لم يمنع سوء الأحوال الجوية عشرات الشباب المغاربة من الإلقاء بأنفسهم في البحر، في محاولة للهجرة غير النظامية عن طريق السباحة نحو مدينة سبتةالمحتلة. وتشهد السواحل المغربية المحادية للثغر المحتل، في الآونة الأخيرة، نشاطا كبيرا من طرف شباب من أعمار مختلفة، ذكورا وإناثا، يحاولون تحقيق حلم الهجرة إلى أوروبا، عبر بوابة سبتة، وهو ما نقلته عدة مقاطع فيديو لصفحات "فيسبوكية" بالمنطقة. وأفادت وسائل إعلامية محلية بالمدينةالمحتلة، أن أزيد من 40 مهاجرا، جلهم مغاربة، تمكنوا صباح اليوم الثلاثاء من السباحة بنجاح نحو الثغر، وتجاوز كاسر الأمواج في "بنزو"، رغم الأمطار والرياح القوية والأمواج العاتية. وأضاف ذات المصدر أن من بين الأشخاص الذين دخلوا المدينة، قاصرون تقل أعمارهم عن 18 سنة، إضافة إلى أشخاص راشدين، خاطروا بحياتهم وسط العاصفة والظروف الجوية المضطربة التي تعرفها مدينة سبتة. وأكد المصدر نفسه تزايد حالات الهجرة سباحة في الآونة الأخيرة، وهو ما خلف وفيات في نهاية الأسبوع الماضي وقبلها، كما أن الأشخاص الذين تمكنوا من العبور تعرضوا لكدمات وإصابات بعد ارتطامهم بالصخور بسبب قوة الأمواج. ونبه مرصد الشمال لحقوق الإنسان قبل أسبوعين إلى ارتفاع محاولات هجرة القاصرين غير مصحوبين نحو شواطئ سبتةالمحتلة، رغم طول المسافة والتيارات البحرية الباردة والقوية، والتي تفاقم المخاطر بسبب الصخور، ما يعرض حياة المهاجرين للخطر. وأكد المرصد أن الهجرة غير نظامية للشباب المغاربة، بمن فيهم القاصرين، بدأت تعرف تزايدا ملفتا مع استمرار تدهور الوضعية الاقتصادية والاجتماعية وفقدان الأمل، وغياب شبه تام للمؤسسات الاجتماعية وعلى رأسها المدرسة.