أمين عام الشبيبة الإسلامية: بنكيران في عنقه بيعة لتنظيم دولي كشف حسن بكير، الأمين العام لتنظيم "حركة الشبيبة المغربية"، الذي يعيش رموزه في المنفى منذ سبعينات القرن الماضي، عن وجود اتصالات سرية بينهم وبين قيادات حزب "العدالة والتنمية" الذي يرأس الحكومة، وقال إن تلك الاتصالات بدأت قبيل اندلاع الثورة الليبية التي أطاحت بالعقيد معمر القدافي، وكانت عبارة عن "إيمايل" يطلب من رئيس ومؤسس الحركة الذي كان يوجد منفيا في ليبيا عدم مغاذرتها ويطمئنونه على سلامته. وأضاف بكير في حوار مكتوب مع موقع "لكم. كوم" أجري معه من مقر منفاه بهولندا عبر "الإيميل" أن الاتصالات تكثفت بعد علم رفاق بنكيران بأن مطيع هاجر إلى بريطانيا، ونصحوه بالذهاب إلأى المدينةالمنورة وقضاء بقية عمره فيها. من جهة أخرى أكد بكير الإتصالات الأخيرة التي نفى بنكيران حصولها بينه وبين مطيع أثناء زيارة بنكيران للسعودية لآداء العمرة. وكشف بكير أن رفاق بنكيران، الذين خرجوا من جبة الشبيبة الإسلامية، أرسلوا عدة رسائل مبطنة ومحذرة لمطيع ليلتزم الصمت، مفادها حسب قوله: "اعلم أن حكومة بنكيران هي أصلح حكومة للمغرب، والبديل عنها لن يكون إلا حرية الملك في مواصلة فساده وإفساده، وحرية الأحزاب في نشر الكفر والعصيان، وعليك أن تلتزم الصمت ولا تعد لانتقاد حكومتنا في المغرب، وأن تعلم أن قضيتك وقضية المنفيين معك في يد بنكيران وحكومتنا في المغرب، وأنها لن تحل مطلقا إذا ما واصلت نقدك". إلى ذلك انتقد بكير آداء حكومة بنكيران وقال إنها "حكومة تنظيم دولي استعان به الخطيب من أجل ضرب الشبيبة الإسلامية وإقصاء قيادتها التاريخية من الساحة السياسية المغربية بالنفي والسجن والتصفية"، وأضاف بكير: "بنكيران في عنقه بيعة لهذا التنظيم وهو يأتمر بأمره، ولذلك نحن لا نستطيع المغامرة بتقييم هذه الحكومة إلى أن يثبت لدينا حقا ولاؤها للوطن وحده"، على حد تعبيره. وفيما يلي نص الحوار: على إثر الرسالة الموجهة من الشيخ عبد الكريم مطيع إلى عبد الإله بنكيران، صدر تكذيب من هذا الأخير ينفي فيه أي اتصال له مع مطيع، فما هي قصة رسالة مطيع؟ أولا الشيخ مطيع لم يرسل أي رسالة إلى بنكيران، ولكنه أرسل رسالته إلى الوسيط السعودي في الرياض، بعد أن تجاوز هذا الوسيط حدود اللياقة في مخاطبة الشيخ، مما قد نشرناه في بياننا على موقع الشبيبة. أما تكذيبه الاتصال المباشر بالشيخ فهو حق، ولكنه لم يكذب تكليفه الوسطاء بتبليغ رسائله، وقد قيد نفيه باستغراقه في أداء مناسك العمرة، ومناسكها لا تستغرق إلا بضع ساعات، ولكنه كلف الوسطاء بما كلف بعد انتقاله إلى الرياض عقب العمرة. وكل القصة أن الشيخ خرج من ليبيا قبل اندلاع الثورة التي أطاحت بالقذافي، فلم يحضر لا الإعداد لها ولا اندلاعها. ويبدو أن بنكيران وإخوانه في الخارج كانوا يجهلون مكان وجود الشيخ ويظنون أنه محاصر في ليبيا، فاتصلوا بنا أولا بواسطة "إيميل" على موقع الشبيبة، يطلبون أن نربط لهم الاتصال بالشيخ، ولما تم ذلك واعتقدوا أنه ما زال في ليبيا اتصلوا به هاتفيا، وطلبوا منه البقاء فيها، وزعموا أنهم سيوصون إخوانهم هناك برعايته وخدمته إذا ما عرفوا عنوانه، وأن المغرب في ظروفه الحالية لا يصلح لعودته. ثم لما أعلن عن وجود الشيخ في لندن، اتصلوا به تلفونيا مرة أخرى، متوترة أعصابهم، وعاتبوه على اللجوء إلى بريطانيا، لأن جوها لا يناسبه صحيا، ودينيا حسب زعمهم، ثم عرضوا عليه أن يأخذ جوازه المغربي ويستقر في المدينةالمنورة يقضي فيها آخر عمره. ولكنه بين مسايرة لهم أن الجواز المغربي أمر سيادي يخص أصحاب الأمر في المغرب، وليس لهم القدرة على استصداره، وكذلك الاستقرار في المدينةالمنورة أمر سيادي للمملكة السعودية ولا يملكونه. ثم اتصلوا به أخرى وهم في غاية التوتر وقالوا : اعلم أن حكومة بنكيران هي أصلح حكومة للمغرب، والبديل عنها لن يكون إلا حرية الملك في مواصلة فساده وإفساده، وحرية الأحزاب في نشر الكفر والعصيان، وعليك أن تلتزم الصمت ولا تعد لانتقاد حكومتنا في المغرب، وأن تعلم أن قضيتك وقضية المنفيين معك في يد بنكيران وحكومتنا في المغرب، وأنها لن تحل مطلقا إذا ما واصلت نقدك. فكان جواب الشيخ : أنا أولا لم أتكلم بعد في قضية حكومتكم، وأنا ثانيا أعتقد أن أمري ليس بيد أحد من خلق الله بل هو بيد الله تعالى يصرفه كيف يشاء. إلا أن الغريب في الأمر هو تحسسهم الشديد لخروج الشيخ من ليبيا، ولجوئه إلا بريطانيا، مع أنه لم يسبق أن انتقد حكومتهم أو تكلم عنها. ومحاولتهم التحكم فيه مع أنهم تآمروا عليه منذ زمان، عندما كان في المغرب وبلغوا للملك كذبا وبهتانا أنه انقلابي، مع ما تعني هذه التهمة من خلفيات وما تنتج من عواقب، وهو ما كان خلف توريطه ظلما في متابعات جنائية أبعدته عن وطنه منذ ما يقرب من أربعة عقود، وخلف التشدد الملكي في معالجة ملف عودته. ولا أحتاج إلى التذكير بحوار الرميد مع التجديد بتاريخ 14- 2- 2008 الذي ألصق فيه تهمة الانقلابية صراحة بالشيخ مطيع وقال عنه حرفيا:( في اعتقادي أن الرجل كان لديه منهج انقلابي)، وهي إخبارية لها مفعولها بأثر رجعي ومستقبلي. رسالة الشيخ إلى الوسيط السعودي تحدثت عن تفاصيل دقيقة، فهل جرى فعلا اتصال بين الشيخ مطيع وبنكيران ؟ وهل كان هذا الاتصال مباشرا أم عبر وسيط ومن هو هذا الوسيط؟ وألا تعتقد بأن هناك جهة ما دخلت على الخط للتشويش على علاقة الرجلين؟ الاتصال كان فقط مع الوسيط في الرياض، والتفاصيل ذكرتها في جواب سؤالك السابق، أما التشويش على كل ما يصدر عنا وتحريفه، فقد ألفناه، لاسيما بعد أن أسس بنكيران جهازه الدعائي بواسطة الخلفي، على نهج ما أسس عليه هتلر وزارة الدعاية وعلى رأسها سيئ الذكر جوزيف غوبلز. الرسالة تحدثت عن تهديدات من بنكيران لمطيع وأسرته، فما صحة هذه التهديدات وما هي طبيعتها؟ كل ما هنالك أن الوسيط سألنا عن الذي يستطيع التأثير في الشيخ زوجته أو أحد أبنائه، وهو إن قرئ سياسيا تهديد مبطن، كما سبق أن هدده إدريس البصري بواسطة مبعوثه إليه في ليبيا بقوله نحن لا نريد إلحاق الأذى بأبنائك ونحن نعرف أنهم يدرسون في فرنسا، كما أن ادعاءه أن القضية بيده فقط يعد تهديدا أيضا، مع أن ما تبع ذلك مباشرة من حملة صحفية شرسة مزورة للحقائق للنيل من الشيخ والحركة، يعد بداية لتنفيذ تهديداته. هل جرى اتصال بينكم وبين حزب العدالة والتنمية، بعد وصول هذا الأخير إلى رئاسة الحكومة، وعلى أي مستوى و ماهي طبيعة المواضيع التي تناولها الاتصال؟ هناك رسائل وصلتنا من بنكيران ولكن عن طريق وسطاء من التنظيم الدولي الذي هو عضو فيه، إلا أنها كانت تفتقر إلى حكمة الوسيط وموضوعية خطابه وسلامة نواياه وخلو ما يعرضه من المكر والخديعة، فلم نرد عليها مطلقا، وإنما رد الشيخ على الوسيط يعاتبه على ما بدر منه. بعد خروج رموز الحركة من ليبيا بعد سقوط نظام الرئيس الليبي المقتول، هل جرى اتصال بينكم وبين المسؤولين المغاربة، وما طبيعة هذه الاتصالات وعلى أي مستوى وفي أي بلد جرت؟. كان اتصالنا فقط بالأخ إدريس اليزمي، الذي كتب إلينا رسالة رسمية تؤكد أن منفيي الشبيبة الإسلامية كلهم وبدون استثناء بما فيهم الشيخ مطيع يشملهم عفو 1994، وأن منظمته بصدد تفعيل هذا العفو، وإعلان ذلك رسميا والتمهيد للعودة، إلا أن الرميد وزير العدل دخل على الخط فجأة وأعلن ما أعلن في البرلمان في تمثيلية مكشوفة مع بعض برلمانيي حزبه، من أجل عرقلة العودة وتفخيخها. الحركة وزعيمها، كان لهما تقييم إيجابي لوصول الإسلاميين في المغرب إلى الحكومة، كيف تقيمون اليوم آداءهم في الحكومة بعد مرور أكثر من عشرة أشهر على رآستهم لها؟ حكومة بنكيران ليست حكومة مغربية بالمعنى الوطني الصرف للولاء السياسي أقول هذا مع الاعتذار للدستور المغربي ولأطراف الائتلاف الحزبي المشارك في الحكومة، حكومة بنكيران حكومة تنظيم دولي استعان به الخطيب من أجل ضرب الشبيبة الإسلامية وإقصاء قيادتها التاريخية من الساحة السياسية المغربية بالنفي والسجن والتصفية، وبنكيران في عنقه بيعة لهذا التنظيم وهو يأتمر بأمره، ولذلك نحن لا نستطيع المغامرة بتقييم هذه الحكومة إلى أن يثبت لدينا حقا ولاؤها للوطن وحده. كما لا نستطيع أن نحسب على التيار الإسلامي المغربي بجميع فصائله ما يرتكبه هذا الحزب في عمله الحكومي من نزق وطيش ومصادرة للحريات، وقمع للمتضررين والمحتجين واضطهاد لطلاب الحرية والعدالة والدمقراطية والمساواة، ناهيك عن مخالفاتهم الشرعية المعلنة على الهواء مباشرة، وما نشر عن بعضهم من ممارسات مشينة لم يستطع أصحابها إثبات براءتهم منها أمام القضاء لحد الآن. أما عن موقف الشيخ مطيع فقد كانت له قبل الانتخابات نصيحة صوتية موجهة لجميع فصائل التيار الإسلامي دون أن يسمي فصيلا بعينه بترشيح الرجل الصالح للمسؤولية، وبالمشاركة المكثفة في الانتخابات لاختيار الصالحين من المرشحين كيفما كان انتماؤهم السياسي، فكان أن جَيَّر حزب العدالة والتنمية هذه الدعوة لصالحه، فاستفاد منها وحده عندما قاطعت جميع الفصائل الإسلامية الأخرى الانتخابات ولم ترشح لها أحدا. هناك اليوم من يقول إن حركة الشبيبة الإسلامية المغربية انتهت، ولم يعد يوجد منها سوى رموزها المنفيون في أوروبا، ولا قاعدة لها في المغرب، فما ردك على مثل هذا الرأي، ما ذا تمثل الشبية الإسلامية اليوم؟ ما يفند هذه المقولة هو اهتمام الصحافة الوطنية والعالمية والمنظمات السياسية والحقوقية في الداخل والخارج بحركتنا، كما يفندها أن حركتنا الإسلامية المغربية وشبيبها تمثلان وجودا لا شك فيه في مجال تجديد الفكر الإسلامي الحديث وفي جميع ميادين التفسير القرآني والاجتهاد الفقهي والفقه السياسي الإسلامي تأسيسا وتشريعا وتسييرا، والفكر الإسلامي الفلسفي عامة، كما يفند هذه المقولة أيضا استمرار منعنا من النشاط القانوني ومنع طباعة كتب الشيخ مطيع ومؤلفات أعضاء حركتنا في المغرب، بل حتى دخولها مطبوعة إلى المغرب محظور، مما يكذب أسطورة حرية التعبير التي يتشدق بها. كما أن اعتبارالدولة حركتنا أخطر حتى من جبهة بوليزاريو يعد شهادة بقوة وجودها في الساحة، ناهيك عن الهلع الذي أصيب به خصومها وفي مقدمتهم حزب العدالة والتنمية والهجوم الصحفي التي تشنه الصحف الموالية له علينا بمجرد سماعهم لجوء الشيخ مطيع إلى بريطانيا، وتحرره من الإقامة الإجبارية التي كانت مفروضة عليه باتفاق بين القدافي وملك المغرب وخروجه من البؤرة الليبية. على أن قيمنا الدينية تمنعنا من الرياء والمباهاة بالقوة أو الكثرة، لاسيما والصالحون في كل أمة بالمقياس الديني قليل، ولم يصف القرآن الكريم بالكثرة إلا الذين لا يؤمنون والذين لا يعلمون والذين لا يشكرون، والذين يكفرون والذين يُضلون، كما في قوله تعالى:{ وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ}. كيف تموقع اليوم الحركة داخل التيارات الإسلامية المغربية، وما هو موقفها من السلطة في المغرب ومن باقي الفاعلين خاصة التيارات اليسارية والعلمانية؟ نحن نعتبر حركتنا معارضة تلتمس الوسائل الديمقراطية السلمية لتحقيق أهدافها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، في إطار العقيدة الإسلامية وأحكامها، أما موقعنا في وطننا فرهن بإعطائنا حقوقنا كاملة كباقي مكونات الساحة السياسية بدون إقصاء أو تهميش، أما علاقتنا بمختلف التيارات اليسارية والعلمانية فتتكيف بما تعاملنا به هذه التيارات، حذو الرجل بالرجل، من قبلنا في الساحة قبلناه، ومن حاول إقصاءنا عليه أن يعلم أننا لسنا الغرباء عن شعبنا المسلم. وأن التعايش السلمي والمواطنة الكريمة والحوار الهادئ الموضوعي والمباشر كفيل بحل جميع الإشكالات بين تيارات الأمة واستتباب الأمن والتعاون بينها من أجل مصلحة الوطن. كيف تقيمون بصفة عامة الوضع السياسي في المغرب، وماهي قراءتكم المستقبلية لما يجري في المغرب على ضوء المتغيرات التي تشهدها المنطقة والعالم؟ الوضع السياسي لا يبشر بخير أبدا، فإن أراد الله خيرا بالوطن قيض له من شبابه من ينقذه، وإن أراد به شرا سلط عليه من يخربه، ومهما كانت الأوضاع سيئة فإن صمام الأمان ألا يتدخل الأجنبي في أمر خلافاتنا ومشاكلنا، وأن تتسع قلوبنا لبعضنا، وأن نقيم العدل بيننا، ونحن نخشى حقا من أن يؤول الأمر عندنا إلى ما آل إليه أمر ليبيا وسوريا واليمن وغيره من بلاد المسلمين. متى تتوقع عودتكم إلى المغرب، وفي يد من توجد اليوم تأشيرة عودتكم؟ وسطاء بنكيران في السعودية يهددوننا بأن التأشيرة في يده وأيديهم، ولن يسمح بها ما لم نكف عن إبداء رأينا في قضايا أمتنا، مع العلم بأننا حتى هذه الساعة لم نبد رأيا فيما يخافون من ذكره، وبنكيران يقول للمتعاطفين معنا إن الأمر بيد الملك وأجهزته الأمنية كي يبرئ ساحته من التآمر علينا، ونحن نقول:{ بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا}.