شلت حركة النقل الحضري بمدينة فاس، صباح اليوم الثلاثاء 15 ماي، على إثر الإضراب الذي خاضه عمال ومستخدمو الوكالة المستقلة للنقل الحضري بدعوة من نقابة الإتحاد العام للشغالين بالمغرب التي يتزعمها حميد شباط عمدة المدينة، وهي النقابة الوحيدة التي تسيطر بشكل كلي على الوكالة. واستعانت السلطات المحلية بحافلات وسيارات كبيرة لنقل المواطنين من الأحياء الشعبية، تفاديا لوقوع احتجاجات بهذه الأحياء المعروفة بكثافتها السكانية الكبيرة والتي تعتمد على حافلات وكالة النقل الحضري أثناء التنقل داخل المدينة. ويأتي هذا الإضراب على بعد أسبوع من الحكم الذي أصدرته المحكمة الابتدائية بفاس في حق نوفل شباط الإبن الأكبر لحميد شباط، والقاضي بإدانته بثلاث سنوات سجنا نافذا وغرامة مالية قدرها 10 آلاف درهم، بتهمة الاتجار في المخدرات الصلبة "الكوكايين"، حيث استعمل شباط سلاح النقابة لمواجهة هذا الحكم، حيث عقد ندوة صحفية بالمقر الإقليمي لنقابته حضرها أعضاء من المكتب التنفيذي. واعتبر بعض المتتبعون للشأن المحلي بمدينة فاس، أن هذا الإضراب هو بمثابة رسالة وجهها شباط "لمن يهمهم الأمر"، خاصة بعد مهاجمته للعديد من المسؤولين ذكرهم بالاسم، اتهمهم بالتورط في الحكم على ابنه نوفل بالسجن النافذ. ويعتبر هذا الإضراب الذي دعا له شباط، أول إضراب يواجهه والي الجهة الجديد محمد الدردوري الذي عينه الملك مؤخرا خلفا لمحمد غرابي الذي عُين على رأس مديرية الشؤون الداخلية بوزارة الداخلية. وفي نفس السياق، أصدر المكتب التنفيذي للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، بيانا عبر من خلاله عن إدانته للحكم الصادر في حق نوفل شباط إبن زعيم النقابة، وطالب المكتب التنفيذي بفتح تحقيق حول الجهات التي تقف وراء هذا الحكم الذي اعتبره "مجانب للصواب"، كما دعا بيان نقابة شباط من أسماهم " الذين فبركوا أو شاركوا في فبركة هذا الفصل المسرحي"، أن يتراجعوا عن غيهم. ويشار إلى أن مدينة فاس، عاشت يوم السبت الماضي حالة استنفار قصوى بعد هجوم مجموعة مسلحة تتكون من أزيد من 30 شخصا على فندق مصنف يتواجد بوسط المدينة، حيث عمدت العصابة إلى اقتحام الملهى الليلي وبهو وأجنحة الفندق، وقاموا بالاعتداء على حراس الفندق باستعمال سيوف كبيرة، وهو ما خلف حالة من الرعب في صفوف نزلاء الفندق الذين كان بينهم سياح إسرائيليون.