عندما تعرضت أمينة الفيلالي للاغتصاب وانتحرت قامت الدنيا وأقيمت الندوات والوقفات الاحتجاجية ، وعندما تعرضت فاطمة معلمة ومربية أجيال للضرب والجرح المفضيان لعاهة مستديمة تكلم الكثيرون بحياء واحتشام .. غضبت الأسرة التعليمية لكن لم نسمع عن ذهاب نقابات لمقابلة السيد وزير التعليم، والاحتجاج أمامه والقول بان ما حصل لفاطمة منكر، وأن ضرب النساء ينبذهالشرع والدستور المغربي وكل القوانين ، وأنه يجب أن يصدر تعليماته بأن يتم إعادة النظر في عملية انتشار الأساتذة والمعلمين ، وأن يأمر باتخاذ اجرائات زجرية في حق كل من يتعرض لنساء التعليم خاصة اللواتي يشتغلن في مناطق نائية بعيدة عن الأهل والأصدقاء. وما يؤلم في قضية فاطمة أن زملاءها في التعليم نشروا اسمها ورقم هاتفها وحسابها من أجل تقديم الدعم لها ومساندتها ماديا حتى تجري عملية ؟ أليس القضية مكيفة بحادثة شغل ؟ ثم كيف يعقل أن نطلب إحسانا لمربية أجيال دون أن نخجل من أنفسنا ؟ أليست لدينا وزارة تسمى وزارة التربية الوطنية والتعليم ؟هل تعجز وزارتنا عن تقديم هذه الخدمة لهذه المعلمة.. .تخيلوا معي لو فعلها الوفا لوقف الجميع إجلالا له لأن ما سيفعله سيجعل نساء ورجال التعليم يحسون بأنهم في الأزمات لا يحتاجون إلى المحسنين وأن لهم وزيرا ووزارة تقيهم تقلبات الأيام، أم سنظل نستجدي المحسنين ونطلب منهم أن يتدخلوا دائما لأنه في زمننا هذا لافرق أن تكون عاطلا أو موظفا إذا أصابتك نائبة من نوائب الدهر..و"عول على راسك". الضامن هو الله عندما ترى الناس الطيبين حولك، تستغرب و تتساءل هل بالفعل لازال بيننا أناس من الزمن الجميل؟ يفعلون الخير في صمت ، يساعدون في صمت، لا يقيمون بهرجة، ولا يصرخون نحن هنا .. قليل من يعرفهم .. أمثال هؤلاء الناس موجودون بيننا ، يحملون شمعة ينيرون بها طريق أشخاص لا تربطهم بهم أية صلة ، ويغيرون مسار حياتهم ، لكن المضحك في الأمر بل المبكي فيه أن هناك محسنين يقدمون مساعدات خيرية لكن يكتشفون فيما بعد أن مساعداتهم لم تصل إلى أصحابها ..مؤخرا اكتشفت معدة برنامج خيري ، أن طلب المساعدة الذي كانت تنقله عبر الهواء من أجل إجراء عملية لمريض محتاج .................... ، أن بعض الأطباء لا يمنحون شهادة تكلفة العملية إلا بعد أن يعدهم المريض بأنه سيجريها عندهم ، كما أن هناك بعض الأشخاص ليسوا مرضى وبتواطؤون مع بعض الأطباء الذين لا ذمة لهم يحصلون على شواهد تؤكد على أنهم يحتاجون إلى إجراء عمليات باهظة الثمن.. لقد اكتشفت صاحبة البرنامج بأن سماسرة النصب على المحسنين لهم أشكال متعددة، لهذا بات الاحتياط منهم واجب باعتبار أنهم يقفون عقبة في طريق تقديم خدمات و مساعدات للمستضعفين، لكن السؤال الكبير كيف يمكن تقديم مساعدة للمحتاجين؟ وكيف نضمن أن تصل إليهم ؟ في زمن أصبح الطمع والغنى السريع هو هم الكثيرين ..ومتى نسترجع ثقة المحسنين؟ ونثبت لهم أن أموالهم ستصل لمن يستحقها. من منا يستطيع أن يضمن لهم ذلك؟وبما أننا كلنا نعرف "البير وغطاه" سنقول لكل محسن الضامن هو الله وما عليكم إلا أن تستمروا في تقديم العون لمن يحتاجه وتفضحوا من يقف في وجه من يسرق ضمادات الجرحى..