شن المغرب، هجوما حادا على الاتحاد الأوروبي، متهما إياه ب"التسلط والغطرسة"، والدفاع عن "الاستعمار"، وذلك ردا على اتهامات وانتقادات أوروبية للرباط في ظل توترات متصاعدة مع إسبانيا، إحدى أعضاء الاتحاد. وفي أبريل الماضي، استدعت الخارجية المغربية السفير الإسباني ريكاردو دييز رودريغيز، احتجاجا على استقبال بلاده إبراهيم غالي، زعيم جبهة "البوليساريو" الانفصالية. وتحت عنوان "عندما يخرج الاتحاد الأوروبي عن جادة الطريق في الأزمة بين المغرب وإسبانيا"، قالت وكالة الأنباء المغربية الرسمية في قصاصة، إن "آلة الاتحاد الدبلوماسية باهتة التأثير على الساحة السياسية الدولية". وأضافت أن الاتحاد "زج نفسه في الأزمة القائمة بين مدريد والرباط، ليس للتنديد باستقبال مجرم حرب على التراب الأوروبي، ولكن للدفاع عن أوروبية الثغرين المغربيين المحتلين سبتة ومليلية". واتهم مارغاريتيس شيناس، نائب رئيسة المفوضية الأوروبية، الأربعاء، المغرب ب"ابتزاز" أوروبا عبر ملف الهجرة، قائلا في تصريح إذاعي، إن "سبتة هي أوروبا، إنها حدود أوروبية، وما يحدث هناك ليس مشكلة مدريد، بل مشكلة جميع الأوروبيين". والثلاثاء، استدعى المغرب سفيرته لدى مدريد كريمة بنيعيش، للتشاور، بعد أن استدعتها الخارجية الإسبانية، احتجاجا على تدفق آلاف المهاجرين من المغرب إلى سبتة. وردا على شيناس، قالت الوكالة المغربية: "إذا كان الأمر يتعلق بإثبات مخلفات الماضي الاستعماري الذي تواصل أوروبا الدفاع عنه، بينما نعيش في القرن ال21، فإن هذا التصريح المفاجئ يعكس شعورا مستترا بالكاد للتسلط والغطرسة الذي يظهره الاتحاد الأوروبي في سياسته الخارجية مع البلدان الأجنبية". ورأت الوكالة أن هذا الموقف يعكس "مدى هشاشة أوروبا وقصر نظرها، عندما يتعلق الأمر باتخاذ موقف بخصوص قضايا مهمة من قبيل الهجرة أو الأمن". وتابعت: "الأمس، كان ذلك مع تركيا وروسيا، واليوم جاء الدور على المغرب ليعاني من وقع إحباطات أوروبا منعدمة الكفاءة والفاقدة لمعالم الطريق". وأردفت: يحق للمجتمع الدولي التساؤل عن "سبب الترحيب بهذا المدان سيئ السمعة (غالي)، الذي صدرت بحقه مذكرة اعتقال أوروبية (في اتهامه بجرائم إرهاب وإبادة)، والذي يُستقبل كشخصية مهمة على التراب الأوروبي، بينما يتم التخلي عن آلاف اللاجئين الفارين من الفقر والمجاعة والحروب في عرض البحر (المتوسط)". ومستنكرة، تساءلت الوكالة المغربية: "كيف يمكن للاتحاد الأوروبي، المنغمس في حسابات سياسية ضئيلة، أن ينسى في جزء من الثانية جهود المغرب في تدبير أزمة الهجرة بروح من المسؤولية، الرصانة، والوفاء تجاه شركائه". ودعت أوروبا إلى الاعتراف بأنه "إذا كانت إشكالية الهجرة لا زالت قائمة منذ عدة سنوات مع مئات الموتى في المحصلة والكثير من الغرقى في عرض المتوسط، فإن ذلك يعزى أولا وقبل كل شيء إلى الإخفاقات المتتالية للاتحاد الأوروبي في إيجاد حلول شاملة، منسقة وقابلة للتطبيق مع بلدان المصدر والعبور (للمهاجرين)". ومضت قائلة: "لا يمكن لأوروبا إحاطة نفسها بسياج والرمي بجمرة ملتهبة إلى الدول الأجنبية.. يبدو أن فكرة أوروبا الحصن، المفضلة لدى أقصى اليمين المعادي للأجانب والعنصري، تجد صدى لها في بروكسل (عاصمة الاتحاد)". ورفضت الوكالة اتهام المسؤول الأوروبي للرباط ب"ابتزاز" أوروبا عبر ملف "الهجرة"، مشددة على أن المغرب "بلد ذو سيادة وليس دركيا (شرطيا) لأوروبا". فيما لم يصدر على الفور تعليق من الاتحاد الأوروبي على ما أوردته الوكالة المغربية.