تم عرض فيلم "جوق العميين" للمخرج المغربي محمد مفتكر، مساء أمس الأربعاء، في إطار المسابقة الرسمية لمهرجان خريبكة للسينما الافريقية في دورته الثامنة عشر. ويحكي الفيلم (110 دقيقة) سيرة عائلة متواضعة من رجال موسيقيين ونساء راقصات شعبيات (شيخات)، يشكلون جوقا شعبيا يحيي الأعراس والحفلات. هي قصة الحسين، قائد الجوق، الذي يعيش مع زوجته حليمة في منزل عائلة هذه الأخيرة، منزل يتخلله صخب كثير مصدره ألوان وإيقاعات الفرقة الموسيقية. يستمد "جوق العميين" تسميته من اضطرار أعضاء الفرقة، من الذكور، إلى تقمص دور العمي من حتى يمكنهم العمل في الأوساط العائلية المحافظة. ويشخص أدوار الفيلم يونس ميكري، إلياس جيهاني، منى فتو، فدوى طالب، ماجدولين الإدريسي، سليمة بنمومن، محمد بسطاوي، فهد بنشمسي، عبد الغني الصناك، محمد اللوز، سعاد النجار وعلية عمامرة، فضلا عن محمد الشوبي. يتوزع مسرح الأحداث بين الحسين (يونس ميكري)، العازف الذي عاش اليتم مبكرا، ويريد أن يصنع من ابنه محمد أو ميمو، رجلا ناضجا وناجحا، حليمة (منى فتو)، زوجته المحبة التي تعاني أحيانا من قساوته المرتبطة بتنشئته القاسية، الأخ، عبد الله (فهد بنشمسي)، الشاب المتعلم ذو الانتماء اليساري الماركسي الناقم على الأوضاع، والذي يشكل النموذج المثالي الذي يغري الطفل ميمو، مصطفى، رفيق الحسين في الفرقة (محمد بسطاوي) الذي يمارس الموسيقى سرا بالنظر الى إطاره الوظيفي. يذكر أن الفيلم الذي يتضمن عناصر من السيرة الذاتية للمخرج، فاز بعدة جوائز ويحقق نتائج جيدة على مستوى القاعات السينمائية الوطنية التي يتواصل عرضه بها منذ عدة أسابيع. تابع محمد مفتكر الذي يعد "جوق العميين" ثاني أفلامه الطويلة، دراسته بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء في شعبة الأدب الانجليزي قبل تلقي دروس في الاخراج وكتابة السيناريو، خصوصا بفرنسا. عمل لمدة خمس سنوات مساعدا لمخرجين مغاربة وأجانب، واستفاد من دورات تدريبية في فرنسا وألمانيا وتونس، قبل أن يخرج فيلمه القصير "نشيد الجنازة" الذي حاز العديد من الجوائز. وبفيلمه الطويل الأول "البراق"، توج مفتكر بالجائزة الكبرى في مهرجان واغادوغو للسينما الافريقية (فيسباكو) وبالجائزة الكبرى للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة (2010).