قالت وكالة الأنباء الدولية المتخصصة في الإقتصاد "بلومبيرغ"، إن المغرب يُعول هذه السنة، على استيراد كمية قياسية من القمح تصل إلى 5.8 مليون طن وهوَ ما يُعادل 53 مليون قنطار. ويأتي قرار المغرب استيراد ما يعادل نصف إنتاجه من القمح في المواسم الجيدة، بسبب موسم الجفاف وشح الأمطار الذي لم تشهد البلاد مثيل له منذ عام 2016 ، بالإضافة إلى الإرتفاع على الطلب في ظل ظرفية الحجر الصحي التي رفعت الاستهلاك.
وقالت الوكالة الدولية إنَّ المغرب اتخذ خطوة فعلية غير عادية من خلال إقرار إعفاء ضرائب الاستيراد حتى نهاية عام 2020، وتزامن ذلك مع قيام مستوردين من القطاع الخاص بمضاعفة مخزونات القمح إلى ستة أشهر من احتياجات الطحن إلى متم أكتوبر. وذكر المصدر ذاته، أنَّ وزارة الزراعة الأمريكية أكدت نهاية الأسبوع الماضي أنَّ المغرب قامَ بتخزين نهاية الشهر الماضي كمية من القمح اللين تُعادل قيمة خمسة أشهر، وكمية تعادل أربعة أشهر من القمح الصلب. ووفقًا لشبكة معلومات السوق الزراعية المتوسطية، فإنَّ شح الأمطار في المغرب كانَ شديدًا، وهي موجة من الجفاف شبيهة بتلك التي حصلت عام 2006، واثرت على موسم الحصاد بشكل قوي. وتبعًا لذلك، أفادت وكالة "بلومبيرغ" أنَّ أزمة الجفاف الممتدة ستجعل من منطقة شمال إفريقيا برمتها، أكبر مشتر للقمح نتيجة موسم الحصاد السيئ الذي لم يُعرف له مثيل منذ أربعة عقود. وتسببت الأمطار الشحيحة إلى منتصف أبريل في تقليل توقعات المحاصيل في المغرب خلال العام الجاري، كما تضررت المحاصيل في الدول المجاورة أيضًا، وتوقعت وزارة الزراعة الأمريكية أن المحصول المحلي الباهت قد يعزز مشتريات القمح في المنطقة بنسبة 7.4 في المائة بمستوى قياسي بلغ 29.7 مليون طن في العام بدءًا من يوليوز. وهذا من شأنه أن يضاعف الطلب في منطقة الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا للمرة الأولى منذ ثلاثة مواسم. في حين أن عطاءات الحبوب كانت بطيئة حتى الآن ، إلا أن عمليات الشراء ترتفع غالبًا بعد انتهاء موسم الحصاد المحلي وجمع الموردين عبر البحر الأسود وأوروبا للمحاصيل. وقالت مونيكا توثوفا، الخبيرة الاقتصادية في منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، إنَّ مشتريات المستهلكين من المواد الغذائية الأساسية مثل المعكرونة والدقيق والكسكس قد ارتفعت مع بدء الحجر الصحي، ولمحت إلى أن تكون هناك دول حرصت على إعادة التخزين". وكانَ المغرب استورد عام 2019 من الولاياتالمتحدةالأمريكية 5.2 ملايين طن من القمح، في إطار الحصص التفضيلية لاتفاقية التبادل الحر المبرم بين البلدين. ويستورد المغرب سنويًا ما بين 60 و75 مليون قنطار من الحبوب من الخارج، تكون النسبة الكبيرة للقمح اللين والصلب ثم الشعير والذرة.