حذرت المندوبية السامية للتخطيط، في دراسة مقارنة لوضعية جائحة كوفيد- 19 بالمغرب، من خطورة الرفع غير المدروس للحجر الصحي في المغرب. وأوضحت الدراسة التي صدرت أمس الأربعاء 27 ماي، أن المغرب يصنف ضمن البلدان الأقل تأثرا بالجائحة، نسبيا، في هذه المرحلة، أي إلى حدود 22 ماي، والتي لا تزال في بحث عن السيطرة على انتشار الوباء، حيث أن معدل عدد التكاثر (R0) أقل من 1 ، وتطور انتشاره على مدى الأيام العشرة الأخيرة يقدر ب 1.4 ٪ وهو في انخفاض مستمر.
وقسَّمت الدراسة البلدان المقارنة، إلى 4 مجموعات إبتداء من البلدان التي عرفت أكبر عدد من الإصابات والتي لم تتمكن إلى حد الآن من التحكم في تطور الوباء، والمجموعة الثانية والتي تتكون من البلدان التي عرفت أكبر عدد من الإصابات بالوباء والتي تمكنت من التحكم بشكل جيد في انتشاره، أما المجموعة الثالثة فتضم البلدان التي شهدت إصابات قليلة نسبيا والتي لم تتمكن بعد من التحكم بشكل كلي في انتشار الوباء، وفي المجموعة الأخيرة، البلدان التي تمكنت من السيطرة على الوباء و/أو التي عرفت تأثيرا محدودا للجائحة. المغرب على خط تماس حسب هذه الدراسة ، فإن المغرب يصنف في المجموعة 3، أي من بين البلدان نسبيا الأقل تأثيرا بالجائحة في هذه المرحلة والتي لا تزال في بحث عن السيطرة على انتشار الوباء، ومع ذلك ، تقول الدراسة إن “المغرب يتميز بوضعية أفضل من بين البلدان في مجموعته كما أنه الأقرب إلى التصنيف ضمن المجموعة الرابعة (G4) التي تضم، للتذكير، البلدان المتأثرة قليلا بالوباء والتي تتجه نحو القضاء عليه. وسجلت الدراسة المقارنة بخصوص الحالة الوبائية في المغرب، ظهور بعض الزيادات المقلقة لمنحنى الحالات اليومية الجديدة، كما أن منحنى عدد الإصابات التراكمي لا يزال تصاعديا، مع وجود بعض الإشارات التي تدل على بداية التسطيح . وأشارت الدراسة إلى أن الأرقام بالمغرب في انخفاض مستمر، إذا أُخذ بعين الاعتبار الحالات النشيطة أي صافي حالات الشفاء والوفاة. مرحلة رفع الحجر الصحي وبالنسبة لمرحلة الرفع الصحي، قالت الدراسة المقارنة إن بلدان المجموعة الرابعة التي ينتمي إليها المغرب، تبنت بشكل عام الحجر الصحي المبكر والصارم، الأمر الذي مكنها من الاقتراب من السيطرة على انتشار الوباء. وقد قامت هذه البلدان كاليونان (انظر الرسم البياني المعاكس) أو ماليزيا، برفع الحجر الصحي بطريقة تدريجية مع بداية شهر ماي على الرغم من بعض الارتفاع الذي سجلته أعداد الإصابات الجديدة وذلك لكون المنحنى يتجه بالأساس نحو الانخفاض. ولاحظت الدراسة أن وضعية ما بعد رفع الحجر الصحي تستمر في الاتجاه نفسه كما كان من قبل، أي نحو الاختفاء التدريجي للوباء على الرغم من بعض الزيادات التي تعرفها أعداد الإصابات الجديدة التي تبقى طفيفة في هذه المرحلة. وقالت الدراسة إن احتمال موجة ثانية للوباء يظل غير مستبعد بشكل كلي (في حالة ارتخاء قواعد الحماية الذاتية على سبيل المثال)، فقد وصلت هذه البلدان إلى وضعية لم يعد فيها تأثير كبير لأي ارتداد محتمل للوباء. المغرب ورفع الحجر الصحي وبخصوص وضع المغرب الأقرب إلى التصنيف ضمن المجموعة الرابعة التي تضم البلدان المتأثرة قليلا بالوباء والتي تتجه نحو القضاء عليه. قالت الدراسة إن منحنى الحالات اليومية الجديدة يسجل زيادات مقلقة، كما أن منحنى عدد الإصابات التراكمي مازال في اتجاه تصاعدي مع وجود بعض الإشارات التي تدل على بداية التسطيح وعلى الخصوص لم يعد يتبع اتجاها متسارعا، أما الحالات النشيطة (أي صافي حالات الشفاء والوفاة) ، فإن الأرقام في انخفاض مستمر. وخلصت الدراسة إلى أن وضعية المغرب، وبعد كل الجهود المكثفة المبذولة من أجل احتواء الوباء، توجد على “خط التماس تقريبا مع منطقة النجاح والالتحاق، بالتالي، بالمجموعة الرابعة التي تضم الدول التي تمكنت من السيطرة على الوباء، خاصة إذا ما تواصل، كما نأمل في ذلك، المنحى التنازلي لعدد التكاثر المسجل حاليا”. وقالت الدراسة إن تعزيز إجراءات اليقظة وتكثيف التحاليل المخبرية الجارية حاليا، من شأنها أن “تجعل رفع الحجر الصحي بالمغرب، بما تمليه ضرورات اقتصادية واجتماعية واضحة، في الطريق لأن يكون عملية متحكما فيها”. وشملت الدراسة المقارنة كل من إسبانيا وإيطاليا وفرنسا وألماني، وماليزيا وبولونيا والسويد والدانمارك، والمملكة المتحدة والولايات المتحدةالأمريكية والبرازيل والهند وإيران، إضافة إلى دول بالقارة الافريقية، كنيجيريا ومصر وجنوب إفريقيا والمغرب.