قال نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب "التقدم والاشتراكية" إن ما تطمح إليه القوى الحية في المغرب هو قيادة حكومية وسياسية يستحقها المغاربة خاصة في هذه الأوضاع الصعبة. وأشار بنعبد الله في ندوة نظمها حزبه، اليوم الخميس، بشراكة مع جمعية "ضمير" حول الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية على ضوء التقلبات الدولية والسياسات الحكومية"، أنه لا يمكن الإنكار أن هناك أوضاع عالمية صعبة، ومخالفات لجائحة كورونا والحرب بين روسيا وأوكرانيا، وتقلبات في الأسواق الدولية. وأضاف " لكن في مواجهة هذه الأوضاع لا يمكن الاكتفاء بمقاربة تبريرية، وأن نستمع لأجوبة لا تشفي الغليل وتدل أننا وصلنا إلى وضعية تنقصها قيمة أساسية هي جسم سياسي قوي قادر على مواجهة التحديات". حكومة عاجزة وتابع " هذه الحكومة قالت عن نفسها إنها حكومة سياسية قوية لكنها مع الأسف غائبة عن الساحة وغير قادرة على التواصل والإقناع"، مضيفا " دائما كانو كيقولو نحن لن نتواصل بل سنشتغل، لكن مع الأسف لم نرى لا تواصل ولا عمل ولا حضور سياسي". وزاد " ما استمعنا إليه مؤخرا في البرلمان من خطاب وصل إلى أقصى ما يمكن الوصول إليه من المقاربة التبريرية دون الإعلان عن أي قرار ولو في الأفق". وأكد بنعبد الله أن الوضع في المغرب صعب، وهذا ما يحدث في دول أخرى لكن على الأقل هناك مجموعة من البلدان بحكومات سياسية قوية تتخذ قرارات ولها خطة للمواجهة، ووضعت إمكانيات ضخمة لحل الإشكاليات التي أفرزتها هذه الأزمات. تضارب للمصالح وشدد على أن المغرب بأمس الحاجة لرجة، لكن مع الأسف ما نعيشه هو حكومة تتوفر لها جميع الإمكانيات بدء من أغلبية مريحة، لكنها مع الأسف غارقة في خدمة مجموعة من الأوساط واللوبيات والمالية والاقتصادية، ولا تريد اتخاذ قرارات من شأنها الإضرار بهذه اللوبيات، خاصة أنها غارقة أيضا في تضارب المصالح. وأضاف " يجب أن نقول هذا بكل هدوء هذا الوضع لا يمكن أن يستمر، فشركات المواد النفطية تربح عشرات ملايير الدراهم من الأرباح دون أي تدخل أو أي قرار حكومي خاصة من الآلة الضريبية أو الرسوم المعتمدة، أو كما فعلت بعض الدول بالتقليل من الأرباح الخيالية للشركات كما فعلت فرنسا وإسبانيا ونحن نتفرج". وأبرز بنعبد الله أن الحكومة تتفرج على الأوضاع الصعبة للمغاربة وتسعى إلى تبريرها بمقاربة غريبة جدا، وكأن الحكومة غير موجودة عندما يقال لنا إنه من الطبيعي أن يرتفع ثمن الطماطم لأن هذا المنتوج يصدر. ولفت إلى أنه كيف يعقل أن الحكومة غير قادرة على تزويد السوق الداخلية بهذه المادة في حين أنها تصدر للخارج، مشيرا أن كل هذا يؤكد أننا أمام حكومة ضعيفة غير قادرة على اتخاذ القرارات السليمة. قرارات جريئة وانتقد بنعبد الله كيف أن الحكومة لا تناقش إعادة تشغيل لاسامير، مؤكدا أن جميع القوى الحية بما فيها حزبه نبهت مرارا وتكرارا لهذا الأمر. وشدد على أن ما يحتاجه المغاربة هو حكومة قادرة على مواجهة هذه الأوضاع، وعلى تغليب المصلحة الوطنية وليس مراعاة مجموعة من المصالح الفئوية، خاصة عندما يتعلق الأمر بالفئات المحظوظة التي استغلت هذه الوضعية لمدة سنوات. وأبرز أن ما يحتاجه المغرب هو قرارات جريئة تظهر لنا أيننا من النموذج التنموي الذي اقترح سابقا، والذي تشتغل الحكومة وكأنها غير معنية به، متسائلا أين هو شعار الدولة الاجتماعية الذي رفعته الحكومة بعد ستة أشهر على تعيينها؟.