السيد وزير العدل، تحية احترام وتقدير وبعد: مساء يوم الجمعة 8 يونيو 2012 خرجت من قاعة gérard philipe التابعة للمعهد الفرنسي بعد الاستمتاع بعرض مسرحي ينشر غسيل الوطن دولة ومجتمعا على ركح الجمال الذي يديره جواد و ادريس ومن معهما. التقيت بصديقين قرب محطة الرباطالمدينة، فتكفل أحدهما مشكورا بإيصالي على متن سيارته الى باب منزلي، في الطريق اكتشفنا أن سيارة رمادية من نوع "ضاسيا" تقتفي أثارنا زنقة بزنقة وخطوة بخطوة يساعدها في ذلك رجل بسترة سوداء يمتطي دراجة سوداء من نوع سكوتر ويحمل هاتفا نقالا يبدو أنه يسهل عليه إيصال المعلومات إلى "الضاسيا" متى غبنا عن الأنظار. طلبت من صديقي الذي كان يقود السيارة التجوال قليلا بين شوارع العاصمة حتى نتأكد إن كنا مراقبين ومتابعين في تحركاتنا فعلا، أم أن الأمر لا يعدو وسواسا قهريا نعيشه شبيه بذاك الذي عاشه الممثل الأمريكي Russell Crowe في فيلمه الرائع A Beautiful Mind والذي يحكي فيه قصة واقعية عن حياة John Nash الحاصل على جائزة نوبل في الاقتصاد والذي عاش انفصاما في الشخصية توهم من خلاله أنه متابع من طرف الكاجيبي و وكالة الاستخبارات الأمريكية على حد سواء. للأسف السيد الوزير، المطاردة كانت حقيقية وهي أقرب إلى وقائع فيلم ألماني يحمل عنوان "حياة الآخرين" أيام كانت استخبارات ألمانياالشرقية (شتازي) تعد حركات وسكنات المعارضين. ابتدعت حيلة لتسجيل ترقيم السيارة (1 أ 66537) التي كانت تطفئ أضوائها في كل زقاق فارغ من السيارات وتتوقف على بعد عشرات الأمتار متى توقفنا لقضاء حاجة من حوائج الدنيا. بعد ذلك توجهت إلى مقر مداومة الشرطة الموجود بمقر ولاية أمن الرباط وكذلك السيارة التي يمتطيها ثلاثة رجال غلاظ شداد والتي لم تجد حرجا في التوقف على بعد أمتار من مقر المداومة. سردت قصتي على ضابط الأمن الموجود وطلبت منه التأكد بنفسه من صحة روايتي. طلب مني الضابط الانتظار إلى أن يأتي رجل أمن بزي رسمي ويصطحبنا جميعا وهو ما امتثلت له بأدب جم. بعد ربع ساعة تقريبا اصطحبت رجلي الأمن إلى حيث سيارة "الضاسيا" مركونة، ولما تبقى لنا عشر أمتار للوصول غادرت السيارة في طمأنينة أمام أعين رجال الأمن عبر الزقاق الذي يوجد به الباب الرئيسي لولاية الأمن. المهم سيدي الوزير، دونت شكاية ضد أصحاب السيارة بعد تمكين رجال الأمن من رقمها في محضر رقمه هو التالي 29/918 فأخبرني الساهرون على الشأن الأمني بعاصمة المملكة أن السيارة مسجلة في اسم أربعة أشخاص أخرهم امرأة ولم يزيدوا على ذلك معلومة أي معلومة أخرى. اليوم أكاتبك السيد الوزير وأنا الذي اشتركت معك المنصة في القاعات وعدد من البرامج في الفضائيات موضوعها المغرب المنشود، لكي أضعك أمام مسؤولياتك المكتوبة في الفصل 110 من دستور المملكة الذي اعتبره حزبك وثيقة تاريخية تنقل المغرب من حال الى حال، حيث يقول الفصل " يجب على قضاة النيابة العامة تطبيق القانون٬ ويتعين عليهم الالتزام بالتعليمات الكتابية القانونية الصادرة عن السلطة التي يتبعون لها" وبما أنك السلطة الوصية فإني أنتظر منك أن تفتح تحقيقا عاجلا في الموضوع حتى أستطيع أن أجد أجوبة للأسئلة التالية: من هم هؤلاء المتربصون؟ ولأية جهة يعملون؟ ومن وراء مراقبتهم/مطاردتهم ماذا يبتغون؟ السيد الوزير، أخشى أن أساق غدا إلى السجن بتهمة سكري علني أو تغرير بقاصر أو تجارة مخدرات أو التعاون مع جهات أجنبية أو تنظيم سري أو أن تقرأ في الصحف أن فلانا تعرض لحادث مؤسف وأن الجريمة سجلت ضد مجهول.. السيد وزير العدل، أخشى أن تقف غدا في البرلمان لتقول لنواب الأمة أن فلانا ليس محصنا من أي متابعة قضائية أو أي عقوبة حبسية نافذة أوأن حادثة مؤسفة لا تعدو أن تكون قضاء وقدر. لكل هذه الأسباب أقول لك السيد وزير العدل مارس صلاحياتك وافتح تحقيقا ضد سيارة "ضاسيا" تجوب شوارع العاصمة و تهدد الحريات وتضع حدا لمغرب قد يسترجع الى قاموسه "صبح ما بات".