اعتمدت منظمة الصحة العالمية خطة الطوارئ، التي اقترحها المغرب وقطر وأفغانستان واليمن، لمعالجة الوضع الصحي الكارثي في غزة، هو أول قرار بشأن هذه الحرب يتم اعتماده "بالإجماع داخل منظومة الأممالمتحدة" منذ 7 أكتوبر. وأوضحت شبكة "سب بي سي نيوز" الكندية، أن هذا القرار يسعى إلى ضمان المرور دون عوائق للعاملين والإمدادات الطبية إلى غزة، ويطلب من منظمة الصحة العالمية توثيق العنف ضد العاملين في مجال الرعاية الصحية والمرضى، ويسعى إلى تأمين التمويل لإعادة بناء المستشفيات. وقال مدير منظمة الصحة العالمية يوم الأحد إنه سيكون من المستحيل تحسين الوضع الصحي "الكارثي" في غزة، حتى مع موافقة مجلس إدارتها على اقتراح طارئ من منظمة الصحة العالمية بالإجماع لتأمين المزيد من الوصول الطبي. وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس: "يجب أن أكون صريحا معكم: هذه المهام تكاد تكون مستحيلة في الظروف الحالية". ووصف المسؤولون الفلسطينيون أيضًا الوضع الصحي الكارثي في غزة، حيث ترك الهجوم الإسرائيلي معظم السكان بلا مأوى، مع القليل من الكهرباء والغذاء والمياه النظيفة، والنظام الطبي يواجه الانهيار. وقال غيبريسوس لمجلس الإدارة المكون من 34 عضوا في جنيف إن الاحتياجات الطبية في غزة ارتفعت وتزايد خطر الإصابة بالأمراض، ومع ذلك فقد تم تخفيض النظام الصحي إلى ثلث طاقته قبل الصراع. ووفقاً لهبة الطيبي، مدير منظمة كير الدولية في الضفة الغربيةوغزة، فإن المستشفيات في جنوبغزة هي بالفعل أقل تجهيزاً من تلك الموجودة في شمال غزة، وتتعامل الآن مع تدفق الجرحى من جميع أنحاء المنطقة. وقالت الطيبي لشبكة سي بي سي نيوز: "إنها مكتظة بالفعل، حيث يتم إجلاء العديد من الجرحى من الشمال، والإمدادات الطبية محدودة للغاية، حيث يجد الأطباء أنفسهم في مواقف يتعين عليهم فيها اختيار واختيار المرضى الذين يمكنهم مساعدتهم والذين لا يمكنهم مساعدتهم". وأضافت: "أكبر مخاوفنا هو عدم وقف إطلاق النار، وهذا يعني إجلاء المزيد من الأشخاص، والمزيد من النزوح، والأشخاص غير القادرين على الوصول إلى الغذاء والماء، والاستمرار في الشعور بالبرد". وقال الدكتور مصطفى البرغوثي، السياسي الفلسطيني الذي يرأس اتحاد لجان الإغاثة الطبية الفلسطينية الذي يضم 25 فريقا يعمل في غزة، إن "نصف سكان غزة الآن يتضورون جوعا". وأوضح أن 350 ألف شخص مصابون بالعدوى، بينهم 115 ألفا يعانون من التهابات الجهاز التنفسي الحادة، ويفتقر الآلاف إلى الملابس الدافئة والبطانيات والحماية من الأمطار. وقال إن الكثيرين يعانون من مشاكل في المعدة بسبب قلة المياه النظيفة وعدم وجود ما يكفي من الوقود لغليها، مما يهدد بتفشي الدوسنتاريا والتيفوئيد والكوليرا. وأضاف: "ومما يزيد الطين بلة أن لدينا 46 ألف جريح لا يمكن علاجهم بشكل صحيح لأن معظم المستشفيات لا تعمل". وتعرضت مستشفيات غزة للقصف، وتمت محاصرة بعضها أو مداهمتها كجزء من رد إسرائيل على هجمات حماس القاتلة في 7 أكتوبر. أما تلك التي تظل مفتوحة، فتواجه أعدادًا كبيرة من القتلى والجرحى الذين يصلون، وفي بعض الأحيان يتم تنفيذ الإجراءات دون استخدام التخدير. وتظهر قاعدة بيانات منظمة الصحة العالمية أنه كان هناك 449 هجوما على مرافق الرعاية الصحية في الأراضي الفلسطينية منذ 7 أكتوبر، دون تحديد اللوم. وقال غيبريسوس إنه سيكون من الصعب تلبية طلبات المجلس في ضوء الوضع الأمني على الأرض. وانتقدت إسرائيل قرار الأممالمتحدة وقالت إنه يركز بشكل غير متناسب على إسرائيل ولا يتناول ما تصفه باستخدام حماس للمدنيين كدروع بشرية.