صنف "مؤشر تنمية السفر والسياحة 2024" المغرب في المرتبة 82 من بين 119 اقتصادا، بحصوله على درجة 3.64. كما أشار التقرير إلى أن ترتيب المغرب تراجع بمقدار 12 مركزا مقارنة بالتصنيف السابق، مع انخفاض بنسبة 3.2% في الأداء. ويصدر تقرير مؤشر تنمية السفر والسياحة عن المنتدى الاقتصادي العالمي، والذي يتم إنتاجه منذ عام 2007. ويركز على تقييم أداء الدول في تطوير قطاع السفر والسياحة، مع مراعاة العوامل التي تسهم في نمو هذا القطاع بطريقة مستدامة ومرنة. كما يقدم تحليلا شاملاً لمجموعة من المؤشرات التي تتضمن البنية التحتية السياحية، والأداء البيئي، والطلب السياحي، والسياسات والإجراءات الحكومية الداعمة، إلى جانب العوامل الاقتصادية والاجتماعية التي تؤثر على هذا القطاع. ويضع هذا التصنيف المغرب في الجزء المتوسط إلى الأدنى من القائمة العالمية. وبالمقارنة مع بعض الدول الأخرى، مثل تنزانيا ( في المرتبة 81 بنقاط 3.65، قريبة جدًا من المغرب) وجامايكا (في المرتبة 84 بنقاط 3.59، مشابهة للمغرب)، يتضح أن البلد لديه أداء مماثل لبعض الدول النامية الأخرى، مما يشير إلى التحديات المشتركة في تطوير السياحة والبنية التحتية. وحقق المغرب درجة 4.15 في البيئة التمكينية، مما يعكس بيئة أعمال معتدلة تدعم الأنشطة التجارية والسياحية. ولتحسين هذا المؤشر، كما يوصي الخبراء، يمكن للمغرب التركيز على تقليل البيروقراطية وتبسيط الإجراءات التنظيمية لجذب المزيد من المستثمرين وتعزيز النشاط الاقتصادي. وحصل البلد على درجة 5.75 في مجال الأمن والسلامة، وهو مؤشر إيجابي يدل على أن المغرب يعد وجهة آمنة للسياح، وتعتبر هذه الدرجة مؤشرًا إيجابيًا لجذب المزيد من الزوار. بنما بدرجة 3.71 في مجال الصحة والنظافة، يواجه المغرب تحديات في هذا المجال، ولذلك فإن البلد في حاجة إلى تحسين الخدمات الصحية والنظافة العامة حتى يعزز رضا السياح ويزيد من جاذبية البلاد كوجهة سياحية. وعلى مستوى السوق العمالي والموارد البشرية، حقق المغرب درجة 3.10، مما يشير إلى وجود فجوات في تدريب العمالة والموارد البشرية المؤهلة في القطاع السياحي، ويعني ذلك أن الاستثمار في التعليم والتدريب يمكن أن يحسن هذا المؤشر بشكل كبير. حصل المغرب على درجة 4.41 في مؤشر الجاهزية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، مما يعكس جاهزية معتدلة للبنية التحتية التكنولوجية. تعزيز التحول الرقمي والابتكار يمكن أن يسهم في تحسين هذا المؤشر ودعم قطاع السياحة بشكل أفضل. وبدرجة 2.31 في الخدمات والبنية التحتية السياحية، يظهر أن هناك حاجة ملحة لتحسين هذا المؤشر، بما في تطوير الفنادق، والمطاعم، وخدمات الإرشاد السياحي التي يمكن أن تعزز من تجربة الزوار وترفع من هذا المؤشر. كما يشير التقرير إلى أن أن الموارد الطبيعية المتاحة للسياحة ليست مستغلة بشكل كامل في المغرب، حيث حضل على 2.20. وبينما يمتلك تراثًا المغرب ثقافيًا غنيًا، لكن هناك حاجة لتعزيز الأنشطة التجارية المرتبطة بالسياحة الثقافية، فقد حصل على 2.57 درجة، ما يعني أن البلد محتاج لتحسين الترويج للثقافة المغربية وتنظيم فعاليات ثقافية يمكنها أن ترفع من هذا المؤشر. عموما، يمتلك المغرب العديد من المقومات التي تجعله وجهة سياحية جذابة، ولكنه يواجه أيضا العديد من التحديات في مختلف المؤشرات الفرعية. ومن خلال الاستثمار في البنية التحتية، تحسين الخدمات، وتعزيز الاستدامة، يمكن للمغرب تحسين ترتيبه في مؤشر تطوير السياحة والسفر وجذب المزيد من السياح لتحقيق نمو اقتصادي مستدام.