قال وزير الصحة خالد آيت طالب، إن وزارة الصحة تجتهد لتنزيل ومواكبة مشروع تعميم التغطية الصحية، واصفا إياها بالثورة الاجتماعية الحقيقية التي أعطى الملك انطلاقتها. وأوضح آيت طالب في جلسة الأسئلة الشفوية الأسبوعية، بمجلس النواب، اليوم الاثنين، أن وزارة الصحة ستعمل بتعاون مع شركائها وبمساهمة كل المتدخلين، حتى يكون المشروع في الموعد المحدد رغم كل التحديات والإكراهات. ونوه الوزير بجهود كل المتدخلين إلى جانب قطاع الصحة، كالداخلية وقوات الأمن والدرك الملكي، والقوات المسلحة، والقوات المساعدة، والوقاية المدنية، ورجال الإعلام، الذين ساهموا جميعا في تدبير 3047 مركزا قارا للتلقيح، وأزيد من 10 آلاف وحدة متنقلة خصصت للتلقيح ضد الفيروس، وهو ما سمح بتلقيح إلى حدود يوم أمس الأحد، أزيد من 4 مليون و 23 ألف شخصا بالجرعة الأولى، وأزيد 4 مليون و 217 ألف بالجرعة الثانية. وأشار أن المغرب تصدر على المستوى القاري عدد المستفيدين من التلقيح، واحتل المرتبة العاشرة على الصعيد العالمي من بين الدول التي نجحت في تحدي التطعيم. وأبرز أن الرهان الذي لا زالت تسارع في سبيله بلادنا هو ضمان الحماية اللازمة للفئات الهشة على وجه الخصوص، والتحكم بعد ذلك في انتشار العدوى الوبائية عبر تمديد تدابير الطوارئ الصحية، وكان آخرها تعليق الرحلات الجوية مع البلدان التي تنتشر فيها السلالات المتحورة. وأكد أن هذه الجهود الصعبة والمكلفة قد أثمرت على تحسن المؤشرات الوبائية، لكن اكتشاف السلالات المتحورة دفع الوزارة إلى رفع درجات الحذر واليقظة، والدعوى إلى الصرامة في احترام الإجراءات الصحية لمواجهة التحول الفيروسي الحاصل، وفرض حظر التنقل الليلي على الصعيد الوطني خلال شهر رمضان، حماية للمكتسبات المحققة، واحترازا من تدهور الوضعية الوبائية. وشدد على أنه من المرتقب أن تنجح بلادنا في غضون أشهر في الحفاظ على صحة الأشخاص الذين يحملون عوامل الاختطار خاصة بالنسبة للفئة العمرية ما فوق 55 سنة، وتحقيق أهم أهداف الاستراتيجية الوطنية للتلقيح وهو القضاء على الحالات الخطيرة والوفيات، مرورا بالتحكم في الوباء وتحقيق المناعة الجماعية المنشودة. وأضاف " حتى في حالة نفاذ اللقاح أو حصول تأخر في التزود به فإن بلادنا ستكون قد نجحت بشكل كبير في التقليص من حالات الوفيات، والحالات الخطيرة في صفوف الفئات ذات الهشاشة الصحية، ونكون بالتالي في طريقنا للتحكم في الانتشار الوبائي، عبر تمديد الإجراءات الاحترازية والوقائية". وتابع " شجع الاستقرار الذي عرفته الحالة الوبائية ببلادنا على إنجاح عملية التلقيح، حيث سجل المنحنى الوبائي انخفاضا كبيرا وتقلص المعدل اليومي لحالات الوفاة". ولفت إلى أنه بالنسبة للتوقعات في الأيام الماضية بشأن الحالة الوبائية، فإن دينامية سير الوباء حاليا لا تمكننا من الاستشراف خاصة أننا أمام ظهور سلالات جديدة، كما يصعب التكهن بالإجراءات التي يجب اتخاذها مستقبلا في حالة اكتشاف المزيد من السلالات المتحورة، والتي ترفع من سرعة انتشار الفيروس. وأكد أن المغرب لم يصل بعد إلى المناعة الجماعية التي تسمح له بتخفيف الإجراءات المتخذة في هذه الفترة التي ينتظر فيها التوصل بإمدادات جديدة من اللقاح، وبالتالي لا يمكن للحكومة انتظار تدهور الوضعية الوبائية لتشديد الإجراءات وإلا سيكون تحركها متأخرا لتجنيب البلد موجة ثالثة من الفيروس. وأوضح أن هذه التطورات يجب أن تكون مشوبة بكثير من الحذر، خصوصا مع التصاعد النسبي الذي عرفه المنحنى الوبائي ببلانا في الأسابيع القليلة الماضية، بسبب التراخي الملاحظ في الالتزام بالتدابير الوقائية.