أعلن الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا أنه سيستأنف العمل اعتبارا من الاثنين في مكاتبه في برازيليا غداة تعرضها ومقر الكونغرس والمحكمة العليا لهجوم من جانب المئات من أنصار سلفه اليميني المتطرف جايير بولسونارو. وكتب الرئيس اليساري الذي تفقد المباني المخربة في برازيليا في وقت متأخر الأحد، في تغريدة، "يجري التعر ف على الانقلابيين الذين أقدموا على تخريب الممتلكات العامة في برازيليا، وسيحاسبون. غد ا (الاثنين) سنستأنف العمل في قصر بلانالتو. الديموقراطية دائما". بعد فوضى استمر ت ساعات، استعادت قوات الأمن السيطرة على المباني التي اقتحمها مئات المتظاهرين المناهضين للولا وأوقفت أكثر من مئت ي شخص، بحسب وزير العدل فلافيو دينو. وطوقت السلطات المنطقة. لكن مناصري بولسونارو الذين ارتدى معظمهم قميص المنتخب البرازيلي لكرة القدم الأصفر وهو رمز اتخذوه لأنفسهم، تمكنوا من تجاوز الطوق الأمني. وألحقوا أضرار ا جسيمة في المقار الثلاثة الضخمة التي ت عتبر تحف ا معمارية من الطراز الحديث وتزخر بالأعمال الفنية. وانتشرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي ت ظهر الخراب في مكاتب برلمانيين ومتظاهر ا يجلس على مقعد رئيس مجلس الشيوخ، في مشاهد تذك ر باقتحام مناصري الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب مبنى الكونغرس في واشنطن في يناير 2021. وأفادت قناة "سي إن إن" أن متظاهرين أضرموا النار ببساط في إحدى قاعات الكونغرس، وقد أغرق بالمياه لإخماد الحريق. وتحدثت نقابة صحافية عن مهاجمة خمسة صحافيين بينهم مصور لوكالة فرانس برس تعرض للضرب وسرقة كل معداته. وقال أحد المتظاهرين يدعى فكتور رودريغيس لوكالة فرانس برس، "نحن لا نعترف بهذه الحكومة لأنها غير قانونية". وأضاف "لن نتراجع، سنرحل من هنا لكننا سنعود". واستمر ترداد هتاف "تدخل عسكري" (لطرد لولا من الحكم)، من جانب الحشود التي بقيت واقفة في محيط الكونغرس لساعات طويلة رغم إطلاق قنابل الغاز المسي ل للدموع واستخدام الشرطة خراطيم المياه. أما بولسونارو، فهو انتقل إلى الولاياتالمتحدة قبل يومين من تنصيب لولا، رافضا تسليم الوشاح الرئاسي إلى خصمه الذي هزمه بفارق بسيط في الانتخابات الرئاسية في أكتوبر الماضي. وفي سلسلة تغريدات، دان بولسونارو "اقتحام ونهب مبان عامة" الأحد، لكنه رفض اتهامات لولا له بأنه هو من حرض على اقتحام مقار السلطة في برازيليا، معتبرا أن هذه الاتهامات "لا أساس لها". كما دافع بولسونارو عبر تويتر عن الحق في تنظيم "احتجاجات سلمية". ونأى عدد من حلفاء بولسونارو بأنفسهم عن هذا العنف، بمن فيهم فالديمار كوستا نيتو، رئيس حزب بولسونارو. وأعرب كوستا نيتو عن أسفه لهذا "اليوم الحزين للأمة البرازيلية". وقدم حاكم مقاطعة برازيليا الفدرالية، إيبانييس روشا، حليف بولسونارو، اعتذاراته للرئيس لولا في مقطع فيديو. ووصف المسؤولين عن نهب المباني العامة بأنهم "مخربون حقيقيون" و"إرهابيون حقيقيون". وقال "كنا نراقب كل هذه التحركات مع وزير (العدل) فلافيو دينو… لم نعتقد في أي وقت أن هذه التظاهرات ستتخذ أبعاد ا كهذه". وأثارت أعمال التخريب وابلا من ردود الفعل الدولية. فقد أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للولا أنه يمكنه "الاعتماد على دعم فرنسا الثابت". ووصف الرئيس الأميركي جو بايدن الأحد الهجوم الذي شنه مؤيدون لبولسونارو بأنه "شائن". وكتب وزير خارجيته أنتوني بلينكن على تويتر "استخدام العنف لمهاجمة المؤسسات الديموقراطية هو دوم ا أمر غير مقبول". وندد الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور بدوره ب"محاولة انقلاب المحافظين في البرازيل". وكان أنصار بولسونارو يتظاهرون أمام ثكنات عسكرية منذ هزيمة الرئيس اليميني المتطرف أمام لولا في 30 أكتوبر. وقد طالبوا بتدخل الجيش لمنع لولا من تولي السلطة للمرة الثالثة بعد 2003 و2010. كما أغلق بعضهم طرق ا رئيسية على مدى أكثر من أسبوع بعد الانتخابات.