26 أبريل, 2017 - 02:43:00 علم موقع "لكم" من مصادر متطابقة أن قيادة حركة "التوحيد والإصلاح"، الجناح الدعوي لحزب "العدالة والتنمية"، تقوم بزيارات متكررة لبيت عبد الإله بنكيران، الأمين العام للحزب ورئيس الحكومة السابق المعفى من طرف الملك محمد السادس بعد فشله في تشكيلها، وذلك لمناقشة الوضع الذي وصل إليه حزب "العدالة والتنمية" بعد إعفاء بنكيران وما خلفه من "إحباط واستياء داخل الحزب". ووفق مصدر قيادي في "التوحيد والإصلاح"، فضل عدم ذكر اسمه، في تصريحه لموقع "لكم"، فإن اللقاءات المتكررة بمنزل بنكيران، تأتي في سياق نقاش جدي يدور بين قيادات "التوحيد والإصلاح" حول مستقبل حزب "البيجيدي" في ظل إحباط عارم يسود وسط قيادته وقواعده، كما أكد المصدر ذاته أن الوفد الذي يقوده كل من عبد الرحيم الشيخي، رئيس الحركة، ومحمد الحمداوي، الرئيس السابق، يناقشون مع بنكيران باستمرار مستقبل الحزب، كاشفا أن "بنكيران لايزال مصدوما مما وقع له". هذا في الوقت الذي اجتمع فيه المكتب التنفيذي لحركة "التوحيد والإصلاح"، لمناقشة مستجدات تشكيل الحكومة الجديدة، وذلك بحضور سعد الدين العثماني رئيس الحكومة، الاجتماع الذي استغرق أزيد من ست ساعات الأسبوع الماضي، وسط جدل بين أعضاء المكتب التنفيذي حول الموقف الذي يجب اتخاذه من حكومة العثماني، إذ أجمعت قيادة "التوحيد والإصلاح" في الأخير على مساندة سعد الدين العثماني في هذه المرحلة، مساندة مطلقة. مصدر آخر، قيادي في "البيجيدي"، أكد الأمر ذاته مشيرا إلى أن "اللقاءات طبيعية نظرا لصعوبة المرحلة التي يمر منها حزب العدالة والتنمية"، مضيفا أن "التوحيد والإصلاح تربطه مع الحزب علاقة استراتيجية". وكان بنكيران قال في آخر لقاء، جمعه مع برلمانيي حزبه، إن "ما تعرضنا له زلزال كبير، طبعا هذا الزلزال لم يأت الوقت لنستوعبه كاملا والذي مهد له وكيف وقع وما هي عواقبه"، مضيفا: "نحن حزب سياسي ولسنا جماعة دينية أو طريقة صوفية تفكر في نفسها وتقول هل لازلنا مجموعين وهل ذهب أحد منا إلى السجن، وهل لازلنا نستطيع القيام بالدعوة، وهل هذا الابتلاء محدود". هذا، ومن المنتظر أن تخلق هذه اللقاءات السرية في بيت بنكيران، جدلا واسعا داخل "البيجيدي"، بعدما تم رفع دعوات إلى العمل على فصل الحزب كليا عن حركة "التوحيد والإصلاح"، بحيث كتب حسن حمورو، عضو المجلس الوطني لحزب "البيجيدي" تدوينة على "الفيسبوك" جاء فيها: "أعتقد أن حزب (العدالة والتنمية) وصل إلى مرحلة ينبغي له فيها اتخاذ قرار الفصل التام والنهائي مع حركة (التوحيد والإصلاح)، فصل حقيقي يشمل عضوية الهيآت القيادية ويشمل أيضا الأدبيات الموروثة بالنظر إلى المجتمع وفي العلاقة مع السلطة وفي أساليب التأطير الجماعي داخل التنظيم". وأضاف حمورو بالقول: "آن الأوان ليخلع الحزب جلباب الحركة ويتخلص من رهانات تأسيسها وسياقات تأمين وجودها واستمرارها .. لينطلق بما راكمه نحو فضاءات تغيب فيها مكبلات الدعوة وهواجس التاريخ المشترك مع حركات إسلامية مشرقية!".