حميد المهدوي كان يتحدث، خلال كلمة له ألقاها بمناسبة حضوره زفاف ابنة وزير التجهيز والنقل عزيز الرباح، عن أمور اجتماعية تتعلق بحياته الزوجية ويُعرب عن سعادته بلقاء الحاضرين، قبل أن ينتقل فجأة رأسا باتجاه الملك، ودون سياق يوجب ذلك الإنتقال، حين قال عبد الإله بنيكران، رئيس حكومة تصريف الأعمال: جلالة الملك ديالنا وفي نفس الوقت هو بحال الأب ديال الأسرة حنا كاملين بحال أولادو". وكان بنكيران قد أصدر قبل يومين، بشكل مُفاجئ، بيانا، مباشرة بعد أن أصدر صلاح الدين مزوار، رئيس حزب "التجمع الوطني للأحرار" بيانا مطولا أعرب فيه عن امتعاضه من اتهامه من قبل الصحافة بأنه يتلقى التعليمات من محيط القصر خلال مشاوراتها مع بنكيران، وحرص الأخير في بيانه على كون المشاورات مع مزوار تجري في جو ودي وبدون تدخل لأي جهات خارجية، في إشارة إلى محيط القصر الذي نفى بيان بنكيران وجود فتور في علاقاته به. يُشار إلى أن الأب في جميع الثقافات الإنسانية يسمو عن قتل أو طرد أبنائه من البيت إذا أخطئوا في حقه أو في حق محيطه بحكم ارتباطه العضوي والبيولوجي بهم، ولا يُعرف ما إذا كان لجوء بنكيران إلى تذكير المغاربة بأن الملك والدهم، خلال كلمته تلك دون مناسبة تذكر، بمثابة رسالة اعتذار مُشفرة عن خطأ تسريب معلومة إلى الصحافة وجب مسامحته عليها وعدم طرده من البيت الحكومي مادام الملك هو أبوه وهو ابنه. وحري بالإشارة أيضا إلى أن مصادر مطلعة تحدثت مؤخرا على أن بنيكران لم يتواصل مع الملك بشكل مباشر منذ مدة طويلة كما كان الأمر في بداية التجربة الحكومية، حين كان بنكيران ينقل للصحافة اتصالات الملك به بشكل مباشر، وذكرت نفس المصادر أن قناة الإتصال اليوم بين الملك وبنيكران هي الديوان الملكي عبر رفع المذكرات والرسائل إليه.