انسحب كل من عبد العزيز رباح، وزير التجهيز والنقل، ومحمد ربيع الخليع، المدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية، من المناظرة التي كان من المفترض أن تجمعهما، زوال أول أمس الخميس في الرباط، بائتلاف الجمعيات المناهضة لمشروع القطار فائق السرعة. وجاء هذا الانسحاب عقب اطّلاع كل من وزير التجهيز والنقل والمدير العام للمكتب الوطني للسكك الحقيقية على وثيقة في شكل مقال كان ضمن محتويات الملف الصحافي للمناظرة، تصف مشروع القطار فائق السرعة ب«السرقة»، حسب ما ورد في الوثيقة. وفي حين نفى ائتلاف «أوقفوا القطار فائق السرعة» توزيعه المقال المثير للجدل، خرج وزير التجهيز والنقل غاضبا من القاعة، واصفا ما جاء في المقال ب«السب والإهانة غير المقبولين»، داعيا مدير المكتب الوطني للسكك الحديدية إلى مغادرة النشاط. وعقب مغادرته القاعة المحتضنة للنشاط، صرّح وزير التجهيز والنقل بأن «اللقاء جاء بعدما قررتُ، كوزير، أن أحضر للاستماع إلى المجتمع المدني حول ما يقوله في المشاريع الكبرى للبلاد، لأن الدستور ينص على دور المجتمع المدني، وجئنا لسماع آراء الجميع، ونحن مستعدون للدفاع عن آرائنا بكل قوة، لكنْ لسنا مستعدين لتقبل أي إهانة للبلاد والحكومة ومسيري المكتب الوطني للسكك الحديدية وقرارات البلاد». وأعلن رباح، في التصريح ذاته، عن «تنظيم قافلة لشرح مشروع القطار فائق السرعة للمغاربة وتقديم براهين قوية حول الجدوى والأهمية الكبيرة لهذا المشروع المهيكل». من جهته، اعتبر ربيع الخليع، المدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية، أنه «بعدما اتفقنا مع الجمعيات على أساس أرضية للحوار فيها احترام متبادل دون أن تكون هناك أحكام قيمة بقدْر ما يكون هناك حوار وفق معطيات، وبالتالي احترام الآخر دون التشكيك، لأن النية هي خدمة البلاد، فإذا بنا نفاجأ بوصف القائمين على المشروع ب»السرقة»، مما دفع الوزير إلى اتخاذ قرار الانسحاب، على اعتبار أن قواعد الحوار لم تحترَم». في المقابل، شدد عمر بلفريج، عن ائتلاف «أوقفوا القطار فائق السرعة»، على أن «هذا الانسحاب مجرد تهرب من النقاش العمومي الذي كنا نطالب به في حملتنا لوقف القطار فائق السرعة». وعبّر بلافريج عن «أسف الائتلاف لانسحاب كل من وزير التجهيز والنقل والمدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية من القاعة قبل بداية النقاش، فقد كنا نتمنى أن يتم هذا النقاش وأن تكون سابقة في المغرب بمناقشة مشروع كبير، لأن هدفنا هو بناء مغرب أفضل». واعتبر بلفريج أن «مشروع القطار فائق السرعة ليس أولوية للمغرب، ولكن الأولويات هي التعليم والصناعة والصحة والتصنيع»، نافيا في نفس السياق أن يكون الائتلاف هو الذي قام بتوزيع المقال الذي أثار غضب كل من وزير التجهيز والنقل والمدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية. إلى ذلك، أفاد بلاغ للمكتب الوطني للسكك الحديدية أنه «بعد الحادث المؤسف الذي أدى إلى إلغاء المناقشة، وسعيا إلى تقديم كل التوضيحات اللازمة والمعلومات الدقيقة عن مشروع القطار فائق السرعة، فإن كلا من وزير التجهيز والنقل، عزيز رباح، والمدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية، ربيع الخليع، قررا عقد ندوة صحافية صباح اليوم السبت في الرباط».