ب 17 يناير, 2017 - 10:46:00 مع سقوطه في فخ التعادل مع غينيا بيساو في المباراة الافتتاحية للبطولة ، يدرك المنتخب الغابوني لكرة القدم أن صراع التأهل من مجموعته إلى الدور الثاني (دور الثمانية) في بطولة كأس الأمم الأفريقية الحادية والثلاثين سيستمر إلى الثانية الأخيرة من مباراتي الجولة الثالثة. ولكن المنتخب الغابوني (الفهود) ، الذي تستضيف بلاده هذه النسخة من البطولة ، يعي تماما أن أي نتيجة سوى الفوز على منتخب بوركينا فاسو غدا الأربعاء ستضع فرص أصحاب الأرض في مهب الريح. والأكثر من هذا ، قد يخرج المنتخب الجابوني صفر اليدين بشكل كبير من المنافسة على التأهل للدور الثاني بالبطولة إذا خسر في مباراته غدا أمام المنتخب البوركيني (الخيول) خاصة وأن المباراة الأخيرة للفريق في المجموعة أمام أسود الكاميرون ستكون مواجهة محفوفة بالمخاطر لاسيما وأن المنتخب الكاميروني أيضا سقط في فخ التعادل 1 / 1 مع بوركينا فاسو في المباراة الأولى. ولهذا ، يخوض المنتخب الجابوني مباراة الغد بشعار "أكون أو لا أكون" ويدرك أنه لا مجال للتفريط في أي نقطة إذا أراد العبور للدور الثاني بالبطولة الأفريقية للمرة الثانية فقط في تاريخ مشاركاته بالبطولة. ولكن مهمة المنتخب الجابوني في مباراة الغد لن تكون سهلة على الاطلاق بعد المستوى الذي ظهر عليه الخيول في مباراتهم أمام المنتخب الكاميروني والذي أكد بما لا يدع مجالا للشك أن الفريق سينافس بقوة على إحدى بطاقتي العبور للدور الثاني وهو ما يضاعف من صعوبة المهمة على أصحاب الأرض. وينتظر الأسباني خوسيه أنطونيو كاماتشو المدير الفني للمنتخب الجابوني ردة فعل قوية من لاعبيه خلال مباراة الغد بعدما أهدر اللاعبون نقطتين ثمينتين في بداية مسيرته بالبطولة كما فشل في تقديم الأداء المقنع لجماهيره. ولهذا ، سيكون الفريق بحاجة إلى تقديم أداء مغاير لما كان عليه في المباراة الافتتاحية وتحقيق فوز مقنع على الخيول من أجل استعادة ثقة الجماهير التي سيكون في أشد الحاجة إليها أيضا خلال المباراة الثالثة أمام نظيره الكاميروني. ومن أجل تسهيل مهمته في المباراة ، يتطلع المنتخب الجابوني إلى هز شباك بوركينا فاسو مبكرا لأن إهدار الفرص تباعا سيمنح الثقة للمنتخب البوركيني وقد يعرض المرمى الجابوني لخطورة فائقة الذي اهتز في وقت قاتل بالمباراة الافتتاحية أمام منتخب غينيا بيساو الذي يخوض فعاليات البطولة للمرة الأولى. ومن المؤكد أن كاماتشو تعرف الآن على مستوى لاعبيه بشكل كبير بعدما حرمته الظروف من التعرف عليهم بشكل أفضل في المباريات الرسمية حيث تولى مسؤولية تدريب الفريق قبل بداية البطولة بنحو ستة أسابيع فحسب. كما ينتظر أن يلجأ كاماتشو لتعديل خطة اللعب في مباراة الغد بعدما أظهرت المباراة الافتتاحية أن الاعتماد بشكل أساسي على النجم الكبير بيير إيمريك أوباميانج مهاجم بوروسيا دورتموند الألماني يمثل خطأ فادحا نظرا للرقابة الصارمة التي يفرضها المنافس على هذا النجم الكبير. لكن المشكلة الأساسية التي يحتاج كاماتشو إلى التعامل معها قبل مباراة الغد ستكون الضغوط الواقعة على اللاعبين بعد التعادل في المباراة الافتتاحية حيث يحتاج المدرب الأسباني إلى إخراج لاعبيه من دوامة الإحباط التي سيطرت عليهم بعد الهدف القاتل لغينيا بيساو. كما يستطيع لاعبو المنتخب الجابوني نفض غبار الاحباط عنهم من خلال هز الشباك بهدف مبكر في مباراة الغد وهي المهمة التي تقع بشكل كبير على كاهل أوباميانج وزميله ماليك إيفونا نجم الأهلي المصري سابقا والمحترف بالدوري الصيني حاليا. وفي المقابل ، يتطلع المنتخب البوركيني إلى النقاط الثلاث أيضا في مباراة الغد ويرى لاعبو الفريق أن الفوز على المنتخب الجابوني في عقر داره لن يكون مفاجأة ولن يكون مهمة صعبة إذا نجح الفريق في التخلص من الضغوط التي تشكلها جماهير الجابون على منافسي فريقها. وكان المنتخب البوركيني أظهر إمكانياته العالية كما أكد قدراته الذهنية وارتفاع روحه المعنوية والقتالية من خلال تحويل تأخره أمام الكاميرون إلى تعادل مستحق بل إن الفريق كان بإمكانه تحقيق الفوز ". كما يتمتع منتخب بوركينا فاسو بخبرة أكبر كثيرا من منتخب غينيا بيساو وهو ما يعطيه الأمل والحافز لتحقيق الفوز على المنتخب الجابوني في عقر داره غدا لاسيما وأن مباراتي الدور الأول أظهرت تألق العديد من لاعبي بوركينا فاسو فيما يعتمد المنتخب الجابوني على عدد محدود للغاية من مفاتيح اللعب وفي مقدمتها أوباميانج. كذلك ، يحظى البرتغالي باولو دوارتي المدير الفني للمنتخب البوركيني بمعرفة أكثر بإمكانيات لاعبيه حيث تولى مهمة تدريب الفريق في وقت مبكر إضافة لمعرفته الجيدة بالمنتخب الجابوني حيث سبق له تدريب الفريق في الفترة من 2012 إلى 2013 . ومع رغبة كل من الفريقين في تحقيق الفوز ، ينتظر أن تكون مباراة الغد في غاية الإثارة وأن يخوضها الفريقان بأداء هجومي منذ الدقيقة الأولى على عكس مباراتي الجولة الأولى اللتين سيطر الحذر عليهما في فترات عديدة. تجدر الإثارة إلى أن الفريقين التقيا في الدور الأول للنسخة الماضية من البطولة وانتهت المباراة لصالح الغابون 2 / صفر وهو ما يدعم معنويات أصحاب الأرض لكنه يمنح حافزا إضافيا إلى الخيول للبحث عن الثأر.