يبدوا أن السياسي المحنك "دونالد ترامب" العائد إلى البيت الأبيض لولاية ثانية يعرف من أين تأكل الكتف، وأحيانا أجده أصبح الشبه المتخصص في الشأن العربي، فقط، وأجده في بعض الأحيان أن لديه طريقته الخاصة لإستنزاف جيوب العرب والمسلمين تحديدا، وجميع الدول الفقيرة، وهنا يمكن أن نقول إنه البلطجي "الحكار"، وإلا لما يتكلم مع رئيس كوريا الشمالية ، وقيصر روسيا، وتنين الصين، بأدب وإحترام وينتقي كلماته بعناية مدروسة خالية من لغة التطاول والأمر، أو كما يسميهم أشقائنا المصريين "فتوة الحارة"، ترامب يريد أن يكون فتوة العالم . بالرجوع لأحداث خاطفة أثناء ولايته الأولى لرئاسة البيت الأبيض، والتي كانت من 20 يناير 2017 إلى غاية 20 يناير 2021، ، أبرز الأحداث في تلك الفترة، أنه مرغ أنوف قادة ظلمت وتجبرت وطغت على شعوبها في التراب، والأدهى من ذلك على مسامعهم ومسامع من خلفوهم في أشهر القنوات التلفزية العالمية، وخير وسيلة يستعملها "ترامب" هي الهجوم..يباغت خصومه من ملوك ورؤساء الدول، ويفضحهم مستعملا قلة الإحترام، ويهددهم بفضح ما تجمعه وكالاتهم الاستخباراتية ( CIA ) عن طريق التكنولوجية الحديثة، والتي بطبيعة الحال تعتمد كلها على شبكات ومواقع الأنترنيت والهواتف الذكية التي خصصت للتجسس. وإلى عودة إنتخابه رئيس للولايات المتحدة من جديد ليتسلم مشعل قيادة البيت الأبيض 20 يناير 2025، بطريقة أعنف من السابق، "دخل سخون"، بدأ بالتوقيع على مجموعة من القرارات والتي طالب بسرعت تنفيذها، ومن بينها الخروج من المنظمة العالمية للصحة وتوقيف الدعم المالي نهائيا، وتوقيع الخروج المجلس العالمي لحقوق الإنسان للتنصل من المسؤولية الدولية وجمعيات حقوق الإنسان، والخروج من إتفاقية المناخ 2022 إلخ… بل وخلق نزاعات مع دول الجيران، من كندا التي أصبح يطالبها بالدخول تحت قيادة البيت الأبيض، واشنطن، على تكون الولاية رقم 51، والمكسيك التي قام بترحيل عدد كبير من مواطنيها المقيمين إقامة غير شرعية وقانونية، ومع كولومبيا كذلك، وهذه التصرفات سيكون لها من تبيعات إقتصادية تضر أمريكا في القليل من الأيام القادمة. الرجل لا يهدأ له بال طوال اليوم، وفي بعض الأحيان يتهيأ لك أن "ترامب" ينفذ فقط أجندة جاهزة من جهات تتحكم في بوصلة العالم من خلف الستار، فقط يعرض فقرات الأجندة على عدسات كاميرات القنوات التلفزية والمواقع الإخبارية فقط ليشعر ساكني العالم والكرة الأرضية بما سيكون وسيطبق لا غير. لأنه بالمنطق والعقل السليم، لا يمكن ومن غير المعقول والمقبول أن يوقع رئيس حكومة في العالم أزيد من 100 قرار، فقط في الفترة التي تولى فيها قيادة البلاد من 20 يناير 2025 ، إلى غاية يومنا هذا، مستحيل أن يتقبل عقل أي بشر سوي هذا الذي يقع . حيث إن الشهر الواحد لم يكتمل بعد، وهذا أكبر دليل على أن المذكرة جاهزة قبل ترشح ترامب، وأن الجهات المتحكمة في اللعبة العالمية، تعد كل شيء قبل إجراء الإنتخابات، وبالتالي الإنتخابات هي خديعة ومسرحيات فلكلورية أو شكيمة توضع على فاه الشعوب لإقناعها وإجبارها على تقبل الشخص الذي يتم تعيينه، بحجة الشرعية والأغلبية إلى غير ذلك. "دونالد ترامب" فقط ينفذ أجندة جاهزة وليس بالرجل الذكي أو القوي، وحتى الأثرياء و صانعي محتوىات الشبكات والمواقع الإلكترونية واصطفافهم جنبه ترامب ليس من محض الصدفة، أبقى أجدد أن هناك أيادي خفية تدير اللعبة من وراء الستار . كثيرون يعتقدون أن إسرائيل، أو الصهاينة هم من يديرون اللعبة، لكن جميع التقارير التاريخية تقول أن الكيان الإسرائيلي أو الصهيوني، مجرد مجموعة من لقطاء العالم لا دين لهم ولا مرجع ولا أصل إنقلبوا على رسلهم ، ولا عهد ولا ميثاق لهم . شردمة جمعتهم أمريكا ودعمتهم بعد الحرب العالمية وزرعتهم في خاصرة الشرق الأوسط ودول الغرب، تشعل بهم الحروب وتجني من ورائهم المال، أمريكا صانعة ما يسمى إسرائيل الوهمية، أمريكا من صنعة آلات بشرية تتاجر بها وفيها، لتبقى مسيطرة على العالم، وبطبيعة الحال التاريخ يؤكد القوة الوحيدة التي تبقى في العالم هي قوة الله تعالى، وحدها ولا شك في هذا . أستطيع أن أقول أن اللقاء الذي جرى في البيت الأبيض بين "دونالد ترامب" ورئيس جيش الاحتلال "بنيامين النت ياهو"، كان لقاء بزنس لا غير، ترامب الثعلب إستقبل نتنياهو بحفاوة وقال أنه محب لإسرائيل وسيزورها، وجر كرسي الجلوس لنتنياهو وأجلسه وظل يعانقه ويقول كل ما تشتهي نفس نتنياهو سماعه. بل وفي ملاحظة دقيقة، وضع ترامب ربطة العنق الزرقاء التي ترمز لخرقة إسرائيل، في المقابل نتنياهو وضع ربطة العنق الحمراء التي ترمز لعلم الولاياتالمتحدةالأمريكية، في رسالة واضحة مفادها أمريكا هي إسرائيل وإسرائيل هي أمريكا، وكان كل هذا الإستقبال والإطراء من أجل عقد صفقة بيع الأسلحة ب : 1.8 مليون دولار أمريكي، وبعد إتمام الصفقة سيجد ترامب مليون عذر، لأن هدفه هو استنزاف أموال إسرائيل وباقي دول العالم، لأن أمريكا تعيش وضع مالي خطير . وكان في هذا اللقاء حوارات وتغريدات وهرطقات لا يتقبلها العقل السليم، ومن أهمها أن "ترامب" طلب أن يخوض حربا بالوكالة عن إسرائيل، ويقوم بتهجير الفلسطينيين من أرضهم إلى أراضي دول مجاورة، ورسى العرض على مصر والأردن، وتحدثت شائعات لا أساس لها من الصحة عن المغرب، "الطماع يقضي عليه الكذاب"، إلا أن العالم كله يعلم صمود وإيمان الشعب الفلسطيني بقضيته العادلة والمشروعة في الدفاع عن أرضه المغتصبة من قبل الإحتلال الغاصب، والقرار معروف الشهادة فوق تراب فلسطين حتى أخر طفل في الكتيبة . تصريحات دونالد ترامب لم تلقى ترحيبا من قبل دول وقادة غربيون ، إلا أن العرب دسوا رؤوسهم في التراب ولم يتفوه واحد منهم بشفى كلمة، وجاء في أهم التصريحات من النصارى: وقالت: "أنالينا بيربوك"، وزيرة الخارجية الألمانية، غزة مثلها مثل الضفة الغربية والقدس الشرقية ملك للفلسطينيين، وطردهم سيكون غير مقبول ومخالف للقانون الدولي، وسيؤدي إلى ذلك إلى معاناة جديدة وكراهية جديدة . أما "كير ستارمر"، رئيس الوزراء البريطاني، يقول: نحن مع الفلسطينيين على المسار المؤدي إلى حل الدولتين، ويجب السماح للفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم وإعادة إعمار غزة من جديد، وكنا واضحين في اعتقادنا بأننا يجب أن نشهد وجود دولتين . وقال "خوسيه مانويل الباريس"، وزير الخارجيةالفرنسية، غزة هي أرض الفلسطينيين سكان غزة ويجب أن يبقوا فيها،غزة هي جزء من الدولة الفلسطينية المستقبلية التي تدعمها إسبانيا ويجب عليها التعايش بما يضمن ازدهار دولة إسرائيل وأمنها . وقال "هاكان فيدان"، وزير الخارجية التركي،تهجير الغزيين لا تقبله تركيا ولا دول المنطقة مقترح ترامب عبثي والخوض فيه لاطائلة منه، وأي خطة تجعل الفلسطينيين خارج المعادلة ستؤدي إلى مزيد من الصراع. وقال أيضا ثلين جيان"، الناطق بإسم وزارةالخارجية الصينية، بكين تأمل أن تعتبر كل الأطراف وقف إطلاق النار وإدارة القطاع بعد إنتهاء الصراع فرصة لإعادة التسوية السياسية للقضية الفلسطينية لمسارها الصحيح استنادا إلى حل الدولتين . ويرى " ديمتري بيسكوف" المتحدث بإسم القياصرة الكرملين، التسوية في الشرق الأوسط ممكنة فقط، على أساس حل الدولتين، ننطلق من حقيقة أن الدول العربية لا تقبل هذه الفكرة . وفي الأخير يقول الرئيس البرازيلي "لولا داسيلفا"، تعهد ترامب بالسيطرة على قطاع غزة غير منطقي ، أين سيعيش الفلسطينيون؟، هذا شيء لا يمكن لأي إنسان أن يفهمه، الفلسطينيون هم من يتعين عليهم التكفل بغزة . أغلب هذه التصريحات القوية والتي يمكن إعتبارها وسيلة للضغط على أمريكا لنيل شيء من الكعكة العربية، حيث إن الدول القوية ترى الدول العربية غنيمة، مجرد ضيعات مسيجة مصير شعوبها في يد حاكم تتحكم فيه، وبالتالي تضن أنها تولي حكاما على شعوب لا يستطيعون مجاراتها..، وهذا واقع لا يمكن أن ننكره، لأننا ابتعدنا عن ديننا وغيرتنا وعن عروبتنا، تنازلنا عن الأنفة والعزة مقابل الحصول على حفنات من الطحين والأرز، وتحول العقل العربي إلى كائن مستهلك خاضع لنظام الإمبريالية والنيوليبرالية، في آن واحد، أجساد تنهم أخرى تنتظر الفتات من علية القوم لتغنم بشيء من العظام عسى أن يكون فيه شيء من دسم الزيت أو مذاق ملح ، وربما يغنم بقشرة لحم نسيت على العظم . في خضم هذه الزوبعة التي لا شك وأنها سوف تفضي إلى الحرب العالمية الثالثة لا قدر الله، علما أن كل المؤشرات تقول هذا، بعدما وصل الظلم أبشع مستوياته على الأرض ، من قتل وسجن وتعذيب وترهيب للبشرية بصفة عامة، والإبادة التي تعرض لها الشعب الفلسطيني بصفة خاصة، وأمام الصمت الرهيب المطبق على رؤوس القادة العرب المسلمين، الذين وكأنما على رؤوسهم الطير ، يخرج من بيت فرعون أمريكا ، فرعون زمانه "دونالد ترامب"، رجل عضو في الكونجرس الأمريكي "أل جرين" ، ويقول : مازلت واقفا سيدي الرئيس "ترامب" ، وأقف اليوم سيدي الرئيس أمامكم برسالة موجهة إلى من يهمه الأمر، إلى من يهمه الأمر في التطهير العرقي في غزة ليس مزحة، خاصة عندما يصدر من رئيس الولاياتالمتحدة أي أقوى شخص في العالم، والذي يملك القدرة على انتقاء كلماته بعناية التطهير العرقي غزة ليس مزحة، وعلى رئيس وزراء إسرائيل أن يشعر بالخجل وهو يعرف تاريخ شعبه ويقصد "بنيامين نتنياهو" . أن يقف هناك ويسمح بقول مثل هذه الأمور، التطهير العرقي دائما كان جريمة ضد الإنسانية، وأنا أقف هنا اليوم في قاعة الكونجرس لأدين ما قيل، ولأدين كل ما قاله الرئيس، ولأدين تواطؤ رئيس الوزراء الإسرائيلي، وأذكر الناس بأن الدكتور "كينج مارتن لوثر" كان محقا حين قال: الظلم في أي مكان هو تهديد للعدالة في كل مكان في العالم ، الظلم في غزة تهديد للعالم وفي الولاياتالمتحدةالأمريكية . أنا أقف اليوم لأعلن أن حركة عزل الرئيس قد بدأت، أنا أقف لأعلن أنني سأقدم مواد العزل ضد الرئيس بسبب الأفعال اليائسة التي اقترحها، والأفعال اليائسة التي نفذها وأقف أيضا لأقول أن حركة العزل ستكون شعبية، ليس من الأعلى إلى الأسفل على الشعب أن يتحرك وعلى الشعب أن يطالب وعندما يطالب الشعب سيتحقق الأمر. لقد فعلت ذلك من قبل، وضعت الأساس للعزل وتم الأمر، ولا أحد يعرف ذلك أكثر مني أنا أعلم أن الوقت قد حان لنضع الأساس مرة أخرى في بعض القضايا من الأفضل أن تقف وحدك، على أن تقف لا تقف، وفي هذه القضية أقف وحدي لكني أقف مع العدالة . والغريب وليس بالغريب على "دونالد ترامب" التاجر في كل شيء، يدر الأموال، لا يهمه إلا المال ، أن يتملق للكيان الإسرائيلي، ويسعى لكسب ود الدول العربية والإسلامية، دون أن تنبث في وجهه قطرة دم، قال: من العيب أن نترك الغزاويون في تلك الأرض عيب إنها أرض مدمرة ولا تصلح للعيش، علينا نقلهم إلى دول أخرى، واستدرك وبعد الإعمار سوف يعودون إلى غزة. أتخيل أن ترامب يقوم بحكي أحجية للأطفال الصغار عند يناموا، وهو لا يعلم أن بنادق وقنابل والصواريخ الصنع المحلية في فلسطين لا تعرف النوم، وتقاتل وتقاتل إلى آخر رصاصة، ولا شك أن الضمير العربي سوف يحيى وتعود الأمة لنهضتها وعزها، وما تفرقها إلا بسبب أمريكا وحلفائها، لكن النصر قريب لا محالة .