شاءت الأقدار السياسية في تونس أن يكون ما حذر منه اليساري محمد البراهيمي، هو أحد ضحاياه عندما قال البراهيمي، على إحدى القنوات التونسية: "أتمنى أن نتخلى على أسلوب العنف كخيار لحسم الخلافات السياسية". ورجح البراهيمي، الذي لفظ أنفاسه، يوم الخميس 25 يوليوز، بعد تلقيه 11 رصاصة من مجهولين، أن تشهد تونس ما تشهده بعض البلدان العربية من عنف كسوريا والعراق إذا لم تحدث مصالحة حقيقية ويدبر الخلاف بنضج ومسؤولية. وأكد البراهمي على أن العنف لا وطن له ويدمر البلاد، داعيا الفرقاء السياسيين على تغليب مصلحة الوطن على مصلحة الاحزاب. ودعا البراهمي السياسة الرسمية إلى مراجعة موقفها وسن مصالحة بناء لا تنتصر لطرف على طرف. وكان البراهمي المعارض التونسي، عضو المجلس التأسيسي والأمين العام السابق لحركة الشعب، قد اغتيل صباح الخميس 25 يوليوز، وصرحت احدى بناته أن والدها اغتيل بأزيد من 11 رصاصة تم رميه بها من طرف شخطين يستقلان دراجة نارية، وهو نفس السيناريو الذي سبق وأن أغتيل بها شكري بلعيد.