حذرت جمعية "صحة واحدة-المغرب"، من التهديد الصحي الذي ينطوي عليه سوء استخدام المضادات الحيوية، بسبب ما ينتج عنه من بكتيريا مقاومة للأدوية. وأكدت الجمعية في بلاغ بخصوص إطلاق حملتها التوعوية حول مقاومة مضادات الميكروبات، بشراكة مع منظمة الصحة العالمية، على ضرورة رفع مستوى الوعي لدى المغاربة بخصوص المخاطر المرتبطة بمقاومة مضادات الميكروبات، التي تسكل تحديًا عالميًا كبيرًا، له عواقب وخيمة على صحة الإنسان والحيوان والنبات والغذاء والبيئة. وأفاد البلاغ أنه وعلى الصعيد العالمي، تشير الإحصاءات المثيرة للقلق إلى أن 700 ألف حالة وفاة تعزى كل عام إلى حالات العدوى المقاومة للمضادات الحيوية، مع توقعات بوفاة 10 ملايين شخص بحلول عام 2050 في غياب التدابير الفعالة. وأبرز ذات المصدر أن المغرب بدوره ليس محصنا ضد هذا التهديد المتزايد لمقاومة مضادات الميكروبات، خاصة وأنه لا يمتلك منظومة وطنية فعالة لمراقبة مقاومة مضادات الميكروبات، حيث كشفت الدراسات التي أجريت في المراكز الاستشفائية الجامعية منذ عام 2004 عن زيادة كبيرة في معدلات المقاومة. وتؤكد الحملة التحسيسية التي أطلقتها جمعية "صحة واحدة-المغرب"، على ضرورة التعامل بحرص مع تناول المضادات الحيوية، لأن الإفراط وسوء استخدامها يؤدي إلى ظهور مقاومة المضادات الحيوية، حيث تتغير البكتيريا وتصبح بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية المستعملة لعلاج حالات العدوى التي تسببها. وتدعو الحملة إلى استعمال فقط المضادات الحيوية التي يصفها الطبيب، والحرص دوماً على أخذ الوصفة الطبية كاملة حتى إذا شعر المريض بتحسن، وعدم استخدام أبدأ المضادات الحيوية المتبقية، أو التشارك في تناول المضادات الحيوية مع الآخرين. وقالت رجاء العواد، رئيسة جمعية "صحة واحدة-المغرب"، وهي أيضا أخصائية مناعة في الأمراض المعدية والبحوث الطبية الحيوية والصحة العمومية، إنه "في مواجهة النمو السريع لمقاومة مضادات الميكروبات في المغرب، من واجبنا أن نتصرف بشكل استباقي. ونحن ملتزمون بتقديم الدعم الكامل لجهود المؤسسات الوطنية، ولا سيما وزارتي الصحة والفلاحة".