27 ديسمبر, 2016 - 07:31:00 ينتظر المتتبعون للشأن السياسي المغربي ما ستسفر عنه الزيارة المرتقبة لرئيس الحكومة المغربية المكلف عبدالإله بنكيران، إلى موريتانيا، للقاء رئيسها، محمد ولد عبد العزيز، بهدف "تبديد كل سوء فهم قد يؤثر على العلاقات بين البلدين"، على خلفية تصريحات حميد شباط، امين عام حزب الاستقلال،السبت الماضي، قال فيها إن "موريتانيا كانت أراض مغربية". وكان بيان للديوان الملكي، صدر اليوم الثلاثاء، قال إن "الملك محمد السادس، قرر إرسال بنكيران والوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، ناصر بوريطة، إلى الرئيس الموريتاني. وأوضح البيان، أن "محمد السادس طلب من رئيس الحكومة تبديد كل سوء فهم قد يكون له تأثير سلبي على العلاقات الممتازة بين المغرب وموريتانيا". ويتساءل المتتبعون، عن ما إذا كان رئيس الحكومة، سيقلل من غضب "جهات عليا" على حميد شباط، بعد الازمة الطارئة بين موريتانيا والمغرب، وما إذا كانت تصريحات شباط هدية ثمينة لحزب التجمع الوطني للاحرار ليتمسك بمطلب إبعاده من التشكيلة الحكومية. تصريحات شباط ستؤثر على مستقبل مشاركة حزبه في الحكومة قال كمال القصير، الكاتب والمحلل السياسي، إن "الأمين العام لحزب الاستقلال حميد شباط يعيش ظروفا سياسية صعبة نتيجة تموضعاته في هذه المرحلة ونتيجة التصريحات التي جلبت عليه الكثير من ردود الأفعال على المستوى الرسمي بعد صدور بيان وزارة الخارجية، الذي انتقد بشدة تصريحات شباط حول موريتانيا، مضيفا أنه "بلا شك موضوع شديد الحساسية في هذه الظرفية الدقيقة، وهو ما استدعى تحركا دبلوماسيا عالي المستوى لتطويق هذه الأزمة". وأوضح القصير أن "تداعيات تصريحات شباط حول موريتانيا لن تمر بدون أن تترك أثارها على مستقبل مشاركة حزب الاستقلال في الحكومة حيث عقدت وضعه ووضع حزبه بشكل أكبر"، مشيرا إلى أن تصريحات شباط وضعت عبد الإله بنكيران في وضع محرج من "ناحية إقناع الأحرار والباقين بإشراك الاستقلال والتمسك به حتى النهاية" على حد تعبيره. من الصعب على بنكيران تحمل أخطاء شباط وأما عن بيان "حقيقة" الذي عممه الأمين العام السابق لحزب "الميزان" على وسائل الإعلام، يكذب فيه ما جاء على لسان حميد شباط، بخصوص ظروف تشكيل حكومة 2012، ودور كل من المستشار الملكي فؤاد عالي الهمة، والمستشارة الراحلة زليخة نصري، أكد القصير أن درجة تحمل وصمود شباط سوف تكون موضع تساؤل من حيث قدرته على الاستمرار بهذا الشكل، موضحا أن "هذا الوضع قد يكون حملا سياسيا ثقيلا ليس من السهل على بنكيران تحمله أكثر". مشيرا إلى أن زعيم حزب "علال الفاسي" بات يواجه تعقيدات داخلية بعد تصربحات عباس الفاسي وتعقيدات خارجية بسبب اصطدامه بالدبلوماسية المغربية، "وهو وضع يضعه في زاوية شديدة الضيق، ويرجح أنه سيترك الكثير من الريش في هذه المعركة" حسب ذات المتحدث. القصير قال إن زيارة بنكيران إلى موريتانيا جاءت "في الوقت المناسب و سوف تسعى إلى تهدئة الأمور وتصحيح خطأ سياسي لا ينبغي أن يأخذ حجما أكبر من الذي أخذه حتى اللحظة"، موضحا أن " تواجد بنكيران على رأس الوفد الذي سيزور موريتانيا، بالإضافة إلى إجراءات دبلوماسية أخرى سوف ساعد على تجاوز المشكلة". وفي وقت سابق اليوم، أجرى الملك محمد السادس، اتصالا هاتفيا مع ولد عبد العزيز، الرئيس الموريتاني، حيث أكد له "أن المغرب يعترف بالوحدة الترابية للجمهورية الإسلامية الموريتانية، وفقا لمقتضيات القانون الدولي"، حسب ما أورده بيان للديوان الملكي، الذي أشار إلى أن "قائدي البلدين عبرا عن عزمهما الحفاظ على هذه العلاقات من كل محاولة للمس بها، أيا كان مصدرها أو دوافعها". وترجع أزمة العلاقة بين البلدين، إلى تصريحات أدلى بها حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، خلال لقاء نظمته نقابة الاتحاد العام للشغالين بالرباط، وبالخصوص عندما قال إن "الانفصال الذي وقع عام 1959 خلق مشاكل للمغرب، ومن ذلك تأسيس دولة موريتانيا، رغم أن هذه الأراضي تبقى مغربية، وأن كل المؤرخين يؤكدون على ذلك"، مما دفع وزارة الخارجية، للتعبير عن "رفضها الشديد للتصريحات الخطيرة وغير المسؤولة"، الصادرة عن "شباط"، بخصوص حدود موريتانيا وإقليم الصحراء.