قال محمد عزوز، مدير قطاع السفر في إحدى وكالات السياحة، إن هناك إلغاء تاما للسفر إلى المغرب. ونسبت فرانس برس إلى عزوز قوله "إن الحجوزات لصيف هذا العام شهدت تراجعا كبيرا إلى مصر، فيما كان هناك إلغاء تام للسفر إلى سوريا وتونس والمغرب". وأضاف "تصدرت حجوزات العام دول أوروبا وجنوب إفريقيا وتركيا، كما أن هناك طلبا جديدا على ايطاليا واسبانيا ونتوقع أن يكون هناك طلب على أوروبا الشرقية خلال الفترة المقبلة". إلى ذلك، اختار عدد كبير من السعوديين قضاء إجازاتهم الصيف الحالي داخل البلاد نظرا للأحداث والاضطرابات التي تعيشها دول عربية تمثل متنفسا لعائلات عدة في المملكة. وتشكل "الثورات" في تونس ومصر وسوريا واليمن فضلا عن حالة عدم الاستقرار في لبنان عائقا كبيرا أمام العديد من السياح السعوديين الراغبين في السفر إليها في حين ألغى عدد كبير حجوزاتهم إلى أوروبا بعد تفشي بكتيريا "اي كولاي" وتجدد مخاطر تصاعد الرماد البركاني في أيسلندا خلال الفترة الماضية. وقال الأمير عبدالله بن سعود رئيس اللجنة السياحية في جدة "سيكون الطلب هذا الصيف كبيرا جدا، خصوصا مع قصر فترة الإجازة التي لا تتجاوز 40 يوما قبل شهر رمضان الذي يتفرغ فيه الناس للعبادة والروحانيات". وأضاف "هناك أكثر من مئة فعالية رئيسية في مهرجان جدة يتفرع عنها كذلك نحو مئة فعالية ثانوية في المهرجان الذي يستمر سبعين يوما حتى بعد عيد الفطر". وتابع الأمير "توقعاتنا تشير إلى أن مدينة جدة ستستأثر بأكبر نسبة تشغيل هذا الصيف، تليها الطائفومكةالمكرمة التي ستنشط فيها الزيارة الدينية بشكل كبير، إلى جانب المنطقة الجنوبية ومدينة أبها تحديدا التي يقصدها السياح الخليجيون". من جهته، قال محمد الفلاح (35 عاما) الذي يعمل محاسبا إنه ألغى خطط السفر لعائلته بسبب الأوضاع غير المستقرة في المنطقة "كنا في السابق نتوجه إلى القاهرة لقربها وملاءمة أسعارها لمدخولنا، لكن قررت مع عائلتي أن نقضي الإجازة داخل الوطن خصوصا وأن فترة ما قبل رمضان قصيرة جدا". بدوره، قال عبدالله العجمي (49 عاما) الذي يعمل مدرسا إنه قرر في اللحظات الأخيرة إلغاء الحجز المؤكد إلى فرنسا "وبعد أن استبعدنا الدول العربية لقضاء إجازة العام، اخترنا أوروبا لكن فجأة ظهرت بكتيريا اي كولاي وأثارت الذعر، لذلك فضلنا المكوث في جدة والاستمتاع بالمهرجانات المحلية". ويقدر حجم صناعة السياحة في المملكة العربية السعودية بحوالي 57 مليار ريال (2،15 مليار دولار) العام الماضي. لكن الأمير عبدالله أكد أن أكبر عائق سيواجه التدفق السياحي الداخلي هو محدودية الرحلات الجوية. وأوضح في هذا السياق أن "المملكة مترامية الأطراف والتنقل عبر الطرق مستبعد لدى السعوديين نظرا لسوء الخدمات وعدم جهوزيتها أي أن الطرق البرية ما تزال غير ممتعة للسائح مما يضطره إلى اختيار النقل الجوي". وتوقع رئيس اللجنة السياحية في جدة أن يصل حجم الإنفاق السياحي في المدينة إلى أربعة مليارات ريال. إلى ذلك، قال محمد العمري رئيس جهاز السياحة في مكةالمكرمة لفرانس برس إن معدلات الأشغال سترتفع بين 15 إلى 20 في المائة العام الحالي لان بدء العمل بالتصنيف "الجديد للفنادق والشقق المفروشة الذي أقرته هيئة السياحة إلى جانب تحديد الحد الأعلى للأسعار يخلق نوعا من المنافسة الشرسة في السوق". واستبعد العمري أن يكون للأحداث الجارية في الدول العربية أثر كبير في زيادة الأشغال محليا "ففي العام الماضي لم تكن هناك أي اضطرابات ومع ذلك ازدادت نسبة الطلب داخليا 15 في المائة مقارنة مع العام 2009". من جانبه، توقع مركز المعلومات السياحية السعودي نموا بنسبة 5،27 في المائة في عدد الرحلات السياحية المحلية خلال الصيف الحالي وارتفاع إجمالي ما ينفقه السياح في الحركة المحلية 31 في المائة طوال فترة الموسم. ومن المتوقع كذلك أن تزداد عائدات الحركة المحلية الصيف الحالي إلى 4،10 مليار ريال (8،2 مليار دولار) مقابل دخل بلغ ثمانية مليارات ريال العام الماضي، أي بزيادة نسبتها 30 في المائة. ووفقا للمركز، فإن أعداد المسافرين للخارج خلال إجازات الأعياد العام 2010 بلغت ما لا يقل عن 4،3 ملايين مقابل ثلاثة ملايين العام 2009، أي بزيادة 13 في المائة. --- تعليق الصورة: سياح سعوديون