه ورجاله. وجرى ليلة أمس السبت انتخاب كاتبة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي، جميلة المصلي، على رأس منظمة نساء العدالة والتنمية خلفا لبسيمة الحقاوي، وذلك بعدما أفرزت صناديق الاقتراع تغلبها ب 109 صوت على منافستيها مرية بوجمعة وسعادة بوسيف. هذا، وتعتبر منظمة نساء البيجيدي التي رأت النور سنة 2011، هيئة تنظيمية موازية تعمل وفق رؤية الحزب، وتسعى عبر الأنشطة والتظاهرات الوطنية والجهوية التي نظمتها إلى جانب مشاريع التكوين التي انخرطت فيها أو من خلال مذكراتها الاقتراحية المساهمة في إعداد وتقييم السياسات العمومية ذات الصلة، إلى تأطير الفعاليات النسائية للبيجيدي من أجل ولوج ناجع وفعال لمراكز القرار.