عرفت منطقة الريف، خلال الأسبوع الماضي عددا مهما من الحركات الإحتجاجية المختلفة بجماعات حضرية وقروية بالمنطقة. وكانت وراء هذه التحركات عدد من الجمعيات الحقوقية والتنموية والثقافية الأمازيغية وفروع للجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين وحركات شعبية أخرى، إحتجاجا على الأوضاع الإجتماعية التي تعيشها المنطقة وعلى سياسة التهميش التي تنهجها الحكومة إتجاه هذه المناطق . البداية من مدينة بني بوعياش، حيث تظاهر المئات من المواطنين تظامنا مع الشعبين المصري و التونسي الخميس الماضي في مسيرة نظمها فرع بني بوعياش، التابعة إقليميا للحسيمة، للجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين، ليتفاعل معها مواطنين من نفس الجماعة الحضرية وتنتقل من مسيرة تظامنية إلى مسيرة منددة بالحكومة و تطالب برحيلها و إيقاف الفريق العباسي من المناصب العليا في الدولة، وردد المتظاهرون شعارات ضد عباس الفاسي وحكومته. جماعة ثيفروين القروية، إقليمالحسيمة، هي الأخرى كانت في موعد مع مسيرة إحتجاجية أخرى الثلاثاء الماضي ضد الفساد و المحسوبية التي تعرفها الجماعة القروية المذكورة و إحتجاجا على التهميش الممنهج من طرف المسؤولين الإقليميين والوطنيين تجاه المنطقة، شارك فيها العشرات من المواطنين دون أي تنظيم جمعوي أو سياسي ونقابي، فقط بعض التنظيمات الشعبية بين المشاركين في المسيرة السلمية . مدينة العروي بإقليمالناظور، كانت على موعد آخر و شكل نضالي ضد الأمن، حيث تظاهر العشرات أمام مفوضية الأمن مطالبين بالتدخل لإيقاف بعض الإنتهازيين و المتفرعنين على سكان أحد الأحياء الراقية بالمدينة التي يرأس مجلسها الجماعي مصطفى المنصوري الرئيس السابق لمجلس النواب والأمين العام السابق أيضا لحزب التجمع الوطني للأحرار ، و ذكرت مصادر صحفية محلية نقل عن المشتكين أن الأمن يتغاضى في تعامله مع خارقين للقانون بالعروي و ينتهزون فرصة السكوت الشعبي للحصول على إمتيازات غريبة مع بعض الإنتهازيين الآخرين . الجماعة القروية أيت سعيد التابعة تربيا لعمالة إقليم الدريوش عرفت هي الأخرى أول شكل نضالي في تاريخها الحديث، حيث لم تعرف وقفة إحتجاجية منذ خمسينيات القرن الماضي، حيث شارك معطلون منها في تنسيق مع زملاء لهم من فروع للجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين وجمعيات تنموية و حقوقية أخرى في وقفة إحتجاجية أمام مبنى جماعة دار الكبداني للوقوف على تنديد شعبي ضد ما يسمى بإجتماعات لجنة تكافئ الفرص، التي إعتبرها المتظاهرون حسب مصادر صحفية تشويشا على حقوق ومتطلبات الساكنة في حق الشغل و العيش الكريم . وبإقليمالناظور تقوم جمعية أنوال للتنمية والتواصل بالمدينة للتعبئة للمشاركة بكثافة في مظاهرات 20 فبراير، وكانت الجمعية المذكورة قد توصلت بمنع من وزارة الداخلية في شخص باشا المدينة موقعة منه لوقفة سلمية كان من المزمع تنظيمها الجمعة الماضية ضد التهميش الذي تعرفه المنطقة إقتصاديا وثقافيا وإجتماعيا، إلا أن المنع لم يكبح إصرار أنوال وأعضاء مكتبها الإداري على المشاركة في مظاهرات 20 فبراير . الجماعة القروية لبوكيدارن التي عرفت منذ أسابيع ثورة أدخلتها في التاريخ الثوري الوطني، سجلت أيضا مسيرة شعبية نظمتها جمعية آيت يوسف وعلي لمتابعة أحداث بوكيدارن جابت مختلف شوارع المنطقة، حيث عبر المتظاهرون المشاركين من مختلف مناطق إقليمالحسيمة المتعاطفين مع الساكنة تظامنهم مع الشعبين التونسي والمصري، وعبرو عن تنديدهم بالتهميش الحكومي للمنطقة، وعبروا عن رفضهم في شعارات لهم للركوب السياسي لحزب الأصالة و المعاصرة على أحداث بوكيدارن الأخيرة، وطالبوا في الأخير بفك العزلة عن المنطقة و منح الجمعية المذكورة وصلها القانوني، وكذا دعم الفلاحين وإنشاء مركب تجاري بالمنطقة ومطالب إجتماعية بسيطة أخرى. --- تعليق الصورة: جانب من تظاهرة بإحدى مناطق الريف