تعود فكرة بناء معبر لربط القارتين الأوروبية والإفريقية إلى ثلاثينيات القرن الماضي. والآن بعد قرار الفيفا بإقامة بطولة كأس العالم 2030 في المغرب وإسبانيا والبرتغال يمكن أن تنبعث حياة حديدة لهذا المشروع، فهل يمكن بناء نفق نفق يحتوي على خط سكة حديد عالي السرعة في الوقت المناسب ليستخدمه مشجعو كرة القدم؟ حسب تساؤل موقع "رايل تيتش". ويبلغ طول مضيق جبل طارق، الذي يفصل أوروبا القارية عن شمال إفريقيا 14 كيلومترا فقط في أضيق نقطة، ويتراوح عمق المياه فيه بين 300 و900 متر. بينما يتضمن مشروع "الوصلة الثابتة لمضيق جبل طارق بين أوروبا وإفريقيا" إنشاء نفق تحت الماء يضم خط سكة حديد عالي السرعة يربط بين إسبانيا والمغرب. بعد العديد من الدراسات والتصميمات في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، أثيرت العديد من الأسئلة حول جدوى المشروع، لكنه فقد قوته في نهاية المطاف في عام 2009. وفي يونيو 2023، اتفقت وزيرة النقل الإسبانية، راكيل سانشيز، ونظيرها المغربي، وزير التجهيز والمياه، نزار بركة، على استئناف الدراسات الخاصة بخط السكك الحديدية. وكانت هذه هي المرة الأولى منذ 14 عاما التي تتم فيها مناقشة المشروع رسميًا على المستوى الحكومي. وفي الشهر نفسه، أكدت الجريدة الرسمية الإسبانية رسميًا تخصيص 2.3 مليون يورو من الأموال الأوروبية للجمعية الإسبانية للاتصالات الثابتة عبر مضيق جبل طارق (SECEGSA) لتحديث الدراسات المتعلقة بالمشروع، بهدف البدء في البناء حوالي عام 2030. وأفادت الجمعية الإسبانية أن الدراسات الحديثة تشير إلى إمكانية إنشاء رابط بين المغرب وإسبانيا عبر نفق، مما يسهل ربط القطار من الدارالبيضاء إلى مدريد. ومن المتوقع أن يستغرق الانتهاء من المشروع ما يصل إلى خمس سنوات. إذا كان هذا التقدير صحيحًا، فيجب أن يبدأ البناء بالفعل في غضون عام ونصف إذا كان سيتم الانتهاء من النفق قبل بدء كأس العالم. وتؤكد الجمعية الإسبانية أن الأبحاث المستمرة حول المبادرة جارية بشكل دوري وبالشراكة مع شركة إسبانية أخرى متخصصة في نفس المجال، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الإسبانية " الفارو دي سبتة". خطط الأنفاق تعود أصول مشروع الرابط الثابت عبر مضيق جبل طارق إلى الإعلان الإسباني المغربي المشترك المؤرخ في 16 يونيو 1979 في فاس، الصادر عن الملك الحسن الثاني ملك المغرب والملك خوان كارلوس الأول ملك إسبانيا. وفقًا لمصادر مختلفة، بما في ذلك المنشور الإسباني " لا رازون "، فإن خط السكك الحديدية المقترح سيمتد على مسافة 42 كيلومترًا. ويشمل ذلك نفقاً تحت الماء بطول 27.7 كيلومتراً، ونفقاً تحت الأرض بطول 11 كيلومتراً، بإجمالي 38.67 كيلومتراً. ويمتد المسار من بونتا بالوما في طريفة إلى بونتا مالاباتا في خليج طنجة، ويصل إلى أقصى عمق 300 متر مع حد أقصى للانحدار بنسبة 3 في المائة. ويبلغ قطر كل نفق أحادي المسار 7.9 مترًا، ويبلغ قطر معرض الخدمة 6 أمتار. وستربط الممرات المتقاطعة على مسافة 340 مترًا بين الأنفاق الثلاثة.