يبدو مشهد شبيبة الحزب الحاكم اليوم عبثيا، المتابع لمؤتمر شبيبة العدالة و التنمية الخامس و الذي انتهى يوم أمس ببوزنيقة بانتخاب خالد البوقرعي خلفا لمصطفى بابا لا بد أن يشعر بالإستغراب من حدثتين هامين ولا يمكن المرور عليهما مرور الكرام. أولهما: تابعنا من خلال الصحافة و كما جاء في جريدة "أخبار اليوم" من خلال عنوان عريض أن شبيبة الحزب ترفع شعار الملكية البرلمانية، وهو ما يتعارض مع تصريحات قيادات البيجيدي التي ترى أن المغرب قد حقق إصلاحا دستوريا هاما ولا يطلب مزيدا من الإصلاح غير الخارج عن الإجماع الوطني الذي تجلى في الموافقة على دستور 2011 بنسبة 98,49%، ومن هنا فعلينا أن نتساءل عن هذا التناقض الغريب وهل هو مقصود خصوصا ونحن نعلم مدى التبعية التامة داخل التيارات الإسلامية لقرارت القيادة، فهل هو بداية انشقاق داخل الحزب الحاكم وانهيار مبدأ التراتبية الذي يميز معظم تيارات الإسلام السياسي بسبب كثرة الكبوات والإخفاقات إلي تعرضت لها الحكومة؟ أم أن الحزب يريد إخافة صقور المخزن الذين ينتظرون أي فرصة للانقضاض عليه والإطاحة به وبالتالي أعطى أوامره للشبيبة للصراخ و التأكيد على أن "البيجيدي لازال هنا"؟ الفرضية الثانية تبدو أقرب للواقع إذا اقتبسنا رأي الإعلامي "جواد غسال" و"المتعاطف و المدافع" عن الحكومة و هو شي لا يخفيه سواء في مقالاته أو ما يكتب على الفيسبوك حيث نشر على صفحته : "كان على شباب العدالة والتنمية أن يناضلوا لتحصيل الحق الكامل في اختيار قيادتهم، والحد من التعامل مع الشبيبة كمحضن "للقاصرين"، بالجنوح إلى الآلية الديمقراطية، عوض "الديمقراطية المركزية" وديمقراطية " الوصاية " التي تقبع تحتها الشبيبة، (كان على شباب العدالة والتنمية) أن يسعوا إلى تحصيل هذا الحق قبل السعي إلى النضال من أجل "ملكية برلمانية". أما الأمر الثاني و المثير للاستغراب فعلا هو أحد الشعارات التي رفعت داخل المؤتمر من طرف المؤتمرين و المتمثل في "الشعب يريد إسقاط موازين"، مرة أخرى يتعارض شباب الحزب مع شيوخه و قياداته بشكل عجيب فبنكيران الأمين العام يرى أن للمهرجان جمهوره أيضا و وجب احترامهم و بعض قيادات الحزب يتحدثون على أن المهرجان من أموال الخواص و حتى بسيمة الحقاوي التي كانت من أشد المعارضين للمهرجان أيام كانت في المعارضة قد صمتت اليوم حين أصبحت وزيرة، إذن فلماذا يا ترى هذا الاختلاف و إذا كانت شبيبة الحزب تختلف مع قياداتها فلماذا يا ترى ينعت من يعارضون الحكومة "بالمشوشين"؟ فهل سيخرج بنكيران على الصحافة العربية أو الغربية بما أنه يقاطع الصحافة الوطنية في سابقة من نوعها لم تحدث في أي بلد (يقاطع رئيس الحكومة صحافة بلده!) ليتحدث عن مشوشين مندسين داخل مؤتمر الشبيبة دسهم البام أو الأحرار والإتحاد الاشتراكي ربما؟ علينا في النهاية أن نختم بتساؤل ملح، ضد من يا ترى تصرخ و تتظاهر شبيبة الحزب؟ هل ضد الحكومة أم ضد المعارضة أم ضد الملك وحكومة الظل الذي يعترفون بوجودها في حين ينكر شيوخ الحزب هذا؟ والمتابع لما يحدث في المغرب من عبث بسبب عدم وضوح الوثيقة الدستورية لن يستغرب فقد سبق لشبية الببيجيدي أن تظاهرت ضد "المجهول" في طنجة في مشهد عجيب بعد أن منعت الداخلية الموجودة تحت إمرة رئيس الحكومة رئيس الحكومة من إلقاء خطاب في إحدى الساحات أيام الانتخابات الجزئية ليخرج عبد الله بوانو على قناة "الجزيرة" ويؤكد أن الأمر لن يمر مرور الكرام وهاهو قد مر وطويت الصفحة كما طويت صفحة سلخ النائب البرلماني المنتمي لنفس الحزب بالعاصمة الرباط. حنظلة