</ تحول نقاش حول الجدوى من مشروع القطار فائق السرعة(تي جي في) الذي سيربط بين طنجة والدار البيضاء، إلى مشادة كلامية بين الوزير الإسلامي عبد العزيز رباح ومنظمي الندوة، عندما انتفض الوزير بسبب منشور كان يوزع داخل قاعة الندوة هو عبارة عن مقال سبق أن نشر بموقع "ميديا بارك" الفرنسي، يتحدث عن المشروع على اعتباره أنه مجرد هدية من المسؤولين المغاربة إلى نظرائهم الفرنسيين لجبر خاطرهم بعد أن خسروا صفقة طائرات عسكرية لصالح شركة أمريكية منافسة. واعتبر رباح الذي يرأس حقيبة التجهيز والنقل مضمون المقال الذي تم توزيعه على الحاضرين بأنه يتضمن "سبا" في حق المسؤولين المغاربة مما اضطره إلى الانسحاب من الندوة. ووصف الرباح الذي خرج غاضبا من قاعة اللقاء توزيع مثل هذا المقال ورسومات مرافقة له تبين المقابل من المدارس والمستشفيات والمعامل التي يمكن أن تنجز بنفس الكلفة الباهضة التي يتطلبها استثمار القطار الفائق السرعة بأنه تصرف "يهين البلاد والحكومة ومن يسيرون السكك الحديدية"، قبل أن يهدد منتقديه بالقول "راهم كيعرفوني كيفاش داير انا!". وكان يحضر نفس اللقاء ربيع الخليع المدير العام للسكك الحديدية، الذي انسحب هو الآخر من اللقاء مباشرة بعد انسحاب وزيره. يذكر أن حزب "العدالة والتنمية" كان من بين أكثر المنتقدين لمشروع القطار فائق السرعة، وسبق لاثنين من وزرائه الحاليين أن انتقدا المشروع عندما كان الحزب في المعارضة، وهما لحسن الداودي وزير التعليم، ونجيب بوليف وزير الشؤون العامة والحكامة (انظر الفيديو تحت). وكان الحزب عندما كان يوجد في المعارضة يعتبر أن المشروع ليس من الأولويات، وأن تمويله كان يفترض أن ينفق على مشاريع اجتماعية، لكنه عندما تولى الحكومة، أصبح وزرائه من أكثر المدافعين عن هذا المشروع المثير للجدل. وكرد فعل على منتقدي المشروع قرر رباح تنظيم "قافلة وطنية" يشرح فيها الجدوى الاقتصادية من هذا المشروع للرأي العام المغربي. وكان الملك محمد السادس، قد أعطى في سبتمبر الماضي من العام الماضي برفقة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، انطلاقة أشغال مشروع القطار فائق السرعة، الذي يتوقع إنجازه بتكلفة إجمالية تبلغ 23 مليار درهم، على أن يكون جاهزا لنقل المسافرين في نهاية عام 2015. وتفيد توقعات السكك الحديدية أن يستقل 8 ملايين مسافر سنويا القطارات فائقة السرعة، مقابل مليونين حاليا، حيث ستتقلص مدة الرحلة إلى ساعتين و10 دقائق بدلا من 4 ساعات و45 دقيقة حاليا.