كم جميل أن نستنشق هواء الحرية بعيدا عن القضبان والقيود. خرج معتقلو قضية بلعيرج وآخرون في يوم مشهود بعد سنوات من السجن، كان يوم عرس للديمقراطية المغربية التي احتفت بأبنائها وسط المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان في فرحة عارمة اقتسمها المجلس وعلى رأسهم سي اليازمي وسي الصبار، الذين أكيد انهم استعادوا حلاوة النصر مع المفرج عنهم وذويهم . الخارجون من السجن بدوا في عنفوانهم السياسي والادبي دخلوا مظلومين وخرجوا وقد انصفهم العفو الملكي ورافعو لواء التغيير في البلد ،خرجوا بهمتهم واحتفى بهم وطنهم وابنائه الغيورين عن الحق. في نفس اليوم كانت المكتبة الوطنية تضج بالسياسيين والمثقفين والمناسبة تقديم كتاب الحبيب المالكي ونرجس الرغاي حول تجربة حكومة التناوب وشهدنا نقاشا راقيا صريحا ونقدا ذاتيا لتجربة قيل عنها ولايزال الكثير، كان حديثا بلاقيد والكتاب أيضا حمل الكثير من الحقائق بلا قيد ، أاثارني صباح الغد صور المفرج عنهم في الصحافة من المعتقلين على متن سيارات أنيقة ،وصلوا محيين الناس الذين التقوهم بابتهاج ولاحظت في الصورة التي نشرتها اخبار اليوم، كيف حافظوا داخل سيارات الحكومة على هدوئهم وانضباطهم، أعجبني التزامهم بوضع حزام السلامة المحكم على صدورهم التي كبست عليها قضبان السجن لمدة طويلة.التطلع للحرية يعني أيضا إلغاء كل قيد أو حاجز يمنع ولو معنويا نسيم الشعور بالتحرر من كل قيد، ومع ذلك التزموا بقانون مدونة السير وربطوا حزام السلامة جيدا . وهذا ليس بغريب عن المفرج عنهم فهم أ ناس منضبطين واعيين متتبعين لما يحدث حولهم ، وفي قراءة أخرى بنية مبيتة ، لعلهم لم يصدقوا أنفسهم بأن يتم الافراج عنهم وهم معززين مكرمين محمولين على سيارات فخمة، قد يكونوا اعتبروا الأمر مجرد فخ سياسي أو كمين، وقد يكونوا خمنوا بحيطة أن تقودهم السيارات إلى سجن آخر كما كان يحصل أيام سنوات الرصاص، لم يصدقوا انه الخلاص لكن الأمر لم يكن فخا بل حقيقة، لقد خرجوا إلى دائرة الضوء وأعلنت الدولة المغربية عن التصالح مع أبنائها. ما أجمل أن تعيش حرا طليقا بلا قيد. يومان بعد هذا لحدث التاريخي ركنت سيارتي بشارع محمد الخامس أي يوم 16 ابريل صباحا وعمدت لالة العجيبة للحصول على ورقة استخلاص حتى لا اقع في الفخ وادفع الثمن غاليا، واستغربت لكون الورقة المستخلصة تكاد تكون اخر ورقة في خزان الآلة، وقبل ان أضعها في واجهة السيارة سمعت رجلا يناديني" الالا لا داعي للورقة اخر دفع كان أمس مابقا صابو" ، كان خبرا جميلا وذهبت الى حالي سبيلي بحرية دون أن أحمل هاجس انقضاء الدرهمين اللذان ابتلعتهما الالة ،انه عهد جديد نتمناه للمغرب مغرب الحريات مغرب بلا قيود وبل أفخاخ . القيود للخارجين عن القانون والسفهاء والقاتلين الناس بغير حق ، عاشت الحرية وعاش الحق وعشنا آمنين سالمين من كل فخ مكيد ومن كل قيد آسر.اللهم قيودا نختارها بمحض إرادتنا لنحمي أنفسنا لاغير ، لن نختار بعد اليوم سوى أن نعيش أحرارا مسؤولين صادقين."باركا علينا غير قيود الحب".