23 يناير, 2017 - 01:01:00 قدم الكاتب المغربي إدريس كسيكس مؤخرا روايته الجديدة باللغة الفرنسية "نحو مضيق ابن رشد"، خلال لقاء نظم بمبادرة من المعهد الثقافي الفرنسي. وخصص اللقاء للنبش في التراث الفكري للفيلسوف الأندلسي أبي الوليد محمد المعروف باسم ابن رشد، من خلال الشخصية الرئيسية في الرواية، (أديب) الذي هو أيضا أستاذ الفلسفة بإحدى ثانويات الدارالبيضاء، وصاحب فقرات إذاعية. وذكر كسيكس في هذا اللقاء الثقافي، بأن الرواية التي صدرت عن منشورات (الفنك) في حجم كتاب جيب من 188 صفحة، تستعيد سيرة ابن رشد، وتستحضر عطاء هذا الفيلسوف الذي دافع عن العقل والإنسانية والفكر العقلاني وإمكانية التوصل إلى الحقيقة من خلال الملاحظة والاستدلال العقلاني. وتوفي ابن رشد عام 1198 وتم دفنه بداية في مدينة مراكش، قبل إخراج رفاته بعد ثلاثة أشهر ليتم نقله وإعادة دفنه في قرطبة (إقليم الأندلس بجنوب إسبانيا) بالمرور عبر مضيق جبل طارق مرفوقا بمخطوطاته. وتتموضع رواية "مضيق ابن ارشد" ما بين القرن ال12 إلى آخر القرن ال20 في بلد تعرض فيه الفيلسوف منذ وقت طويل للمطاردة، "مما يستدعي الاشتغال على ذاكرتنا وعلى طاقاتنا لتقبل الدفاع عن الحياة من خلال الفلسفة"، وفق مؤلف الرواية. وأثيرت خلال هذا اللقاء، مسألة حضور المرأة في فكر ابن رشد، ووضعية رجل الفلسفة في تلك القرون الوسطى، على غرار ابن رشد الذي تلقى اتهامات بالكفر والضلال، حيث أحرقت العديد من كتبه. وإدريس كسيكس كاتب وصحفي مغربي من مواليد الدارالبيضاء سنة 1968، وهو يعمل أستاذ الإعلام والثقافة بمعهد الدراسات العليا للإدارة، وله مجموعة من الكتابات الإبداعية والحوارات، وصدرت له أعمال أدبية ومسرحية باللغة الفرنسية منها "صندوقتي السوداء"، و"الرجل النازل من الصمت".